سوريا تخرج من الأزمة أقوى من السابق

سوريا تخرج من الأزمة أقوى من السابق
الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

لقد قدمت سوريا وطيلة سنوات العدوان الإرهابي التكفيري عليها الكثير من التضحيات وتكاتف أبناؤها سنة وشيعة ودروز وعلويون ومسيحيون واتحدوا بوجه هذه العاصفة العاتية وتصدوا للمؤامرة التي حيكت ضدهم بكل قوة وعزيمة.

العالم - مقالات وتحليلات

لقد واجهت سوريا إرهاباً وحرباً كونية استهدفت شعبها وأرضها وسيادتها ومقدراتها وقد حققت مع حلفائها في محور المقاومة انجازات نوعية وانتصارات كبرى سوف يسجلها التاريخ بماء الذهب.

إن الشعب السوري تصدى لظاهرة الإرهاب ولتآمر الدول المختلفة نيابة عن العالم أجمع وذنبه الوحيد إنه تمسك بإستقلاله الحقيقي ‏وإستقلال قراره ودعمه للمقاومة واعتباره القضية الفلسطينية هي القضية الأولى ورفضه للفكر الرجعي الذي اجتاح المنطقة بدعم وتمويل من أرباب البترودولار الخائنين للأمة والخادمين للإستعمار الجديد الذي يسعى إلى التسلط والهيمنة على مقدرات الأمة من خلال شرق أوسط جديد يقوم على زرع الفتن والخلافات القومية والعنصرية والطائفية والمذهبية.

إن التضحيات التي قدمتها سوريا حكومة وشعباً وإلى جانب حلفاؤها في محور المقاومة في مواجهة هذه المؤامرة الكبرى زعزعت التحالف الإرهابي التكفيري الذي تقوده الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والرجعية العربية مما دفعهم إلى استخدام كل ما لديهم من وسائل وأدوات وخطط ومكائد للإستمرار في حربهم الظالمة على سوريا وشعبها. 

لقد واجهت سوريا حرباً شاملة وعلى مختلف المستويات؛ حرباً عسكرية وإقتصادية وسياسية وإجتماعية وتجارية وإعلامية ونفسية وتضليلية وحاول الأعداء النيل من كل مظاهر الخير في هذا البلد بعد أن بات قتل المدنيين والتنكيل بهم واستهداف مقدرات البلد وبناه التحتية مهمة ممنهجة يقودها الإرهاب وداعميه في شتى أنحاء العالم. 

لكن الشعب السوري ومعه حكومته الصامدة وحلفاؤه في المنطقة حمل السلاح بيد وحمل في الأخرى كل وسائل الإستمرار في الحياة وقام باعادة البناء وإصلاح البنى التحتية معتبراً إن الصمود والإيمان والتحدي ومواصلة العمل بجد واجتهاد هو أهم سلاح في مواجهة الإرهاب والهجمة الصهيوأمريكية الشرسة.

إذن لقد قررت سوريا مواجهة الإرهاب والمؤامرة الدولية عبر ثلاث ساحات أساسية الأولى المعركة العسكرية الميدانية ومواجهة الإرهاب وداعميه وهي مواجهة لا عودة عنها مهما بلغ حجم التضحيات والثانية هي تسريع وتيرة الإصلاحات النوعية بما يخدم آمال الشعب السوري وتطلعاته على صعيد التقدم والإزدهار والثالثة هي تعزيز مبدأ الحوار السوري السوري والإلتزام المطلق به من أجل التوصل إلى القواسم المشتركة التي تخدم الوطن وتبني مستقبله.

إن ما يعزز الموقف أكثر لدى سوريا حكومة وشعباً ويمنحهما المزيد من القوة والقدرة على الصبر والصمود والتحدي هو شعورهم إنهم ليسوا وحيدين في معركتهم مع الإرهاب.

فمحور المقاومة هو اليوم أقوى من أي وقت مضى يحقق الإنجازات تلو الإنجازات ويوجه رسائل مختلفة للمعتدين بأنهم لن يحصدوا من عدوانهم على المنطقة إلا الخيبة والذل والهوان وإن سوريا سوف تخرج من أزمتها بكل قوة وصلابة وعنفوان وستكون أكثر قوة على على مواجهة الإرهاب وداعميه.

* مالك عساف

2-104

كلمات دليلية :