الغوطة الشرقية إلى حضن الدولة السورية بالحسم العسكري أو بالتسوية

الغوطة الشرقية إلى حضن الدولة السورية بالحسم العسكري أو بالتسوية
الأربعاء ٢١ فبراير ٢٠١٨ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش

بذلت الدولة السورية الكثير من الجهود التفاوضية لدفع العمل العسكري المُكلف والطويل الأمد عن مناطق الغوطة الشرقية، إلّا أنّ الفصائل المسلحة تعنّتت وظلّت تستهدف مدنيي العاصمة بالقذائف والصواريخ، فضلاً عن إطلاقهم قبل فترة ليست ببعيدة لهجوم عنيف جداً على مبنى إدارة المركبات الملاصق لحرستا في نقض لاتفاق مناطق خفض التصعيد، وما من خيارات باتت أمام الدولة السورية اليوم سوى العمل العسكري.

العالم - مقالات وتحليلات

وفي هذا السياق قال المستشار في الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز لموقع “العهد” الإخباري إنّ ” العنوان الأساسي لمعركة الغوطة الشرقية هو الدفاع عن النفس وعن المدنيين الآمنين في العاصمة، بالإضافة إلى مواجهة رأس الإرهاب في المنطقة المتمثل بتنظيم “جبهة النصرة”.

وأكد عزوز أنّ ” الجيش السوري عمل على تحضير بنك أهداف استراتيجي في الغوطة الشرقية ميّز فيه ما بين الأهداف المدنية والعسكرية رغم أن المجاميع الإرهابية في تلك المنطقة عملت على تحويل الأهداف المدنية إلى أخرى عسكرية عبر نشر مخازن الأسلحة ومراكز التدريب وغرف العمليات، ولذلك عمل الجيش من خلال عمليات استطلاعية واستخباراتية على تحديد بنك أهداف يسهّل العمل الدقيق الذي سيقوم به في الغوطة”.

تبعية المجموعات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية إقليمية بامتياز، فـ “جيش الإسلام” تابعٌ لنظام آل سعود و”أحرار الشام” مرتبطةٌ تركياً، فضلاً عن التحالف الوثيق بين “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” حسب حديث عزوز.

وأضاف قائلاً إنّ “عدداً من جولات الاحتراب على النفوذ والملكية والمناطق قد جرت بين تلك التنظيمات، وعندما تم الاتفاق على تفاهمات أستانة كانت الدولة السورية حريصة على التجاوب مع كل الجهود سواءٌ في إطار المصالحة الوطنية وتسليم السلاح مقابل العفو أو في إطار نظام التهدئة ليتم توحيد الجهود من أجل مواجهة “جبهة النصرة” والعمل على تخليص المنطقة من هذا التنظيم الإرهابي.

لكن ما حدث هو تحالف وثيق بين تلك المجموعات الإرهابية و”جبهة النصرة” بما يعني عدم إمكانية الفصل الواضح بين الفصائل الأخرى وهذا التنظيم الإرهابي، الأمر الذي أجهض كل التفاهمات التي تمّ الاتفاق عليها في أستانة سواء بنقاط المراقبة أو بإدخال تدابير بناء ثقة واضحة ما بين تلك المنطقة والدولة السورية في إطار حماية المدنيين”.

وشدّد عزوز على أنّ ” الطوق الآمن الذي حققه محور المقاومة على أكثر من محور أحرز تفوقاً نوعياً في إطار المعركة القادمة التي ستُشكّلُ عملاً عسكرياً جراحياً ضرورياً لتحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين”.

علي حسن - العهد

2-4