الإنفلونزا لا تقل خطورة عن الـ'إيدز' !

الإنفلونزا لا تقل خطورة عن الـ'إيدز' !
الجمعة ٢٣ فبراير ٢٠١٨ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

ترسّخ في ذهن الكثيرين أن فيروس نقص المناعة المكتسبة "إيدز"، هو الأخطر على حياة البشر، وهو خطير بالفعل لأنه يقضي سنويا على نحو 1.5 مليون شخص، خصوصا وأنه بلا علاج حتى الآن. لكن فيروسا أضعف وعلاجه متوفر لا يقل خطورة ويقتل مئات الآلاف سنويا، هو فيروس الإنفلونزا.

العالم_ منوعات 

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن أنواع الإنفلونزا المختلفة، وبسبب سهولة انتقالها، تصيب سنويا ما بين 3 إلى 5 ملايين شخص حول العالم، وتقتل سنويا ما بين 250 ألفا ونصف مليون شخص، أغلبهم في المناطق معتدلة المناخ أثناء فصل الشتاء.

وتسبّب الأمراض الناتجة عن الإنفلونزا في البلدان الصناعية معظم الوفيات بين الأشخاص الأكبر من 65 سنة، بينما الغالبية العظمى من الوفيات في البلدان النامية والفقيرة بين الأطفال دون سن الخامسة.

وأفادت دراسة أميركية نشرت نتائجها منتصف كانون الأول الماضي، بأن ما يصل إلى 646 ألف شخص يموتون حول العالم سنويًا بسبب الإنفلونزا الموسمية، واستخدم الباحثون بيانات حول الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا الموسمية في 33 بلدًا، تشكل حوالي 57 في المئة من سكان العالم.

وأثبتت الدراسة أن العدد الأكبر لوفيات الأنفلونزا يقع في المناطق الأكثر فقرًا في العالم، وأن المعدلات الأعلى للوفيات المتعلقة بالجهاز التنفسي بسبب الأنفلونزا هي بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، وأولئك الذين يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأشارت الأرقام إلى أن بلدان شرق البحر المتوسط وجنوب شرق آسيا فيها معدلات أقل للوفيات المتعلقة بالجهاز التنفسي بسبب الإنفلونزا لكنها تظل مرتفعة.

ويزيد عدد ضحايا الإنفلونزا في البلاد التي تشهد صراعات دموية، ففي مناطق مثل الغوطة الشرقية المحاصرة في سورية، يموت الأطفال والكبار لأسباب عدة بينها الإنفلونزا التي لا يملكون علاجها البسيط بسبب الصراع، وكشفت وزارة الصحة العامة والسكان الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، خلال الأسبوع الأول من شهر شباط الحالي، عن إصابة العشرات بفيروس يُشتبه أنه إنفلونزا الخنازير الموسمي.

وتسبب الإنفلونزا الموسمية أعراضا منها ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال عادة ما يكون جافا، وصداعا وألما في العضلات والمفاصل وغثيانا وتوعّكا.

ويُشفى معظم المرضى من الحمّى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى عناية طبية، لكن يمكن للإنفلونزا أن تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة أو أن تؤدي إلى الوفاة، وتدوم الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، والتي تُعرف بفترة الحضانة، يومين تقريبا.

ويمكن أن تصيب الإنفلونزا جميع الفئات وتؤثر فيهم تأثيرا وخيما، غير أن الحوامل والأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا والمسنين والأفراد المصابين بأمراض مزمنة معيّنة مثل الأيدز والعدوى بفيروسه، والربو والأمراض القلبية أو الرئوية المزمنة والعاملين في مجال الرعاية الصحية هم الفئات الأشد تعرضاً لخطر ظهور المضاعفات.

وتنتشر الإنفلونزا الموسمية بسهولة، وتنتقل العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة بما فيها المدارس وأماكن العمل، ولتوقي انتشار العدوى ينبغي على الناس تغطية أفواههم وأنوفهم عند السعال وغسل أيديهم بانتظام.

وتوقع مسؤولون أميركيون بالقطاع الصّحي، في وقت سابق أن يستمر موسم الإنفلونزا الحالي لأسابيع، مبيّنين أن احتمال إصابة البالغين الذين يتلقون تطعيما ضد الإنفلونزا، يقل بنسبة 36 في المئة بينما النسبة مرتفعة بين الأطفال وتصل إلى 59 في المئة.

وطالب أحد المسؤولين من الناس في تصريحات صحفية، تلقي التطعيم، مشيرا إلى أهمية ذلك، حيث قال: "إن على من لم يتلق التطعيم، الحصول عليه على الرغم من مرور وقت كبير على بدء الموسم، لأن بعض الوقاية أفضل من عدمها"

وبيّنت القائمة بأعمال مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، آن شوكيت، أن 63 طفلا بالولايات المتحدة توفوا بسبب الإنفلونزا هذا الموسم، مشيرة إلى أن ثلاثة أرباعهم لم يلقحوا ضد المرض.

تصنيف :