السوريون لجيش بلادهم.. فليُقطع رأس الأفعى بالغوطة

السوريون لجيش بلادهم.. فليُقطع رأس الأفعى بالغوطة
السبت ٢٤ فبراير ٢٠١٨ - ٠٦:٢٣ بتوقيت غرينتش

لا تشغل الاجتماعات التي ستعقدها الدول الداعمة للفصائل الإرهابية في سوريا، رأس الشعب السوري، خاصة وأن لهذا الشعب تجارب عدة مع هذه الدول ومجلسها قبل كل عملية عسكرية يجهز لها الجيش العربي السوري لتحرير منطقة من سيطرة إحدى تلك الفصائل التي دُعمت مالياً وعسكرياً من الدول المسيطرة على المنظمات والمجالس الدولية، أو من الدول الممولة لتلك المؤسسات التي كان من المفترض أن يكون هدفها منذ تأسيسها هو حماية الشعوب والدول، وليس القضاء عليها لتمرير مصالح عسكرية أو سياسية أو اقتصادية..

العالم - مقالات وتحليلات 

في الحقيقة، جل ما يشغل السوريبن وليس الدمشقيين فقط، اليوم، هو كيف يحمون أنفسهم من قذائف الحقد والإرهاب القادمة من شرق العاصمة، القذائف التي لم تهدأ منذ سيطرة الفصائل الإرهابية التي تتقاسم كلاً من تركيا والسعودية وقطر دعمها مالياً وعسكرياً، على الغوطة الشرقية، حتى لو كانت بدرجات متفاوتة إلا أنها كانت وفي كل مرة تسقط على أحد أحياء دمشق، تقتل نفساً كانت آمنة ومطمئنة قبل لحظات من سقوطها، لكن منذ الثلاثاء وحتى اليوم، زاد إرهابيي الغوطة كمية حقدهم، ولم يعد يكتفون بعدة قذائف، بل بات استهداف العاصمة بعشرات الصواريخ تصل أحيانا لأكثر من مئة صاروخ، سياسة جديدة تتبعها الفصائل الإرهابية، بالتزامن مع تجهيز الجيش العربي السوري قواته لتحرير الغوطة المحتلة من تلك الفصائل، حيث تحول العمل العسكري إلى مطلب شعبي “مستعجل” كرد على الاستهداف الحاقد للعاصمة دمشق.

اليوم، نستطيع القول أن إرهابيي الغوطة أغلقوا كل الأبواب بوجه “التفاوض”، وهو ما أعلنته حميميم “شخصياً” قبل يومين، ويتزامن مع انتهاء مهلة “الثلاثة أيام” التي منحها الجيش السوري لتلك الفصائل، والتي انتهت ليل الأربعاء الخميس، حسبما قال مصدر عسكري لشبكة عاجل الإخبارية، وتزامنت أيضاً مع قيام المروحيات العسكرية السورية برمي قصاصات ورقية تدعو فيها المسلحين لتسليم أنفسهم وأخرى تدل المدنيين الذين تتخذهم الفصائل التكفيرية دروعاً بشرية وأسرى، على كيفية الوصول إلى نقاط الجيش عبر فتح أربعة معابر إنسانية، تمهيداً لبدء عمل عسكري واسع لن تحمد عقباه بالنسبة للفصائل الإرهابية في الغوطة.

إذاً، تحول إطلاق الجيش العربي السوري لعملية عسكرية واسعة باتجاه الغوطة الشرقية “مطلباً شعبياً”، من يزور دمشق يستطيع التأكد من سكانها أن تحرير الغوطة بات أهم من الطعام بالنسبة للدمشقيين، في وقت اقترب فيه الجيش العربي السوري من استكمال حشوداته والوقوف على الخطة النهائية للعملية العسكرية، فيما ينتظر جنوده إعلان ساعة الصفر لأن لهم في الغوطة “ثأراً” كبيراً لدماء زملائهم الذين استشهدوا فيها، وثأراً للمخطوفين الذين لم ننسى بعد كيف كبلهم إرهابيي جيش الإسلام قبل أعوام، ووضعوهم في أقفاص حديدية وساروا بهم في شوارع مدينة دوما.. أيام قليلة، أو ربما ساعات، ستبدأ “الملحمة الكبرى”، وحينها لا مفاوضات ستنفع ولا وساطات ولا جلسات الهيئات الدولية، ولا حتى “الأفلام الإنسانية” التي حضرت لترافق العمل العسكري على أنه “جريمة حرب”.. كل ذلك لن ينفع .. وسينطبق على إرهابيي الغوطة قوله تعالى: “وما ظلمناهم وإنما كانوا لنفسهم ظالمين”. وإن غداً لناظره قريب..

وفي الختام، كل الأفلام والتمثيليات والمسرحيات التي صنعتموها وجعلتم من أطفال الغوطة “أبطالاً” لها، باتت لعبةً قديمة .. وكما لم تنفعكم في حلب قبل عام من الآن .. لن تنفعكم في الغوطة الشرقية غداً ..

ماهر خليل / اوقات الشام

FAD-2