بعد كل ما جرى في الغوطة... هذا هو النداء الاخير!

بعد كل ما جرى في الغوطة... هذا هو النداء الاخير!
السبت ٢٤ فبراير ٢٠١٨ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

لعله آن الأوان أن يدرك "ثوار" الغوطة الشرقية بعد 7 سنوات من المكابرة أن مشروع مشغليهم في سورية قد فشل، وأن تحالفهم مع "جبهة النصرة" المسجلة كمنظمة إرهابية دولية، وادعاء تنظيمي "جيش الإسلام" و "فيلق الرحمن" الإرهابيان أنهم يقاتلونهم منذ سنة، – بحسب وعودهم في أستانا – وأنهم لم يستطيعوا القضاء عليهم مع قلة تعدادهم (بحسب تصريحاتهم)، لم يعد يقنع أحد.

العالم - سوريا

إن اتهام الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية لـ"جبهة النصرة" الإرهابية بجرائم إطلاق القذائف الصاروخية على العاصمة، يوضح أن الهدف من المماطلة وعدم إنهاء وجودها أو الاحتفاظ بأعداد قليلة من عناصرها – في حال تواجدهم – حجة ليتنصلوا من وزر ما يسقط من قذائف عشوائية على رؤوس المدنيين في دمشق.

اليوم.. بعد أن أصبحت مناطق الغوطة الشرقية قاعدة انطلاق قذائف الحقد على العاصمة دمشق وأهلها، علت الأصوات حتى من داخل الغوطة لإنهاء سيطرة قادة فصائل مرتزقة أعماها المال؛ فاتخذت من الخداع وسيلة لبقائها، والضعفاء من أطفال ونساء وشيوخ المنطقة دروع بشرية لتقيها من عملية استئصال الدولة لغدة سرطانية استفحل خطرها.

استغاثات مواطني الغوطة يتردد صداها في العاصمة دمشق على لسان سكانها وقاطنيها مطالبة بإنهاء حالة الرعب التي يعيشونها يوميا بسبب القذائف العشوائية التي بلغ عددها أكثر من 1200 قذيفة خلال 50 يوما، قذائف عمياء كقلوب مطلقينها إنهالت على رؤوسهم حاصدة العشرات من الأرواح والمئات من الجرحى، والتي تسببت بشبه شلل لدورة حياة المواطنيين وللحركة الإقتصادية في العاصمة.

ما من شك أن من يرزح تحت سيطرة الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية اليوم هم إخوتنا أبناء بلدنا، ولا يمكن أن ندعهم تحت وطأة ظلم هؤلاء المسلحين الانتهازيين التكفيريين إلى ما لا نهاية.

لذلك أصبح إنهاء الوضع الشاذ في الغوطة من أولى الضروريات التي يستوجب على الدولة معالجتها وفوراً.

الجيش عمل ولسنوات على دفع الخطر رغم الكلفة العالية التي تحملها، وكان قد تجنب عملية تحرير الغوطة الشرقية وتطهيرها من الفصائل الإرهابية المسلحة الخاصرة الرخوة للعاصمة مع قدرته على ذلك منذ بداية الأزمة، لادراكه الخطر الكبير لتلك العملية على المدنيين المحتجزين فيها.

منذ شباط 2017 ومركز المصالحة الروسي يتفاوض مع الفصيلين الرئيسيين في الغوطة الشرقية على إنهاء التصعيد فيها، وبحسب تصريحات الناطق الرسمي "لفيلق الرحمن".. لسنا معارضة؛ بل "ثوار" هدفنا "إسقاط النظام" ولن نفاوض "النظام"، وأن التفاوض مع الجانب الروسي كان على خروج 240 عنصرا” لـ"جبهة النصرة" من الغوطة".

اليوم يبدو أن مشغلي "النصرة" قد قرروا إنهاءها، والشاهد ما يجري في إدلب ومخيم اليرموك.

الحالة الآن.. غليان على جبهة الغوطة الشرقية مرجح للإنفجار، خاصة بعد تعرض المركز الروسي للمصالحة لقصف من قبل الفصائل المسلحة في الغوطة في يوم الثلاثاء 20 شباط الحالي، كما أعلن المركز في اليوم التالي أن الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية لم يستجيبوا لدعوات وقف القتال ونزع السلاح.

وفي تطور لاحق.. دعا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة لعقد جلسة لمجلس الأمن تتعلق بالوضع في الغوطة الشرقية في سورية.

نستخلص مما سبق أن هناك قرار اتخذ لتطهير الغوطة الشرقية من الفصائل المسلحة، وأن ساعة الصفر قد أصبحت قريبة.

وما من شك أن مخرجات هذه المعركة ستكون مؤلمة للجميع؛ وبخاصة لمن يعيش داخل الغوطة الشرقية.

الجدير بالذكر.. أن بالتوازي مع تصعيد الفصائل المسلحة في الغوطة؛ فإن الأوامر صدرت لتحريك المجموعات المسلحة في القنيطرة ودرعا ومخيم اليرموك مصدرها واحد، وهذا لم يعد خافيا على أحد.

لذلك نطلق نداء للجميع.. أن يحكموا العقل والمنطق، ويجنبوا أهلهم الذين هم أهلنا، تبعات المواجهة التي سيبقى جرحها ينزف لسنوات قادمة.

فالعملية العسكرية في حال بدأت في الغوطة؛ لن تقف حتى إنهاء المهمة الموكلة إليها، وسيسقط فيها الكثير من السوريين، وشخصيا أقول لن يكون هناك منتصر؛ بل من سيحصد الغنائم هم أمريكا وأدواتها وربيبتها “إسرائيل” التي تتعرض لضغوط دولية، وخطر إقليمي وقضايا فساد تهدد مستقبل قادة العدو الصهيوني، فالأمر سيان عندهم كم سوري سيقتل لدرء هذا الخطر

ألم يدرك إلى الآن من غرر بهم من السوريين الذين يقاتلون جيش بلدهم، ويلقون بقذائف الهاون على رؤوس أهلهم وإخوتهم، أنهم يقدمون أنفسهم أضاحي على مذبح أعداء بلدهم وشعبهم؟

لماذا؟؟؟

هل يعتبرون أنفسهم ثوار؟!!!

الثورة يجب أن تكون سريعة ضمن فترة محددة، وقيادة موحدة، وأهداف واضحة، ووطنية بامتياز.

بالمعنى السياسي.. لا يمكن تسمية ما حدث ثورة، وبالتالي لا يعتبر من ركب موجة العنف ثائرا؛ فالثورة في جميع مفاهيم الفكر السياسي لا يمكن أن تقاد بفكر يحمل أيديولوجيا دينية تلغي الآخر؛ بل إن الفكر الثوري الجديد يجب أن يكون ” متقدما” عن السائد.

أقول: ما يحدث في بلدنا هو صراع دولي بين قوى عظمى على مكاسب اقتصادية وجيوسياسية، بعض الدول استخدمت جميع المكائد عبر أدواتها وأذيالها ومرتزقتها لتفتيت دول المنطقة خدمة لمصالحها، وآخر همها هو الشعوب وتطلعاتها سواء بتقرير المصير، أو لنشر الديمقراطية، أو رفع الظلم كما تدعي، وما التباكي على جائع هنا او مشرد هناك، والاستخدام الممل لملف الكيماوي إلا بروباغندا إعلامية تخدم سياسة الفوضى لاستثمارها في حصاد مكاسب متنوعة، مهما كان شكل الصراع وهول نتائجه.

الحل..

إن إنهاء الوضع الحرج في الغوطة الشرقية لا يتطلب من المسلحين سوى أن يتوقفوا عن مقارعة جيش بلدهم، ورمي السلاح، والدخول في مصالحة مع دولتهم وشعبهم، والاستفادة من العفو الذي يضمن حريتهم التي سلبهم إياها مشغليهم واستعبدوهم مقابل حفنة من المال.

النداء الأخير:

كفى.. عليكم اليوم أن تحكموا ضمائركم، وتتقوا الله في أبناء بلدكم، واعلموا أن الخاسر الأكبر من هذه المؤامرة الدولية هو المواطن السوري، والذي يراق هو الدم السوري، وما يدمر هو البنية التحتية السورية وأملاك المواطنين السوريين، وفي النهاية من سيدفع كلفة هذا الجنون أنتم وأولادكم.. أبناء سورية، والتاريخ لا يرحم الخونة.

هل من متعظ؟

محمد.ع.غ.شبيب _ دمشق الآن

102-10