هل يفجّر برلسكوني مفاجأة في انتخابات إيطاليا؟!

هل يفجّر برلسكوني مفاجأة في انتخابات إيطاليا؟!
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨ - ٠١:٤٤ بتوقيت غرينتش

دخل سباق الانتخابات في إيطاليا مرحلته النهائية، ومع أن لا أحد يمكنه توقع النتائج، إلا أنه يمكن القول بيقين إن إحدى الشخصيات الرئيسية في الساحة الإيطالية سيكون سيلفيو برلسكوني.

العالم - أوروبا

التوق إلى السلطة، وبمعنى أوسع، إلى الحياة العامرة، لم يتناقص أبدا عند قطب الإعلام لا مع التقدم في السن ولا بعد النكسات السياسية التي مني بها. فبرلسكوني الذي يبلغ من العمر 81 عاما اليوم، ترأس الحكومة الإيطالية 4 مرات. مقاضاته ومحاكمته من كل الجهات وأمام مختلف المحاكم في جميع أنحاء البلاد لم تترك له مجالا لشغل أي منصب سياسي حتى عام 2019، وذلك بحكم قضائي واجب التنفيذ، ولذلك يلعب دور الكاردينال الرمادي، وهذا لا يحظره القانون.

بعد الاستقالة الأخيرة وسلسلة من الفضائح الجنسية، سارع الكثيرون إلى شطب برلوسكوني من الخارطة السياسية لإيطاليا، ومع ذلك، فإن الحملة الانتخابية التي بدأت في إيطاليا أثبتت مرة أخرى أنه لا يترك السياسة والحياة العامة ولا ينوي المغادرة. رئيس الوزراء السابق نفسه يستخدم تقريبا مصطلح كرة القدم الدائم: "العودة إلى الميدان مهما كان".

برلسكوني المخضرم الذي خضع لعملية جراحية في القلب قبل عامين، ساعده طبيبه الشخصي ألبرتو زانغريلو، على فقدان الكثير من وزنه واستعادة نظارته. وهو يدعي أنه اكتسب مظهره الحالي بفضل النظام الغذائي الذي يتبعه وممارسته السباحة واتباعه برنامجا تدريبيا صارما. ووفقا له، فإنه يبدأ يومه بالنهوض المبكر، وقراءة الصحف، وممارسة بعض التمارين الرياضية، ثم السباحة لمدة نصف ساعة والركض أو المشي لمسافة خمسة كيلومترات.

ويقول برلوسكوني إنه بفضل مساهمته وجهوده الشخصية، ارتفعت شعبية حزبه خلال ستة أشهر من 13 إلى 18%.

يوم الأحد القادم، يتوجه الإيطاليون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم من أجل تشكيل برلمان جديد من مجلسين. وصار إجراء هذه الانتخابات ممكنا بعد اعتماد قانون انتخابي جديد في نهاية العام الماضي غيّر النظام الانتخابي المختلط القائم في البلاد، حيث سيتم انتخاب ثلث النواب في الدوائر المنفردة، والثلثين المتبقين - على أساس القوائم الحزبية.

وعلى الرغم من إقرار قانون انتخابي جديد، إلا أن برلوسكوني لا يتردد خلال الحملة الانتخابية في استخدام وتطبيق تقنيات قديمة اجتازت اختبار الزمن، ويعد بالرد على معظم القضايا الهامة بالنسبة لإيطاليا. وكان من بين "الرقائق" الكلاسيكية التي كانت موجودة بالفعل، توقيع برلوسكوني على "عقد مع الإيطاليين" على الهواء من البرنامج التلفزيوني الوطني. وقد تم نسخ النص الذي يحمل توقيعا تحت قائمة الالتزامات تجاه الشعب بشكل كامل وواضح من حلقة مماثلة منذ 17 عاما، عندما تولى سيلفيو للمرة الثانية منصب رئيس وزراء البلاد.

العمر والحالة لم تعد تسمح له بالسفر إلى جميع أنحاء البلاد مع المشاركة في المسيرات وإلقاء الخطب النارية في الساحات. وكان السلاح الرئيسي لبرلسكوني ولا يزال، كما يقولون، وسائل الإعلام التقليدية: حب الظهور في البرامج الحوارية والمقابلات والعروض الحوارية مع المذيعين السياسيين، ومقابلات واسعة، شبه يومية في الصحافة المطبوعة. بيد أن هذا لم يمنعه يوم الأحد الماضي من الترفيه عن المواطنين لمدة ساعتين على التوالي في حديث ما قبل الانتخابات في ميلانو.

ويعتقد المحللون أن برنامج برلسكونى مصمم لما يسمى بالناخبين التقليديين. وبصورة منفصلة عن الناخبين المسنين، فهو طرح فكرة إضافة منصب "وزير شؤون العمر الثالث" وزيادة المعاشات التقاعدية لعدة آلاف من اليورو شهريا. وللطبقة الوسطى، يقترح إدخال ما يسمى الدفاع الذاتي المشروع (في المنزل أو في المخزن يمكن لكل الناس حماية ممتلكاتهم وأطفالهم بالوسائل التي لديهم). ولحل مشكلة المهاجرين، يرى رئيس الوزراء السابق أنه من الضروري ترحيل 600،000 شخص، على الرغم من أنه ليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أن هناك الكثير من المهاجرين في إيطاليا.

والنقطة الرئيسية في جدول الأعمال الاقتصادي هي الأخذ بنظام ضريبي موحد، ينبغي أن يحل محل النظام التدريجي القائم، الذي يتوخى زيادة المعدل وفقا لمقدار الدخل، بحيث تصل الضريبة القصوى على دخل الأشخاص الطبيعيين الآن إلى 43% من الأرباح السنوية. ويعتقد برلوسكوني أن المستوى العادل يبلغ 23٪، ووصفه بأنه "حجر الزاوية" لنمو إيطاليا.

والمفارقة الأولى والأهم في الانتخابات المقبلة، تكمن في أنه على الرغم من أن حركة "النجوم الخمسة" ستحتل المركز الأول بين جميع الأطراف فإن الفائز في 5 مارس من المرجح أن يكون تحالف يمين الوسط، الذي قد يحصل على 18% من الأصوات بفضل الدور البارز الذي يلعبه فيه  برلوسكوني و حزبه "إلى الأمام".

المصدر: نوفوستي