معلومات مثيرة عن الفصائل التكفيرية في الغوطة الشرقية

معلومات مثيرة عن الفصائل التكفيرية في الغوطة الشرقية
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

بدأ ارتفاع صراع بعض الاطراف الاقليمية والغربية ضمن محاولات الجارية لانقاذ الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية وسط تغاضي متعمد عن جرائمها بحق اهالي الغوطة والعاصمة دمشق ، تبرز تفاصيل مهمة عن التوزع الجغرافي لهذه الجماعات شرقي العاصمة.

وللوصول إلى حقيقة الاوضاع بشكل أدق، كان لا بد من الخوض في أهم تفاصيل مكونات الفصائل المسلحة ضمن الغوطة الشرقية، مع حسام طالب المتخصص في شؤون الجماعات التكفيرية، لبحث كل ما يتعلق من تقسيمات المنطقة وما تشكله من أهمية.

جغرافيا المسلحين داخل الغوطة الشرقية..

تنقسم الغوطة الشرقية إلى قطاعات، تتوزع ضمنها الفصائل التكفيرية المتعددة التسميات، ويأتي قطاع دوما أولاً، حيث ينتشر مسلحو ما يسمى “جيش الإسلام” ويشمل مناطق دوما، مسرابا، الشيفونية، أوتايا، النشابية، حزرما، وصولا على الزريقة وحوش الضواهرة  التي يسيطر الجيش السوري على قسم كبير من كليهما إضافة الى حوش الصالحية الذي بات أيضاً منطقة اشتباك.

القطاع الثاني هو الأوسط يمتد على بلدات حرستا، عربين تتركز فيها ما يسمى جبهة النصرة، وسقبا، حمورية، زملكا، المحمدية، مَديَرة، وجميعها بيد جبهة النصرة و”فيلق الرحمن” و”فجر الامة” المتحالفين مع جبهة النصرة، اضافة الى عدد الى قليل من مجموعات ما يُسمى “أحرار الشام” المتواجدة في المزارع الواقعة بين دوما وحرستا، إضافة الى وجودها في جوبر.

“الفكر التكفيري” للمسلحين المتواجدين في الغوطة الشرقية..  

يقول حسام طالب الخبير في الجماعات التكفيرية، أن كافة هذه الفصائل بدون استثناء تحمل العقلية التكفيرية، وتبدأ من الفصيل الأكبر “جيش الاسلام”، حيث إقتبسَ طالب الدليل من اعتراف مسؤوليي هذا الفصيل أنهم ينتمون “للسلفية الجهادية”، ثم تأتي “جبهة النصرة” التي تنتمي الى تنظيم القاعدة وبعدها “فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” وهما تحملان فكراً تكفيرياً ايضاً.

أما فصيل “فجر الأمة” فهو من مايسمى بـ الجيش الحر وفي “المفهوم الغربي” يصنف “معتدلاً”، لكن هو حليفٌ قويٌ جداً “لجبهة النصرة”، حيث أن جميع المعارك التي خاضتها “النصرة” كان “فجر الامة” إلى جانبها وساندها وحارب معها على كافة الجبهات خاصة في الغوطة الشرقية، كما أنه لم يختلف عن “جبهة النصرة” في ارتكاب الجرائم وقتل الأبرياء والتشنيع والتمثيل بالجثث. وإضافة لدور “فجر الامة” الداعم للفصائل التكفيرية، فإنه يعتبر غطاءً لتمرير كافة المساعدات من سلاح ومؤونة ومقاتلين التي تصل إلى تلك الفصائل التكفيرية من الدول الداعمة للإرهاب.

ارتباطات بين الفصائل التكفيرية والجهات الدولية الداعمة لها..

الفصيل الاكبر عدة وعديداً داخل الغوط الشرقية هو “جيش الإسلام”، إذ يملك الكثير من الصواريخ والدبابات، وأسلحة ثقيلة متنوعة، وهو الذراع السعودي حيث يحصل من الرياض على كل ما يُريده من سلاح ومال، إضافة لما يقدمه كل من الأمريكي و “الإسرائيلي”، لهذا الفصيل، حسبما ما يوضح طالب لموقع المنار.

ويضيف في حديثه عن الدعم الصهيوني المباشر المقدم “لجيش الإسلام”، خاصة في أواخر 2014، و 2015، خلال المعارك التي خاضها “جيش الإسلام” في جبال الغوطة عبر غطاء جوي إسرائيلي، و كونه الذراع لتلك الدول الثلاث، كان يحاول إقامة قاعدة أمريكية داخل الغوطة.

من ضمن ما قام به “جيش الإسلام” في الفترات الاخيرة دعم “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” في الدخول إلى إدارة المركبات وقدم “للنصرة” دباباتT72  ، التي استولى عليها من إدارة النقل عام 2012، ودمرها الجيش السوري خلال الهجوم الذي أطلق عليه المسلحون “بأنهم ظلموا”، وهذا الدعم كان يصل من مسرابا إلى مديرة عبر نفق فجره الجيش السوري في الأيام القليلة الماضية. إضافة لدعم تقني من الدول الداعمة للإرهاب عبر الأقمار الصناعية وكافة الوسائل الأخرى.

ويؤكد الخبير في شؤون المجموعات التكفيرية حسام طالب، أن مواقع المسلحين في الغوطة الشرقية هي تحت حصار عسكري لضبط تدفق السلاح والمسلحين من وإلى الغوطة الشرقية، وليس حصارا على المدنيين.

القذائف على العاصمة …سلاح يستهدف المدنيين.

وامام خسائرهم الميدانية يكثف المسلحون من استهداف العاصمة بالقذائف الصاروخية من الغوطة الشرقية وتتركز هذه الاستهدافات على مناطق تواجد المدارس والمشافي وأماكن الكثافة وقت خروج الموظفين، وأغلب هذه القذائف سقطت في محيط المدارس والجامعات في أوقات الذروة، وفق المتابعين.

ويقول حسام طالب في هذه النقطة، أنها (الجماعات المسلحة) تعمل على محاولات تعطيل الحياة داخل العاصمة، وعرقلة سير الحياة الاقتصادية والدراسية، فهم يعلمون – أي التكفيريين أن القذائف التي تستهدف المدنيين لا تحدث أي فرق أو تأثير على سير عمليات الجيش السوري، ولكنهم يقصدون من وراءها إيذاء المدنيين وضرب ممتلكاتهم في دمشق.

هذه القذائف والصواريخ التي تخرج من الغوطة الشرقية مصدرها الأساسي دوما وحرستا وجوبر وعربين، ويملك فصيل “جيش الإسلام” الصواريخ والراجمات الأكثر قوة من بين الفصائل التي تجيد اطلاق القذائف، إضافة لما يملكه كل من تنظيما ا”لنصرة” و”فيلق الرحمن”.

أوضاع المدنيين داخل الغوطة الشرقية..

واضاف طالب عمّا يُطلق عليه في “المفهوم الشرعي” لدى هؤلاء المسلحين بـ “إدارة التوحش” حيث كانوا يقومون منذ بداية الأزمة في سورية بقتل مواطن في كل مظاهرة داخل الغوطة الشرقية، بحجة أنه موالٍ للدولة، وذلك من أجل خلق التوتر لدى سكان المنطقة.

حوالي مليوني وستمئة ألف مواطن من الغوطة الشرقية، هجرتهم الجماعات المسلحة، والعدد المتبقي لا يصل إلى أربعمئة ألف من المدنيين، كما يقال، لكن المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الجماعات المسلحة يعانون أصعب الظروف، نتيجة “احكام” يطبقها عليهم المسلحون.

أكثر من مرة حاولت الدولة السورية فتح معابر لإخراج المدنيين ولكن الفصائل التكفيرية وعلى رأسها “جيش الإسلام”، كانت تمنع المدنيين من الخروج، علاوة على الممارسات التي يرتكبونها بحق المدنيين من خلال سرقة المساعدات الإنسانية التي تدخلها الدولة السورية إلى الغوط الشرقية، وبيعها للمواطنين بأسعار مضاعفة.
هذه الفصائل التكفيرية تقتل المدنيين سواء في الشوارع إو نتيجة الاقتتال فيما بينها، اضافة الى قتل المدنيين الذين يحاولون الخروج عن “سلطة” تلك المجموعات، ويستخدمون المدنيين في اتهام الجيش السوري بقتلهم، كما يستخدمونهم كدروع بشرية.

ويشير حسام طالب “الى تواجد عملاء للاستخبارات الغربية، حيث يتركز هذا الوجود بكثافة للضباط المرتبطين بالاستخبارات الأمريكية والموساد، إضافة لدول أخرى”، ومن خلال حديثه عن “مخطط اميركي بإنشاء قاعدة داخل الغوطة الشرقية”.

المصدر: موقع المنار