ايران: ربط الاتفاق النووي بقضايا اخرى امر غير مقبول

ايران: ربط الاتفاق النووي بقضايا اخرى امر غير مقبول
الجمعة ٠٢ مارس ٢٠١٨ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

اعتبر مساعد وزير الخارجية الايراني غلام حسين دهقاني، ان من غير المقبول ارتهان الاتفاق النووي وربطه بقضايا اخرى لا صلة لها به والتهديد بالخروج منه، مشيرا الى ان الاتفاق النووي اصبح في خطر بعد تهديد احد اعضائه (اميركا) بالخروج منه.

العالم - إيران

وفي تصريح له خلال مشاركته في اجتماع كبار المسؤولين في مؤتمر نزع السلاح النووي الذي انعقد أمس الخميس في جنيف، اشار دهقاني الى تعهد ايران المستديم ومشاركتها الفاعلة في قضايا نزع السلاح النووي وعدم انتشاره واضاف، ان فرض ازمة مفتعلة ادى الى فرض الكثير من المتاعب على بلادنا خلال الاعوام الاخيرة الا ان هذه الازمة لم تؤد ابدا للمساس بتعهداتنا تجاه نزع السلاح النووي.

وقال، انه وبغية حل هذه الازمة غير الضرورية فقد دخلنا في مفاوضات صعبة كانت حصيلتها التوصل الى الاتفاق النووي كنجاح دبلوماسي تاريخي متعدد الاطراف. وان الناتج الرئيس الذي جاء به الاتفاق النووي لنظام عدم انتشار الاسلحة النووية هو ايجاد انموذج لتسوية القضايا التقنية والسياسية المعقدة، وهو الامر الذي حظي باشادة واسعة من جانب المجتمع العالمي.

وحول نقض العهد الاميركي قال، انه وفي الوقت الذي التزمت فيه ايران خلال العامين الماضيين بهذا الاتفاق ونفذت تعهداتها تماما وهو الالتزام الذي ورد مكررا في 10 تقارير صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نرى اميركا قد نقضت تعهداتها في اطار الاتفاق مرارا عبر المصادقة على سياسات وبيانات سلبية وعقبات مفتعلة وهي تسعى لحرمان ايران من الحصول على منافعها المتاتية من الاتفاق النووي.

وتابع قائلا، ان من غير المقبول ارتهان الاتفاق النووي وربطه بقضايا اخري لا صلة لها به والتهديد بالخروج منه، ان الاتفاق النووي اصبح في خطر بعد تهديد احد اعضائه بالخروج منه.

واضاف، ان ردنا واضح وصريح وهو الرفض لهذا التهديد القائل إما ان يتم التفاوض من جديد حول الاتفاق النووي وإما تخرج اميركا منه، فالاتفاق النووي غير قابل للتفاوض من جديد.

وتابع، ان الموقف الاميركي حول الاتفاق النووي يبعث رسالة الى العالم مفادها ان اميركا بلد غير جدير بالثقة في الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الاطراف.

وفي جانب اخر من حديثه قال دهقاني ان عدم التزام الدول النووية بتعهداتها القانونية وفقا للمادة السادسة من معاهدة حظر الانتشار النووي القاضية باجراء المباحثات لنزع السلاح النووي من شانه خلق ازمة عدم ثقة ازاء طاقات وقدرات هذه المعاهدة في نزع السلاح النووي وسيعرض هذه المعاهدة لضغوط شديدة .

واضاف دهقاني انه في الوقت الذي لم نشهد اي تقدم في مجال نزع السلاح النووي ، فان الدول النووية بادرت بصورة غير متوقعة الى توظيف الرساميل بكثافة وبسرعة لتحديث اسلحتها النووية وتطوير قدراتها النووية عبر انتاج رؤوس نووية اكثر حداثة وتاثيرا.

وتابع انه على سبيل المثال اعلنت اميركا انها تخطط لانفاق 1.25 تريليون دولار على مدى العقود الثلاثة القادمة لاستبدال وتحديث ترسانتها النووية الامر الذي اثار المخاوف بشدة .

وقال دهقاني ان دور واهمية السلاح النووي اخذ يتزايد بشكل خطير علي صعيد السياسات الامنية والعسكرية والعقيدة النووية وقد اعلن الرئيس الاميركي مؤخرا وبشكل صريح وغير مسؤول متفاخرا ان زر الاستفادة من الترسانة النووية لبلاده اكبر بكثير من الاخرين.

واوضح دهقاني انه لا ينبغي ان ننسى ان السياسات والبيانات التي تؤكد على دور السلاح النووي كضامن للامن لها تداعيات لا تحمد عقباها ومنها التشجيع على نشر السلاح النووي وما من شانه تصعيد احتمالات المواجهة النووية والحرب . ومن الواضح ان احد الامثلة علي هذا الوضع هو خطر نشوب الحرب النووية في شبه الجزيرة الكورية.

واعتبر دهقاني ان الوضع القائم ناجم عن غياب الارادة السياسية لدى هذه الدول للتخلص من عقيدة الردع النووي وتوازن الرعب النووي.

واكد انه بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية ووفقا للتعاليم الدينية لا يدعو امتلاك السلاح النووي للفخر بل على العكس من ذلك، فوفقا لفتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية يعد انتاج وامتلاك واستخدام السلاح النووي او التهديد به امرا غير مشروع ومضرا وخطيرا وحراما وذنبا كبيرا.

واشار الي جهود ايران لنزع السلاح النووي من منطقة الشرق الاوسط، لافتا الى ان الكيان الصهيوني - الوحيد غير العضو في معاهدة حظر الانتشار النووي – يعيق عمليا جميع الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف.

وقال، ان امتلاك السلاح النووي من قبل الكيان الصهيوني الذي يحمل ماضيا حالكا من العدوان والاحتلال وجرائم الحرب يعد تهديدا وجوديا لامن الدول غير المالكة للسلاح النووي في الشرق الاوسط.

واكد دهقاني ان وجود برنامج السلاح النووي للكيان الصهيوني يعد حصيلة لاستخدام المعايير المزدوجة من قبل عدد من مالكي السلاح النووي خاصة اميركا وكذلك فشل اميركا في الايفاء بتعهداتها وفق قرارات عدم الانتشار وتجاهل تعهداتها القانونية وعدم الالتزام بها.

 

 

216