معاناة الفلسطينيين العالقين بمصر وإهمال السفارة

معاناة الفلسطينيين العالقين بمصر وإهمال السفارة
السبت ٠٣ مارس ٢٠١٨ - ١٠:٣١ بتوقيت غرينتش

يعاني مئات الفلسطينيين العالقين في مصر من أوضاع إنسانية صعبة بسبب إستمرار إغلاق معبر رفح البري، بينما يغيب دور السفارة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة عن الإهتمام بهم في أزمة لا يبدو أنّ حلها سيكون في القريب العاجل، نظراً لإستمرار العملية العسكرية التي يشنها الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء منذ 9 فبراير الجاري.

العالم - فلسطين

ولم يتمكن المسافرون الفلسطينيون في مصر من العودة لغزة بعد أن إنتهوا من رحلات سفرهم، علماً أنّ غالبيتهم من المرضى الذين غادروا القطاع المحاصر بموجب تحويلات طبية إذ إنتهوا من فترة العلاج التي أنفقوا خلالها المبالغ المالية التي بحوزتهم مما أدخلهم في أزمة نظراً لإستمرار إغلاق المعبر الحدودي.

وتعزو السلطات المصرية عدم تشغيل المعبر خلال الأسابيع الماضية إلى الظروف الأمنية في سيناء إذ أنها قررت تشغيل المعبر يوم الأربعاء 21 فبراير المنصرم إلا أنّ قوات الأمن لم تتمكن من توفير الحماية اللازمة للمسافرين في كلا الإتجاهين مما أدى إلى إغلاقه مجدداً وحتى إشعار آخر. 

ويقول الحاج سعيد أبو ختلة 65 عاماً من سكان مدينة رفح وهو أحد العالقين في محافظة الإسماعيلية بشمال مصر إنه ينتظر تشغيل المعبر منذ مطلع يناير الجاري، فيما لم يتمكن من الوصول إليه بسبب العملية العسكرية في سيناء، مضيفاً: الأموال التي بحوزتنا صُرفت بشكل كامل والتحويلة الطبية لا تغطي البقاء في المستشفى بعد الإنتهاء من العلاج وأضطررنا للجلوس لدى إحدى العائلات المصرية.

ويشير الحاج أبو ختلة في إتصاله مع موقع"الرسالة" الإخباري الفلسطيني إلى أنّ السفارة الفلسطينية تكرر ما تتحدث به الأجهزة الأمنية المصرية حول تشغيل المعبر أو إغلاقه وغالبية الإتصالات التي يحاول العالقون التواصل فيها مع السفارة تنتهي بدون ردود إيجابية أو إغاثة العالقين بالمال أو المأوى.

وفي التفاصيل، قال مصدر مسؤول في معبر رفح لـ "الرسالة": إنّ العالقين قسمان أولهما العالقون في محافظة شمال سيناء والذين وصلوا إليها قبيل بدء العملية العسكرية يوم الجمعة 9 فبراير المنصرم فيما لم يتمكنوا من الوصول إلى معبر رفح أو العودة إلى مدن الإسماعيلية أو القاهرة مجدداً بسبب إغلاق معديات (سفن) قناة السويس وكافة المنافذ المؤدية لمحافظة شمال سيناء.

وأضاف المصدر - طلب عدم الكشف عن إسمه -أنّ الجزء الثاني هم العالقون في محافظات مصر المختلفة والذين حاولوا الوصول إلى معبر رفح مروراً بمحافظة شمال سيناء يوم الأربعاء 21 فبراير إلا أنهم إصطدموا بإغلاق الجيش المصري للكمائن المؤدية إلى مدينة العريش ككميني بالوظة والميدان اللذين من خلالهما يتم الدخول إلى مدينة العريش ومنها إلى معبر رفح، بسبب العملية العسكرية وبناءً عليه تم إغلاق المعبر في أول أيام تشغيله.

وبحسب بيان للسفارة الفلسطينية في القاهرة فإنّ عدد العالقين الفلسطينيين الذين عادوا من الطريق الدولي لمدينة العريش بسبب إغلاق الكمائن العسكرية الأربعاء المنصرم بلغ أكثر من 1000 فلسطيني، يضاف إليهم ما لا يقل عن 400 عالق في مدينة العريش وحدها.

وفي ظل تقصير السفارة الفلسطينية، أضطرت مبادرات شبابية ومؤسساتية إلى مساعدة العالقين ومنها ما كان عبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي يزور القاهرة حالياً بإرسال مبالغ مالية للعالقين في مطار القاهرة وكذلك التواصل مع المخابرات المصرية لتشغيل المعبر مجدداً لعودة العالقين وهذا ما كان فعلاً وفق حديث عضو الدائرة الإعلامية لحركة حماس طاهر النونو قبل أسبوع بأنّ تشغيل المعبر جاء وفقاً للأجواء الإيجابية التي تسود لقاءات وفد الحركة مع المخابرات المصرية إلا أنّ الظروف الأمنية حالت دون إتمام تشغيله وعودة العالقين.

كما سعى "التيار الإصلاحي" في حركة فتح إلى تخفيف أزمة العالقين في مصر وخصوصاً في سيناء التي تعاني حصاراً مشدداً بفعل العملية العسكرية منذ 9 فبراير، عبر توزيع وجبات طعام على العالقين بواقع 400 وجبة يومياً على مدار عدة أيام، إلى أن توقفت وصول الإمدادات الغذائية بشكل كامل إلى مدينة العريش.

وبالإضافة إلى ما سبق، نشر عدد من الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في مصر عدة مبادرات لإستقبال المسافرين الفلسطينيين العالقين في محافظات مصر، مما خفّف الأزمة بشكل نسبي إلا أنها تبقى قائمة إلى أن يتم تشغيل معبر رفح مجدداً في أقرب فرصة ممكن.

214-114