لودريان هو من عليه ان يبدد هواجس ايران لا العكس

لودريان هو من عليه ان يبدد هواجس ايران لا العكس
الأحد ٠٤ مارس ٢٠١٨ - ٠٣:٢٩ بتوقيت غرينتش

يزور وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان العاصمة الايرانية طهران لمناقشة ملفات ساخنة، بعد التصريحات الفرنسية المتتالية حول الاتفاق النووي الايراني والبرنامج الصاروخي والدعم الايراني لمحور المقاومة.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها اليوم الأحد، ان "الوزير لودريان سيلتقي في طهران بكل من رئيس الجمهورية حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني ونظيره محمد جواد ظريف وبأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني".
وأضاف البيان أن لودريان سيتطرق مع المسؤولين الإيرانيين إلى ثلاث موضوعات رئيسية، هي "الملف النووي والصواريخ الباليستية إلى جانب الأزمات الإقليمية في المنطقة".
وكانت الخارجية الفرنسية قد ذكرت، في وقت سابق من اليوم، أن برنامج إيران للصواريخ الباليستية "مبعث قلق كبير"، على حد تعبيرها.

في 16 سبتمبر 2017 توجه  وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى واشنطن وقال وقتها ان هنالك تطورا في موقف الولايات المتحدة التي باتت “تتفهم” ضرورة الالتزام بالاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
لكن لودريان قال للصحافيين “إننا مصممون تماما على الضغط بشكل قوي على إيران لمنع” تطوير “قدرة بالستية تزداد أهمية” وذلك “بواسطة عقوبات إذا اقتضى الأمر”، على حد تعبيره.
وأضاف “سأتوجه قريبا جدا إلى إيران لأقول لهم ذلك”.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أثار لودريان غضب طهران عندما زعم بوجود ”نزعة الهيمنة” لدى ايران في الشرق الاوسط ولبنان واليمن مروراً بسوريا والعراق، وطالبها بوقف دعم حزب الله ودمشق والجماعات العراقية التي تحارب داعش (محور المقاومة في الواقع).

المتحدث باسم الخارجية الايرانية رد على لودريان مؤكدا "إن وجود إيران في سوريا هو لمحاربة داعش وبطلب من الحكومة السورية، وبعد القضاء على داعش ستساهم إيران في إعادة اعمار سوريا". 

في 13 نوفمبر 2017 قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة لدبي إنه "قلق بشدة" بسبب برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني كما ذكر أن السعودية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن هذا الشهر. وأثار الرئيس الفرنسي إمكانية فرض عقوبات فيما يتعلق بهذه الأنشطة.

ردت الخارجية الايرانية على تصريحات ماكرون ووصفتها بأنها غير موفقة، ورفضت أي تفاوض في شؤون إيران الدفاعية وقال المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي إن "فرنسا على دراية كاملة بالموقف الراسخ بأنّ شؤون الدفاع غير قابلة للتفاوض". 

وقال قاسمي، في بيان له أنه "جرى إبلاغ المسؤولين الفرنسيين مراراً أن الاتفاق النوويّ غير قابل للتفاوض ولن نسمح بإضافة قضايا أخرى له". 

وأضاف قاسمي إن "موقف الرئيس الفرنسي حول البرنامج الصاروخي الإيراني لم يكن مدروساً". 

في 27 شباط 2018، قال  وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال مؤتمر مع نظيره الروسي في موسكو "إن طموحاتِ إيران الصاروخية الباليستية مُقلقة للغاية وتتنافى مع قرارٍ للأمم المتحدة"، على حد تعبيره.
لودريان ايضا لعب دورا هاما في مشروع القرار الذي عرض على مجلس الامن بتاريخ 27 فبراير/ شباط 2018 وحاول تحميل إيران مسؤولية دعم وتسليح حركة انصار الله التي تشارك الى جانب الجيش اليمني في صد العدوان السعودي.
وأرادت بريطانيا أن يشمل مشروع القرار بشأن تمديد العقوبات في اليمن تعبير عن "قلق خاص" من جانب مجلس الأمن بزعم ان إيران انتهكت حظر أسلحة فرض عام 2015.
وحصلت تلك الصياغة على تأييد الكويت وفرنسا ودول أوروبية أخرى، إلا ان روسيا استخدمت حق النقض الفيتو.

في 3 مارس /آذار 2018 أكد مستشار قائد الثورة الاسلامية علي اكبر ولايتي، وفي معرض تعليقه على مواقف بعض الدول من القدرات العسكرية والصاروخية الايرانية، وزيارة لودريان الى طهران ان قضية ايران الدفاعية لا علاقة لها بأي دولة اخرى بما فيها فرنسا.

جاء تصريح ولايتي خلال مؤتمر صحفي عقده بطهران، على هامش لقائه بمساعد وزير الخارجية الياباني 'تاكه يو موري'.

وقال ولایتي ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة دولة مستقلة وهي قادرة في اطار مصالحها ان تستخدم الصاروخ او اي وسیلة اخري للدفاع عن النفس؛ مضیفا ان ایران بوصفها ضمن البلدان الكبرى واهم دولة اقلیمیة فهي لن تقف مكتوفة الأیدی حیال صفقات السلاح المتنامیة في المنطقة.

وشدد ولایتي قائلا انه ینبغي على فرنسا ایضا ان لا تطلق مزاعم تعجز عن تحقیقها؛ 'تیقنوا بان الجمهوریة الاسلامیة فیما یخص اختیار نوع الوسیلة الدفاعیة في مجال الاسلحة التقلیدیة بما یشمل الصاروخ وغیره، لن تسمح بالتدخل او استغلال هذا الامر لاي احد'.
وتابع القول: اذا ما هدفت زیارة وزیر الخارجیة الفرنسي الى تعزیز العلاقات فمن الافضل ان یتجنب اتخاذ هكذا مواقف.

كذلك ردت ايران تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الاستفزازية اليوم 4 مارس/ آذار قبيل زيارته الى طهران، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي اننا "سنبلغ الجانب الفرنسي بصراحة ان هواجسهم حول سياسة ايرانية الاقليمية هي وهم وخطأ، وينبغي البحث عن هواجسهم بخصوص المنطقة في الاطماع والسياسات العدوانية في بعض عواصم دول المنطقة وخارج المنطقة".