أراد استهداف "حزب الله" ففجّر برج البراجنة...!

أراد استهداف
الخميس ٠٨ مارس ٢٠١٨ - ٠٦:٥٣ بتوقيت غرينتش

استكملت ​المحكمة العسكرية​ الدائمة، برئاسة العميد ​حسين عبدالله​، اليوم، إستجواب الموقوفين في جريمة تفجير عين السكة في ​برج البراجنة​، والتي يحاكم فيها 38 متهماً، يعتبر إبراهيم الجمل الأبرز بينهم، نظراً إلى أنه تمّ توقيفه في طرابلس، قبل أن ينجح بتنفيذ المهمة المطلوبة منه، وقاد إلى التعرف على باقي أفراد الشبكة، بسبب التطابق بين الحزام الناسف الذي كان بحوزته، وذلك الذي كان مع أحد الإنتحاريين في برج البراجنة، حيث تبين في التحقيقات أن الشبكة التي جندته هي نفسها التي خططت ونفذت التفجير المزدوج في المنطقة المذكورة.

العالم - لبنان

في بداية الجلسة، أعادت المحكمة الإستماع إلى إفادة الجمل بشكل مختصر، نظراً إلى أنها كانت قد استجوبته في جلسة سابقة، حيث تحدث عن كيفيّة قراره بالذهاب إلى سوريا بعد ذهاب صديق له هو "أبو جلبيب"، لافتاً إلى أنه هناك تعرف على المسؤول الأمني في تنظيم "داعش" المدعو "أبو البراء"، الذي طلب منه القيام بعملية إرهابية في ​لبنان​ بدل القتال في سوريا.

وأكد الجمل، الذي تم توقيفه قبل يوم واحد من تنفيذ جريمته في حي الأميركان في طرابلس، أنه لم يكن على علم بتفجير برج البراجنة بسبب توقيفه، مشيراً إلى أن إختياره لتنفيذ هذه المهمة جاء بعد أن أوصى به المدعو حمزة البقار.

وكشف أنه بعد عودته إلى لبنان توجه إلى البقار، ومعه 2500$ تسلمها من "داعش"، لافتاً إلى أن حمزة هو من أمّن الشقة التي كان يقيم فيها، مشيراً إلى أن مساعد "أبو البراء" المدعو "أبو الوليد" أبلغه بأن هناك شخصاً آخر سيأتي إلى لبنان يدعى أيضاً "أبو الوليد".

وأوضح أنه بعد وصول "أبو الوليد" إلى لبنان استقبله حمزة البقار، كاشفاً عن وقوع خلافات بينه وبين "أبو الوليد"، نظراً إلى أن الجمل يدخّن ويشاهد التلفاز، مشيراً إلى أنه المقرر أي ينفّذ "أبو الوليد" عملية إنتحارية في حي الأميركان بدل وضع عبوة ناسفة، مضيفاً: "بعد وقوع الخلاف أخبرني أبو الوليد (الموجود في الرقة) بأنه سيعيد أبو الوليد (الذي كان يقيم معه في الشقة إلى سوريا)، لكن تم إرساله إلى برج البراجنة حيث كان أحد الإنتحاريين".

وكشف الجمل أن "أبو الوليد" وحمزة البقار قام بتجهيز ما يقارب 8 أحزمة ناسفة، بينما هو قام بتجهيز الحزام الذي كان يرتديه أثناء توقيفه، موضحاً أنه طوال تلك المدة تلقى من "داعش" ما يقارب 12000$.

بعد ذلك انتقلت هيئة المحكمة للإستماع إلى افادة المتهم عواد الدرويش، الذي يقيم في لبنان منذ العام 2013، وهو كان قد استقبل أحد المتورطين في تفجير برج البراجنة المدعو عبد الكريم شيخ علي، حيث أشار إلى أنه استقبل الأخير من دون أن يعرف نواياه، بعد أن أخبره بأنه يريد القدوم إلى بيروت لتحصيل أموال عائدة له من أحد الأشخاص.

وأوضح الدرويش أن شيخ علي صديقه منذ أيام الدراسة، وهو أخبره قبل 4 أشهر من الجريمة عن رغبته بالقدوم إلى لبنان، ومن ثم استقبله في منزله، نافياً أن يكون شيخ علي قد طلب منه تأمين شقة سكنية لإستقبال 10 إنتحاريين يريدون إستهداف مستشفى الرسول الأعظم، قائلاً: "لم أعلم بتورطه بالجريمة إلا بعد وقوع تفجير برج البراجنة"، لافتاً إلى أنه طلب منه تأمين الشقة لأن عدداً من أصدقائه يريدون القدوم إلى لبنان.

وكشف الدرويش أن أحمد الجروف هو من أمن الشقة التي تم استئجارها في محلة الأشرفية، نافياً وجوده لدى شراء الدراجة النارية المستخدمة في التفجير من قبل "أبو الوليد" والإنتحاري الثاني عماد غيث، موضحاً أن شيخ علي اتصل به خلال وجوده في عمله وسأله عن مكان يستطيع فيه شراء دراجة نارية، وبعد أن قام بالإتصال بأحد أصدقائه أبلغه أن بإمكانه القيام بذلك من محلة الرحاب.

وأوضح الدرويش أن شيخ علي أبلغه بأن الشبان الذين كان يستقلبهم في محلة الأشرفية هم من قاموا بالتفجير بعد حصول الجريمة حيث حضر إلى منزله في برج البراجنة، وطلب منه أن يبقى لديه لبعض الوقت بعد أن أعطاه مبلغا ماليا (3500$) على أن يعود لاحقاً إلى سوريا، مضيفاً: "عرض علي العودة أيضاً إلى سوريا بحال كنت خائفا، فقلت له لماذا أخاف وأنا لا علاقة لي بكل هذا الموضوع".

ورداً على سؤال حول أسباب عودة شيخ علي إلى منزله بدل الذهاب إلى شقة الأشرفية، اعتبر أن هذا السؤال من المفترض أن يوجه إلى شيخ علي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سؤاله عن سبب عدم إخباره بمخططه قبل حصول الجريمة، مضيفاً: "هو غدر بي وأدخلني السجن".

محامي شيخ علي يعتذر

بعد ذلك، انتقلت هيئة المحكمة إلى إستجواب المتهم الثالث عبد الكريم شيخ علي، الذي أكد أنه والدرويش أصدقاء منذ زمن، كاشفاً أن الإنتحاري عماد غيث هو من جنّده في صفوف تنظيم "داعش"، بينما هو كان طالبا في الجامعة.

وأشار إلى أن السبب في إنضمامه إلى التنظيم الإرهابي يعود إلى قتال ​حزب الله​ في سوريا، موضحاً أنه كان يظن أن المستهدف من الجريمة أماكن خاصة بالحزب، كاشفاً أن الإنتحاري "أبو الوليد" مهندس معلوماتية والإنتحاري الآخر عماد غيث طالب طب.

وكشف شيخ علي أن التنظيم الإرهابي أرسله إلى لبنان لاستئجار شقة يتم إستقبال الإنتحاريين فيها، لافتاً إلى أنه تم تزويده بمبلغ مالي (1500 دولار)، ومن ثم تم تزويده بمبلغ آخر (1000$) بعد استئجار الشقة في الأشرفية.

وأوضح أن المسؤولين عنه طلبوا منه التواصل مع الدرويش بعد أن أخبرهم بأنه يعرف أحد الأشخاص في لبنان، وأبلغه بأن يريد الحضور لتحصيل أموال عائدة له من أحد الأشخاص، كاشفاً أنه دخل البلاد بطريقة غير شرعية عن طريق أحد المهربين.

ورداً على سؤال حول كيفية تجاوزه الحواجز الأمنية، وصولاً إلى مكان إستقباله من قبل الدرويش عند جسر مطار بيروت الدولي، في حين هو لا يملك أوراقا قانونية، قال: "يجب أن تسألوا تلك الحواجز الأمنية"، الأمر الذي دفع العميد عبد الله إلى الرد بأن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها وهي قامت بتوقيفه بعد 24 ساعة من الجريمة، فقال شيخ علي: "لماذا لا يتم توقيف عناصر حزب الله"؟، فأجابه العميد عبدالله: "هذا ليس شأنك"، إلا أن المفاجأة بأن وكيل الدفاع عن المتهم المحامي أنور حبشي قرر الإعتذار عن الإستمرار في مهمّته، معتبراً أن افادة موكّله "إستفزازية"، ومؤكداً أنه لم يكن يعلم بأنه اعترف بالجريمة، الأمر الذي دفع شيخ علي إلى التوجه إلى المحامي حبشي بالقول: "لماذا لم تقل ذلك قبل اليوم؟ وهل ستعيد الأموال التي أخذتها مني"؟.

بعد إعتذار المحامي حبشي عن الوكالة، قررت هيئة المحكمة تأجيل الجلسة إلى 22 آذار الجاري، وتسطير كتاب إلى نقابة المحامين لتكليف محام بالدفاع عن شيخ علي.

المصدر : النشرة 

109-1

تصنيف :