لماذا تهدد فرنسا وبريطانيا وأميركا بضرب دمشق؟

لماذا تهدد فرنسا وبريطانيا وأميركا بضرب دمشق؟
السبت ١٠ مارس ٢٠١٨ - ٠٨:٢١ بتوقيت غرينتش

تستمر الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية بالتصعيد الإعلامي ضد روسيا وسوريا في الأروقة الدبلوماسية المختلفة ونسج روايات عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وخاصة بعد تقدم الجيش السوري في الغوطة الشرقية واقترابه من هزيمة الفصائل المسلحة الإرهابية التي تسيطر على هذه المنطقة المهمة والاستراتيجية من ريف دمشق، وكذلك إصرار القيادتين السورية والروسية على اجتثاث الإرهاب من خاصرة العاصمة السورية.

العالم ـ سوريا

وقد دخلت على خط التهديدات كل من فرنسا وبريطانيا، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن بلاده سترد إذا ثبت استخدام أسلحة كيميائية في سوريا أدت إلى سقوط قتلى مدنيين، فيما كان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أعلن في وقت سابق، أن الغرب لن يبقى مكتوف الأيدي أمام استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، متوعدا بشن غارات ضد الحكومة السورية إذا اكتشف تورطها في ذلك، من جهته تحدث مصدر في البنتاغون الأميركي عن وجوب شن عمل عسكري ضد دمشق، وهنا نتساءل، لماذا كل هذه التهديدات الغربية والأميركية ضد دمشق وفي مضمونها تهديدا إلى موسكو؟

يقول الخبير عبد القادر عزوز حول التهديدات الغربية بضرب دمشق: الحملة الغربية الإعلامية والتهديدات ضد دمشق جاءت بسبب انتصار الجيش السوري وحلفاؤه على التنظيمات الإرهابية، ولأن محور الإرهاب ينهزم، والأمر الآخر جاءت مخرجات سوتشي مكملة لانتصارات الجيش السوري، كما أن الشعب السوري يرفض منطق الوصاية وأنه صاحب الصلاحية الحصرية في تقرير مصير بلاده، من هنا سعت دول الغرب الاستعماري الداعمة للإرهاب سعت إلى ترويج حملة سياسية مستغلة وسائل الإعلام، وجعلت عملية التضليل تتم بصورة واعية، بقصد صياغة رأي عام عالمي مؤيد لأهدافها، وأيضا في إطار مشروع منظم ومخطط له يهدف إلى تشويش الأذهان والتأثير على العقل، مستخدمة كل وسائل التضليل الإعلامي والسياسي، من تحريض على الدولة السورية وعلى الأصدقاء الروس، من خلال اختلاق مسرحيات استخدام السلاح الكيماوي، ومن تجاهل واضح لما يحصل على الأرض، وكذب مستمر وتكرار لهذا الكذب، لذلك وجدنا الدبلوماسية الفرنسية والبريطانية والأميركية تروج لأكاذيب في مجلس الأمن وفي مجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بالوضع في سوريا، وكل ذلك يأتي على ضوء انتصارات الجيش السوري والحلفاء، للتشويش على نشوة الانتصارات والتقدم الذي يحققه الجيش السوري ضد معاقل الإرهابيين ومراكز تجمعهم وتقطيع خطوط إمدادهم في الغوطة الشرقية.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية لا تتناقض مع قرارات مجلس الأمن، محملة الإرهابيين المسؤولية عن مقتل المدنيين هناك.

وأضافت زاخاروفا، أن "روسيا لا تنظر إلى العملية ضد الإرهابيين التي ينفذها الجيش السوري في الغوطة الشرقية على أنها تتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم 2401، بل تدعم جهود مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة بعمليات قواتها الجوية الفضائية".

وذكرت بأن البند الثاني من القرار يشير بوضوح إلى أن وقف الأعمال القتالية لا يشمل العمليات ضد "داعش" والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات التي صنفها مجلس الأمن إرهابية.

ولفتت إلى أن الإرهابيين في الغوطة يحاولون يوميا إحباط الهدن الإنسانية التي يعلنها الجانب الروسي، في حين تلتزم دمشق بوقف إطلاق النار التزاما كاملا.

وردا على سؤال صحفي، أكدت زاخاروفا على ضرورة السماح بخروج المسلحين الذين يوافقون على مغادرة الغوطة مع أسرهم، أما الإرهابيين المصرّين على القتال، فلا بد من تصفيتهم.

وعلى ما يبدو أن التهديدات الغربية بضرب دمشق جاءت لإنقاذ من تبقى من الجماعات المسلحة الإرهابية المدعومة أميركيا، من أجل استخدامها فيما بعد للضغط على دمشق وموسكو، وإبقاء حالة التوتر في سوريا حتى تستمر الحرب ولاستنزاف الجيش السوري والدولة السورية واستهداف الروسي على الأراضي السورية، لكن هذا الخيار الغربي لن ينجح، بعدما سمعنا تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال: روسيا اتخذت قرارها بمساعدة سورية في مواجهة الإرهاب ليس من أجل استعراض أسلحتها بل لمنع انتشار الإرهاب.

104