كولومبيا.. انتخابات تشريعية حاسمة

 كولومبيا.. انتخابات تشريعية حاسمة
الأحد ١١ مارس ٢٠١٨ - ١١:٠٨ بتوقيت غرينتش

تشهد كولومبيا اليوم، انتخابات تشريعية غير مسبوقة بمشاركة المتمردين السابقين في حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك)، وحاسمة لمستقبل بلد بعد حرب دامت اكثر من ثلاثين عاما مع امكانية عودة يمين معارض لاتفاق السلام الى السلطة.

العالم- أميركيتان

ويفترض ان يجري الاقتراع بدون معارك اذ ان المتمردين السابقين غادروا ساحة القتال الى السياسة بينما تطبق حركة التمرد الاخرى "الجيش الوطني للتحرير" وقفا لاطلاق النار من جانب واحد في هذه المناسبة.

وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي سيغادر السلطة في السابع من آب/اغسطس انه "اول يوم انتخابي منذ نصف قرن سنصوت فيه بسلام، بدون القوات المسلحة الثورية الكولومبية كمجموعة مسلحة، بل كحزب سياسي".

وينص اتفاق السلام الذي وقعه الرئيس سانتوس مع حركة التمرد الماركسية السابقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 على ان تشغل عشرة مقاعد في البرلمان المقبل الذي يتألف من 280 مقعدا، بعدما اصبح اسمها "القوة البديلة الثورية المشتركة" (فارك ايضا).

وفي بلد تسجل فيه نسبة امتناع عن التصويت تبلغ ستين بالمئة ويشهد فيه اليسار انقساما، يمكن ان يفوز اليمين المتشدد بالاغلبية المطلقة في البرلمان ويؤثر على الاقتراع الرئاسي.

ودعي اكثر من 36 مليون ناخب الى انتخاب اعضاء مجلسي النواب والشيوخ من اصل 2700 مرشح، بين الساعة الثامنة والساعة 16,00 (16,00 و21,00 ت غ)، بعد حملة شهدت اعمال عنف ضد حركة التمرد السابقة التي اضطرت لالغاء تجمعاتها الانتخابية.

ويفترض ان تأتي في الطليعة القوى اليمينية التي يقودها السناتور والرئيس السابق الفارو اوريبي في رابع اقتصاد في اميركا اللاتينية يحكمه المحافظون تقليديا.

وتتوقع استطلاعات الرأي ان يفوز في الانتخابات اوريبي وحزبه "المركز الديموقراطي" وحركات اخرى معارضة لاتفاق السلام الذي ادى الى حالة استقطاب في البلاد.

ومع انها وعد بذلك، سيواجه اليمين صعوبة في الغاء النص الذي يشكل نزع اسلحة اكثر من سبعة آلاف مقاتل، نقطة رئيسية فيه، ودخل بالفعل حيز التنفيذ.

لكن يمكنه عرقلة تطبيق بقيته بما في ذلك الاصلاح الزراعي والقضاء الخاص للسلام الذي يفرض على المتمردين السابقين الاعتراف بجرائمهم ودفع تعويضات للضحايا. ويقضي الاتفاق بان يستفيد التائبون من عقوبات اخرى غير السجن، وهذا ما يرفضه معارضو الاتفاق.

وقال فريديريك ماسيه من جامعة "اكسترنادو" لوكالة فرانس برس ان "مجرد عدم تطبيق ما تم توقيعه كاف ليكون هذا الاتفاق بلا تأثير". واضاف هذا الخبير في النزاع وعملية السلام "سيكون ذلك استراتيجية اخبث" من اعادة التفاوض على الاتفاق.

وقال الخبير السياسي فيليبي بوتيرو من جامعة الاندس انه قد لا يتم "التصويت او حتى عرض" القوانين المتعلقة بتطبيق الاتفاق على البرلمان.

ويمكن ان يفوز اليمين في الانتخابات الرئاسية التي يفترض ان تجرى الدورة الاولى منها في 27 ايار/مايو والثانية في 17 حزيران/يونيو، ويؤخر المحادثات مع "جيش التحرير الوطني".

وكانت المفاوضات جمدت في شباط/فبراير الماضي مع حركة التمرد هذه التي تضم حوالى 1500 مسلح، بعد سلسلة هجمات.

وقال ماسيه "بالنسبة لجيش التحرير الوطني انه يفضل مواجهة حكومة يمين متشدد لتبرير كفاحه المسلح والتمكن من استئناف المفاوضات عاجلا او آجلا".

وكان الرئيس سانتوس الذي يحكم كولومبيا منذ 2010 يأمل في التوصل الى "سلام كامل" عبر توقيع اتفاق مع "جيش التحرير الوطني". وقانونيا لم يعد يستطيع الترشح بعد ولايتين بينما تراجعت اغلبيته ليمين الوسط بعد سلسلة من فضائح الفساد.

وتجري الاحد ايضا الانتخابات التمهيدية للتيارين اليميني واليساري لاختيار مرشحيهما للاقتراع الرئاسي.