“نظرية كل شيء”.. السينما تخلّد الفيزيائي ستيفن هوكينغ قبل رحيله!

“نظرية كل شيء”.. السينما تخلّد الفيزيائي ستيفن هوكينغ قبل رحيله!
الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٨ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

يوضح الفيلم كيف كان احتمال الموت المبكر يحث هوكينغ على مزيد من العمل والتعمق في شرح اختصاصه بالفيزياء النظرية والكونيات.

العالم - منوعات 

احتفت السينما، باكرًا، بعبقرية الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ، الذي رحل الأربعاء عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد رحلة قاسية مع المرض الذي لم يمنعه من تحقيق نظريات متقدمة في مجال الفيزياء، وأسرار الكون.

الاحتفاء بهذا العالم الفذ جاء قبل أربع سنوات عبر فيلم “نظرية كل شيء” المستوحى من مذكرات زوجته جين وايلد والتي حملت عنوان “السفر إلى اللانهاية: حياتي مع ستيفن”.

ومع سيل التعليقات وكلمات الرثاء التي ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الصحف ووكالات الأنباء والفضائيات، عاد هذا الفيلم، من جديد إلى الواجهة؛ بوصفه وثيقة فنية عن شخصية مغامرة شغوفة بالعلم والمعرفة حتى كادت أن تقترب من الأسطورة.

الفيلم الذي عرض، فور صدوره، في افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي، يستعرض محطات في حياة الفيزيائي هوكينغ، ويصور طريقة تعايشه مع مرض “العصبون الحركي” الذي أصيب به عندما كان في العشرينات، وتنبأ الأطباء آنذاك بموته في غضون عامين، لكنه قاوم المرض وعاش طويلًا، خلافًا لنبوءة الطب.

وشكل بقاء هوكينغ على قيد الحياة لسنوات طويلة، خلافًا لتوقعات الأطباء، معجزة أخرى أضيفت إلى سلسلة “الإسهامات القيمة” التي أنجزها في مجال اختصاصه المعقد.

ويوضح الفيلم كيف كان احتمال الموت المبكر يحث هوكينغ على مزيد من العمل والتعمق في شرح اختصاصه بالفيزياء النظرية والكونيات، وكان يردد في حواراته هذه الحكمة: لا تتخل أبدًا عن العمل، فالعمل يعطي المعنى والغاية للحياة، وبدونهما الحياة فارغة.

وينجح مخرج الفيلم جيمس مارش في تحقيق المعادلة السينمائية الصعبة، فهو شريط سينمائي يمزج بين النخبوي والجماهيري، فإلى جانب نجاح الفيلم في شباك التذاكر، نال كذلك العديد من الجوائز، ومن أبرزها جائزة أوسكار أفضل ممثل والتي ذهبت إلى إيدي ريدماين الذي جسد ببراعة دور العالم الفيزيائي.

ويتأرجح الفيلم، عبر سرده المشوق، بين المقولات والنظريات العلمية التي اكتشفها هوكينغ، وبين قصة الحب التي جمعت هوكينغ مع جين وايلد منذ تعارفا في جامعة كامبريدج إلى أن انفصلا بعد ثلاثين عامًا، بعد أن أنجبا ثلاثة أطفال.

ويظهر الفيلم الدأب والتفاني الذي كان يتحلى به هوكينغ، وإصراره على المضي في فتوحاته العلمية التي أذهلت العالم، محطمًا بذلك تلك المقولة الشهيرة “العقل السليم في الجسم السليم”، فالعالم البريطاني كان حبيس كرسي متحرك، لكن عقله كان متقدًا، ومتحفزًا للسفر إلى اللانهاية، بحسب عنوان مذكرات زوجته.

هذا المزج بين النظريات العلمية التي يصعب توضيحها، بدقة، في شريط سينمائي، وبين الميلودراما العائلية المشوقة، هو الذي منح الفيلم الخصوصية والفرادة، وأسهم في تقريب هذه الشخصية الغامضة للجمهور من مختلف المستويات والثقافات.

ورغم أن الفيلم مستوحىً من مذكرات الزوجة، لكن صناع الفيلم اختاروا له عنوان “نظرية كل شيء”، وهو عنوان كتاب لهوكينغ يتكون من عدة محاضرات حول الكون وتفسيره، والسعي الحثيث للعلم اليوم نحو نظرية شاملة للفيزياء: نظرية كل شيء.

ورغم أن السير الذاتية والمهنية للعلماء تتسم بنوع من الرصانة والجدية التي لا تجذب الجمهور، لكن الفن السابع استطاع أن يثري تلك السير بجماليات فنية ومقترحات بصرية متخيلة نجحت في جذب المتلقي نحو عوالم أولئك المبدعين.

120