محور المقاومة واستراتيجية تحرير فلسطين

محور المقاومة واستراتيجية تحرير فلسطين
السبت ١٧ مارس ٢٠١٨ - ١١:٢٧ بتوقيت غرينتش

لا يختلف اثنان من أن تحرير الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين لم ولن تتم عبر طاولة المفاوضات الخاوية التي أثبتت فشلها طيلة العقود السبعة الماضية، لم ينتج منها سوى خيبات الأمل ومسلسل من التنازلات العربية المتتالية أدت كل مرة إلى فقدان حجم أكبر من الأراضي الفلسطينية والعربية أمام تماهي الغدة السرطانية الآخذة بالاتساع في جسد الأمة.

العالم - فلسطين

لا زالت الأمة ومنذ عقود طويلة تعيش جريمة صهيونية دموية نكراء باحتلال فلسطين وإخراج أهلها الدموية الصهيونية لسبب الخذلان العربي الرسمي والتماهي مع العدو المحتل ورعاته، حيث لا خيار أمامها سوى المقاومة المسلحة، وأن البندقية التي تنحرف عن فلسطين هي بندقية صهيونية عميلة تهدف تمزيق الأمة وحرفها عن القضية الأساس.

لقد عقد العرب عشرات الاتفاقيات والمعاهدات تحت الوصاية الأمريكية البريطانية الضامنة لبقاء الاحتلال الصهيوني في فلسطين تخللتها وعود ذهبية بقيت حبراً على ورق بدأت باتفاقية كامب ديفيد (1978) حتى المبادرة العربية للملك عبد الله السعودي عام 2000 في قمة بيروت العربية، تخللتها معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية (1979) ثم اتفاقيات أوسلو (1993)، وغزة – أريحا (1994)، ووادي عربة (1994)، وطابا أوسلو أو أسلو2 (1995)، وواي ريفر 1 (1998) والثانية (1999) ناهيك عن خطة “جيمس بيكر”، كلها دون جدوى سوى اتساع نطاق المستوطنات ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية.

اليوم نجح محور المقاومة وبندقيته في هزمة الإرهاب التكفيري الذي أوجده الشيطان الأكبر ومن قبله الهزيمة النكراء التي لحقت بالجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر في تموز 2006 الذي عطل المشروع الصهيوأميركي في تقسيم المزيد من البلاد العربية ضمن إطار “مشروع الشرق الأوسط الكبير” الذي طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس بفضل تعاضد وتكاتف قوى محور المقاومة التي اتسع نطاقه اليوم وزاد من قوتها ما يرعب حتى القوى الكبرى فما بالك بالعملاء الإقليميين والاحتلال الآيل إلى الزوال عما قريب.

وكون أن تحرير فلسطين هو تحريرٌ لكل المنطقة دون إستثناء، وأن أي تثبيت للاحتلال الصهيوني سيكون بمثابة تثبيت لمشاريع تقسيم المنطقة وتجزئتها؛ دعا صادق الوعد السيد حسن نصر الله نهاية العام الماضي قوى محور المقاومة إلى التركيز على القدس وفلسطين كأولوية بعد الانتصارات في المنطقة، داعياً الفصائل المسلحة إلى التواصل لوضع استراتيجية وخطة ميدانية متكاملة لمواجهة كبرى مع العدو الصهيوني المحتل.

رغم أن قوى الاستكبار العالمي خاصة أمريكا والعدو الصهيوني وحلفاءهما الإقليميين من عرب وأتراك يعملون جاهدين على حرف مسار محور المقاومة ومنعه بمختلف الوسائل من تحقيق الانتصار النهائي على الجماعات الإرهابية التكفيرية والحؤول دون تفرغه للمهمة الكبرى والهدف الأساسي وهي تحرير فلسطين القضية المركزية للأمة، لكن هذا الأمر سيتحقق في المستقبل القريب بفضل إيمان وسواعد وبندقية المقاومين النجباء الشرفاء.

*علي جميل - كاتب وباحث في الشؤون الدولية

114