أبعاد إقالة ترامب لوزير خارجيته

أبعاد إقالة ترامب لوزير خارجيته
الأحد ١٨ مارس ٢٠١٨ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب الذي اعتاد استخدام صفحته على موقع تويتر لإشعال الأزمات في العالم وممارسة التدخلات في شؤون البلدان المختلفة، ها هو اليوم يستخدم تويتر مرة أخرى للإعلان عن إقالة وزير خارجيته ريكس تلريسون.

العالم ـ مقالات وتحلیلات

تغريدة ترامب أكدت توقعات العديد من الخبراء والمحلليين السياسيين من إن الخلافات السياسية الكبيرة التي ظهرت على سطح بين ترامب وتريلسون سوف تنتهي عاجلاً أم آجلاً إلى قطيعة دائمة بين الرجلين.

ولم يكتف ترامب بإعلان الإقالة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي؛ وهي وسيلته المفضلة، بل أكدها أيضاً بعد ذلك في تصريح صحفي كشف فيها إنه لم يكن متفقاً مع وزير خارجيته بشأن بعض القضايا وإنه في المقابل على وئام تام مع مرشحه لتولي وزارة الخارجية مدير وكالة الإستخبارات الحالي مايك بامبيو.

أول المتفاجئين بقرار ترامب هم موظفو الخارجية الأميركية خاصة وإن التوقيت لم يكن مناسباً تماماً، فالحديث عن إقالة تلرسون أو تقديم استقالته إنتشر في أوساط الوزارة لفترة معينة وخلال الأشهر القليلة الماضية؛ وحينها اعتبر الجميع إن الحديث عن هذا الأمر إنتهى إلى غير رجعة خاصة مع نفي كل من ترامب وتلرسون للمسألة جملة وتفصيلاً.

إذن قام ترامب بطرد تلرسون من مبنى وزارة الخارجية الأميركية ورشح مدير وكالة الإستخبارات المركزية مايك بامبيو لخلافاته معلناً إن بامبيو سيكون وزير خارجية أميركا المقبل وإنه سيقوم بعمل رائع كما شكر تلرسون على جهوده.

والقرار الثاني المثير الذي اتخذه ترامب هو إنه أعلن اختيار جينا هاسبل لتصبح أول إمرأة تدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية خلفا لمايك بامبيو على أن ينتظر هذان المرشحان تصديق مجلس الشيوخ الأميركي عليهما قبل المباشرة في عملهما في مبني الخارجية والإستخبارات.

لكن السؤال المطروح هو هل إن التغيير الذي أجراه ترامب في منصب حساس كوزير الخارجية هو تغيير في الأشخاص والوجوه أم إنه تغيير في السياسات والتوجهات.

إن هذا التغيير بالتأكيد سيشمل السياسات أيضاً حيث إن من المتوقع أن تكون توجهات الوزير الجديد أقرب إلى توجهات الرئيس ترامب وهذا هو المراد من عملية التغيير المفاجئة، فقد كان واضحاً على مدى الأشهر الماضية إن تلرسون لم يكن على وفاق تام مع ترامب ولم يشارك رئيسه رؤيته وتوجهاته للتعامل مع قضايا العالم.

الإتفاق النووي مع إيران، والتعامل مع ملف كوريا الشمالية، وواقعة تشارلسفيل، والعلاقات مع روسيا، وأزمة دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي مع قطر، والعلاقات مع فنزويلا؛ شكلت أهم القضايا التي اختلف فيها تلرسون مع رئيسه ترامب، وبالتالي فإن ترامب يأمل من التغيير الذي أجراه على وزارة الخارجية أن تزول الكثير من العقبات أمام سياسته الخارجية.

الخبراء والمحللون يشككون في إن اختيار بومبيو سيحل مشاكل ترامب الخارجية خاصة وإن هناك معلومات تؤكد أن بومبيو يشارك تلرسون في الكثير من الآراء التي تعارض توجهات ترامب وبالتالي يبقى السؤال حول ما إذا كان بومبيو سيبقى متمسكاً بتوجهاته الخاصة كما فعل تلرسون أم سيرضخ لإملاءات رئيسه.

* أحمد القزويني

104