بالصور.. الجندي السوري الذي حول الإرهاب إلى سينما

بالصور.. الجندي السوري الذي حول الإرهاب إلى سينما
الأحد ١٨ مارس ٢٠١٨ - ٠٣:٢٨ بتوقيت غرينتش

سرقته الحرب كما سرقت الكثيرين من أبناء جيله، كان على وشك أن يتحول إلى وحش في الصحراء التي حولتها الحرب إلى مذبح تسفك فيه الدماء على أيدي إرهاب لم يعرف يوما ما هو العقل وما هي الإنسانية.

العالم - سوريا

رغم كل هذه الظروف القاسية لم يغيب صوت الرصاص رهافة سمع الجندي إياس عجمية، ولم تتمكن أشلاء ودماء القتلى من التأثير على دقة ملاحظته، فكما كان الفنان والمخترع قبل أن يلتحق بالحرب بقي هكذا أثناء الحرب وهذا ما جعله يرى الأمور كما لا يراها غيره.

أثناء اشتباكهم مع إرهابيي داعش والنصرة في أحد مناطق القلمون، نجحوا في كسب المعركة لصالحهم وأثناء دخولهم إلى مكان تمركز المسلحين، لفت نظره عدد القضبان الحديدية التي كان يستخدمها المسلحون في تدريباتهم أثناء وجودهم في المنطقة.

يقول الجندي، عجمية، عندما رأيت هذه القضبان الحديدية لا أعرف لماذا بدأت بتخيل معدات سينمائية يمكن صناعتها منها، وفعلا بدأت بجمع الحديد الذي كان يستخدمه المسلحون في إرهابهم وتواصلت مع حداد من تلك المنطقة ومن ثم نقلت الحديد إلى ورشة الحدادة التي يديرها ويعمل بها هناك.

وعن القدرة على الفصل بين الحرب والفن، يقول الجندي عجمية: "أي شيء انظر إليه من مخلفات الحرب أبدأ بالتساؤل، ترى إلى ماذا يمكن تحويله لنستفيد منه في بناء ما خربه الإرهاب؟ وأكثر ما شجعني على صناعة هذا الكرين كانت الرغبة في مساعدة صديقي الذي سيأتي قريبا إلى هذه المنطقة و يقوم بتصوير فيلم وثائقي عن الحضارة السورية.

وتابع الجندي عجمية قائلاً: "رغم أنني أحارب الإرهاب منذ أكثر من خمس سنين إلا أن الحقد أو الكره لم يدخل قلبي بل بقي هاجسي طوال وقت الحرب أن أزرع الخير، أينما حللت وأحاول تغيير مخلفات الإرهاب إلى أشياء جميلة ومفيدة والآن بدأت بهذه الرافعة الصغيرة وغداً قد أرى شيئاً آخر يمكن تحويله إلى مادة يستفاد منها في عمل ما.

الجدير بالذكر أن الجندي عجمية، ابتكر جهاز تحلية مياه البحر، ونقل هذه المياه إلى المناطق الجافة عن طريق البخار، وصمم مصنع البيوت الجاهزة الذي لم يتم العمل على تنفيذه حتى الآن بسبب غياب الدعم اللازم له.