ترامب وحلفاؤه يتجهون نحو المزيد من التصعيد في المنطقة

ترامب وحلفاؤه يتجهون نحو المزيد من التصعيد في المنطقة
الأحد ١٨ مارس ٢٠١٨ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

ترحيب كبير لقيه قرار الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب إقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تلرسون وتعيين مدير وكالة الإستخبارات مايك بومبيو في الأوساط الإسرائيلية فيما أعربت كل من السعودية والإماراتية عن إرتياحهما بشأن القرار.

العالم ـ مقالات وتحلیلات

وفي موسكو اعتبرت الحكومة الروسية إن شيئاً لم يتغير لأن العلاقات مع الولايات المتحدة لا يمكن أن تتدهور أكثر مما عليها في الوقت الحاضر، فيما اعتبرت إيران التغييرات بأنها شأن داخلي خاص بالولايات المتحدة لا يخصها في شيء.

التخفيف من وطأة التغييرات التي أحدثها ترامب على المناصب الحساسة في حكومته إنسحب أيضاً على موقف تركيا التي قالت وعلى لسان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة ليست مرتبطة بأشخاص ولا آرائهم الشخصية، مشيراً إلى ان موقف تركيا واضح وليس مهماً جداً لها كيف يفكر الوزير الأميركي الجديد تجاه تركيا.

إن الترحيب الإسرائيلي بإقالة تلريسون وتعيين بومبيو جاء على لسان رئيس الوزراء الكيان بنيامين نتنياهو الذي أكد إنه سوف يعمل مع مايك بومبيو بشكل جيد فيما قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إنه ومع قدوم الصديق الحميم لإسرائيل بومبيو فإن إسرائيل لن تذرف الدموع على إقالة دونالد ترامب لوزير خارجية ريكس  تيلرسون.

وقد إنسجم موقف كل من السعودية والإمارات مع الموقف الإسرائيلي بشأن التغييرات التي أحدثها ترامب وتعيين بومبيو حيث كشف مراقبون عن حالة من الإرتياح عمت البلدان خاصة وإن تلرسون كان يرفض دعم المقاطعة التي فرضتها دول مجلس التعاون في الخليج على قطر كما كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن حصولها على رسائل إلكترونية مسرّبة تظهر محاولات رجل أعمال أميركي مقرّب من الإمارات وأحد أكبر مموّلي حملة دونالد ترامب في الإنتخابات الرئاسية الضغط على الرئيس الأميركي لإقالة وزير خارجيته فيما ألمحت أوساط إماراتية مقربة من السلطات في أبوظبي، بأن الإمارات تقف وراء الإطاحة بتلرسون قائلة إن التاريخ  سيذكر أن دولة خليجية كان لها دور في طرد وزير خارجية دولة عظمى وهذا قليل من كثير.

ويرى مراقبون إن عمليات التغيير التي أجراها وسيجريها ترامب على أركان الحكومة الأميركية سيدفع بالسياسة الأميركية نحو المزيد من التطرف والتوتر في العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما تسعى إليه كل من إسرائيل والسعودية والإمارات التي بدأت مؤخراً تستهدف أهم قضايا الأمة الإسلامية بعلانية واضحة.

فقد اشتهر مرشح ترامب لوزارة الخارجية بومبيو بلقب "محارب الإسلام" كما اشتهر بتصريحاته النارية ضد المسلمين وقد وصف الإسلام بالسرطان لأكثر من مرة.

إن توجهات ترامب وحلفائه في المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية والإمارات قد لا تستهدف الإسلام وحده بل ستمثل إعلان حرب على روسيا نظراً لما يحمله بومبيو من مواقف متشددة ضد موسكو، كما ستتجه نحو المزيد من التأزيم مع الإتحاد الأوروبي من خلال استهداف الإتفاق النووي مع إيران الذي تدعمه اوروبا بكل قوة.

* مالك عساف

104