إختطاف تونسيين في الكامرون: تفاصيل عملية الإختطاف وأسبابها (صور+فيديو)

الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

اكتفى بلاغ وزارة الخارجية التونسية حول اختطاف تونسين اثنين في الكامرون، بالقول إن الإتصالات جارية مع السفارة التونسية في الكاميرون ومع السلطات هناك لضمان سلامة المواطنين وإطلاق سراحهما في أقرب وقت ممكن، دون تقديم تفاصيل أخرى.

العالم - افريقيا

وتبدو الأنباء حول عمليات الاختطاف متضاربة وغير واضحة بعد، بينما ما يزال مصير التونسيين مجهولا رسميا، وقد سعى موقع 'نسمة' للاتصال بمصادر رسمية وأخرى صحفية في الكامرون لتتبع خبر التونسيين.

وتفيد مصادر نسمة، أن التونسين الاثنين المختطفين، كرهائن، يشتغلان في منطقة تشهد نزاعا داخليا، وتنشط فيها مجموعة مسلحة، تطالب بانفصال مناطق الكاميرون الناطقة باللغة الإنجليزية، والتي أقدمت على عمليات اختطاف لحوالي 40 طالبا إضافة إلى تنفيذها عمليات اختطاف في وقت سابق.

وتطلق هذه المجموعة على نفسها 'قوات الدفاع في أمبازونيا' (ADF)، وهي حركة تطالب بانفصال مناطق الكاميرون الناطقة باللغة الإنجليزية، وقد نشرت شريط فيديو يوم السبت المنقضي على شبكات التواصل الاجتماعي يزعم اختطاف حوالي 40 شخصًا ، بينهم تونسيان يعملان في أحد مشاريع مدّ الطرق السريعة، في بلدة فونتيم (جنوب غرب)، بدائرة 'لوبيالام'.

وتظهر الصور رجلا مقنعا ومسلحين، يجبرون ركاب حافلة وسائقها على النزول ثم يقومون بانزال سائق الحافلة ويهددونه باستخدام السلاح، وفق الفيديو.

وقالت صحيفة 'جورال دي كاميرون'، إن المعطيات الأولية للتحقيق التي أعلنها مكتب حاكم الجنوب الغربي، تؤكد أن الأشخاص المختطفين، والذين تم نقلهم إلى مكان مجهول، هم طلاب جامعة كانوا في طريقهم إلى معرض يشرف عليه الرئيس 'بول بيا' في مدينة 'فونتيم'، قبل اختطافهم كرهائن.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا الحادث يأتي في وقت يقوم فيه وزير الإدارة الإقليمية الجديد، بول أتانغا نجي، وهو من مواطني المنطقة الشمالية الغربية، بزيارة عمل إلى هذا الجزء من البلاد الذي تميز بالعديد من الصراعات، لبحث حلول للأزمة عبر جلسات استماع مع قوى المنطقة وايجاد تفاهمات مع الانفصاليين وتجاوز تمزق المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية منذ أكتوبر 2016.

كما بثت قناة 'تي في 5' تقريرا عن عملية الاختطاف، وعلقت على تعامل السلطات الشرعية الكامرونية ممثلة في الرئيس "بول بيا"، الذي صرح في فيفري 2018 بالسيطرة على التوترات التى بدأت منذ أكثر من عام فى المناطق الناطقة بالإنجليزية فى البلاد، مؤكدا أن الصراعات قد هدأت، بفضل مجهودات الجيش الكاميرونى على نجاحه فى الحد من فضائع حركة "بوكو حرام"، وفق تعبيره.

وتحدثت مصادر محلية (كاميرون تريبون) عن أن أسباب اختطاف التونسيين الاثنين، تعود إلى تأخير تسليم مشروع مد الطريق السيارة، والتي كانت ستنتهي في فيفري 2018، لكنها تاخرت لأسباب خارجة عن مسؤولية الأطراف التونسية.

وقالت الصحيفة، ''فيما يتعلق بطريق مباما - ميسامينا، يبدو أن أعمال هذا المحور الطويل الذي يبلغ قرابة 38 كم عابرة. معدل التنفيذ بالكاد 32٪ ، لفترة استهلاك 85.5٪. يجب تسليم الموقع في فيفري 2018، وتشمل أسباب هذا التأخير عدم الإفراج الكامل عن حقوق الطريق، في حين لا يزال من المتوقع صدور مرسوم نزع الملكية، هناك أيضا التعبئة غير الكافية لشركة Edoc Eter Cameroon في هذا المجال، وصعوبات أخرى تعيق سير العمل بالسلاسة المطلوبة، والتأخير في دفع الحسابات، وحركة شبكات المشغلين ومد التجهيزات ذات العلاقة الصحية والتكنولوجية، علاوة على عدم توفر أموال وسيولة نقدية، مثل كامتيل و سي دي إي ، إلخ. طمأن إيمانويل نجانو دجوميسي الشركة بأنه يتم اتخاذ خطوات لتوفير الأموال.

وتابعت الصحيفة، ''فيما يتعلق بمصادرة الملكية لمد المشروع، قالت السلطات الكامرونية إنه سيتم إجراء تقدير جديد لإعادة تقييم مبلغ التعويضات المفرطة في البداية، فيما يتعلق بمحور Ayos-Kobdombo ، من المقرر إعادة تأهيل الجسور وإصلاح النقاط الحرجة في هذا الطريق المسكين، الواقع في قسم نيونغ ومفومو، ومن المشكوك فيه أن هذه الطريقة تساعد الناس في أنشطتهم الزراعية الرعوية من خلال السماح لهم، من بين أشياء أخرى، ببيع منتجاتهم إلى مدن أخرى''، وبذلك يبدو عدد من مالكي الأراضي هناك غير راضين عن طريقة الانتزاع والتعويضات للمصلحة العامة ما سبب على ما يبدو احتقانا ضاعفته الجماعة المسلحة نفذت أساليبا للضغط على الحكومة المركزية وفي علاقة بطلبات الانفصال.

يشار إلى أن موقع نسمة، تحصل على هوية أحد المختطفين، و يدعى خالد تينسة أصيل طبربة من ولاية منوبة يعمل بشركة تونسية خاصّة للمقاولات العامة.

كما اتصل موقع نسمة بسفارة تونس بالكاميرون وقالت انه لا وجود لأي معلومة والمساعي جارية لكشف الموضوع ومعرفة مصير التونسيين الاثنين، والأمر ذاته أكدته سفارة الكامرون بتونس، فيما أكدت وزارة الخارجية التونسية في بلاغ أصدرته اليوم، أنه تمّ إحداث خلية أزمة بوزارة الشؤون الخارجية لمتابعة تطورات الحادثة، مشيرا إلى أن التواصل والتنسيق جار مع السلطات الكامرونية للإفراج عن التونسيين المختطفين في أقرب الآجال ولمعرفة أسباب الاختطاف، التي تم تنفيذها من قبل مجموعة 'مسلحة' الخميس المنقضي.

101