من هو جورج نادر؟

من هو جورج نادر؟
الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

أمضى رجل الأعمال اللبناني-الأمريكي جورج نادر عقودا وهو يتقرّب من أصحاب القرار في البيت الابيض والشرق الأوسط بعيدا عن الأضواء إلى أن برز أسمه في إطار التحقيقات التي يقوم روبرت مولر، المحقق الخاص في موضوع "التدخل" الروسي في الانتخابات الأمريكية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن مولر استجوب نادر حول صلاته بالإمارات العربية المتحدة، وتحديدا بولي العهد الإمارات محمد بن زايد.

وتناول الاستجواب ما إذا كانت الإمارات قد سعت الى أن يكون لها نفوذ لدى البيت الابيض مقابل تقديم دعم مالي لحملة ترامب الانتخابية خلال عام 2016.

ولعب نادر دور "القناة الخلفية" للتفاوض مع سوريا أثناء إدارة كلينتون، ومنذ عام 2000 غاب عن الأنظار إلى أن برز اسمه مؤخرا في تحقيقات مولر.

هاجر نادر إلى الولايات المتحدة وهو في سن المراهقة ولم يكن يعرف سوى بضع كلمات باللغة الانجليزية. والتحق بإحدى الجامعات الأمريكية لكنه لم يكمل الدراسة وترك الجامعة عام 1980.

أطلق نادر دورية باسم " Middle East Insight" التي سرعان ما بات لها وزن في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، حيث نشرت المجلة مقابلات مع كبار أعضاء مجلس الشيوخ وقتها والرؤوساء أمثال ياسر عرفات، واسحاق رابين، ومعمر القذافي، وحسني مبارك والوليد بن طلال.

ويلف الغموض شخصية نادر ولا تٌعرف له جندة سياسية. ويراه البعض مجرد باحث عن فرص لجمع المال عن طريق شبكة العلاقات التي أقامها في الشرق الأوسط والولايات المتحدة.

ويقول نمرود نوفيك، مستشار رئيس حكومة إسرائيل السابق شمعون بيريز، إن نادر عرض على إسرائيل لعب دور الوسيط بين إسرائيل وسوريا ولبنان لكن جهوده لم تثمر عن نتيجة.

في أواخر تسعينيات القرن الماضي لعب نادر دورا قناة الخلفية للمفاوضات بين إسرائيل وسوريا إلى جانب الوسيط الامريكي وسفير الولايات المتحدة السابق في استراليا رونالد لاودر.

كما كانت لنادر علاقات مع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، الايباك، حيث عمل المسؤول السابق في أيباك جوناثان كيسلر مدير تحرير دورية نادر "ميدل ايست انسايت".

وبعد عام 2000 غابت الدورية وصاحبها عن الأضواء تماما في واشنطن حتى وقت قريب.

حاول نادر أن يلعب دور الوسيط بين إدارة الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما والحكومة السورية وبعدها أصبح مستشارا لمحمد بن زايد وتكررت زياراته في العام الماضي للبيت الأبيض بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن نادر تردد العام الماضي كثيراً على البيت الأبيض والتقى بستيفن بانون وجاريد كوشنر ومستشار الامن القومي الامريكي السابق، مايكل فلين وبحث معهم السياسة الأمريكية تجاه دول الخليج قبل سفر ترامب للسعودية في مايو/آيار الماضي.

وأشارت تقارير الى أن محمد بن زايد رتب اجتماعا بين مؤسس شركة بلاك ووتر أريك برينس وشخصية روسية بهدف فتح خطوط اتصال غير رسمية بين ترامب وروسيا. لكن برينس نفى ذلك في شهادته أمام الكونغرس.

وعمل نادر مستشارا لبرينس خلال عمل بلاك ووتر في العراق بعد الاطاحة بصدام حسن عام 2003.

وأضافت الصحيفة أن التحقيقات تجاوزت التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لتشمل نفوذ الإمارات لدى ادارة ترامب مشيرة إلى أن التركيز على نادر يستهدف التحقيق في كيفية تأثير المال القادم من دول عديدة على واشنطن في عهد ترامب.

ومثال على قوة اتصالات نادر ترتيبه اجتماعا بين محمد بن زايد وأحد كبار مسؤولي جمع التبرعات لترامب وصاحب شركة أمنية وهو إليوت براودي .

وقدم براودي لنادر مذكرة عن اجتماع عقده مع ترامب في البيت الابيض تم التطرق خلاله إلى إمكانية عقد اجتماع خاص بين ترامب وبن زايد وتأييد مواقف الإمارات في القضايا الإقليمية ولاحقا وقع براودي عقودا بمئات الملايين مع الامارات.