نيويورك تايمز تكشف..

هكذا عمل نادر للتأثير على ترامب لصالح الرياض وأبو ظبي

هكذا عمل نادر للتأثير على ترامب لصالح الرياض وأبو ظبي
الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٨ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مستشار ولي عهد أبو ظبي، جورج نادر، عمل لأكثر من عام لتحويل “إيليوت برويدي”، أحد كبار ممولي الرئيس ترامب، ليصبح أداة للتأثير على البيت الأبيض لصالح الإمارات والسعودية، بحسب مقابلات ووثائق لم تكشف سابقا.

العالم- الأميرکيتان           

وأضافت الصحيفة أن مئات الصفحات من المراسلات بين برويدي ونادر، الذي أصبح شاهدا متعاونا مع لجنة التحقيق الخاصة برئاسة روبرت مولر، كشفت جهودا نشطة للتأثير على الرئيس ترامب، لصالح الرياض وأبوظبي.

وعلمت الصحيفة من شخص مطلع هذا الأسبوع  أنه تم إعادة استدعاء نادر  مرة أخرى من قبل فريق مولر للعودة من الخارج لإعطاء شهادة إضافية.

وقد قام المحققون في فريق ترامب بالفعل بسؤال شهود عن اتصالات جورج نادر مع كبار المسؤولين في إدارة ترامب وعن دور محتمل له لإيصال أموال إماراتية لصالح جهود ترامب السياسية. وذلك يشير إلى أن التحقيق توسع ليشمل فحص تأثير ودور المال الأجنبي في إدارة ترامب.

وتظهر الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، وتشمل المئات من الصفحات من المراسلات بين نادر وإليوت برويدي ولم تنشر من قبل؛ أن نادر قدم نفسه أيضا كوسيط لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي التقى بالرئيس ترامب هذا الأسبوع في مستهل زيارة له للولايات المتحدة للقاء قادة السياسة والاقتصاد الأميركيين .

وقالت الصحيفة، في تقرير استقصائي كتبه الصحفيان ديفيد كيركباتريك ومارك مازيتي، إن الرجلين عملا وفق أجندة كان في أعلى أولوياتها دفع البيت الأبيض لإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ودعم سياسة المواجهة مع إيران وقطر، والضغط المتكرر على الرئيس لعقد لقاءات خاصة مع ولي عهد أبو ظبي خارج البيت الأبيض.

وكان تيلرسون أقيل الأسبوع الماضي من منصبه، بعد خلافات مع الرئيس على الملف الإيراني والأزمة الخليجية، حيث اتخذ الرئيس مقاربة قاسية ضد إيران وقطر.

وأغرى نادر ممول حملة ترامب السيد برويدي، بإمكانية تحقيق أرباح تصل إلى مليار دولار لشركته الأمنية الخاصة، التي تدعى “سيرسينوس” (Circinus)، كما ساعد على عقد صفقات مع الإمارات تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار، بحسب الصحيفة.

وتكشف الوثائق أن نادر امتدح إليوت برويدي على كيفية “تعامله مع الرئيس”، كما أنه كرر له مرارا أنه أخبر حكام السعودية والإمارات عن “دوره المحوري والسحري الذي لا يمكن الاستغناء عنه في العمل لصالحهم”.

وقالت نيويورك تايمز إن المعلومات التي تكشفها عن توظيف جورج نادر للسيد برويدي تستند إلى وثائق حصلت عليها الصحيفة، مضيفة أنها تقدم مثالا مهما عن طريقة سعي الإمارات والسعودية للحصول على نفوذ داخل البيت الأبيض.

وأكدت الصحيفة أن جورج نادر عقد صفقة مع المحقق الخاص روبرت مولر، حصل بموجبها على حصانة بمقابل تعاونه في التحقيق، مشيرة إلى أن علاقة نادر بالمحقق وتعاونه معه قد تعطي مؤشرات عن الاتجاه الذي تسير فيه التحقيقات.

لقاءات خاصة

وأضاف التقرير أن نادر ضغط على برويدي لترتيب لقاء خاص بين ترامب وبين من وصفه بـ”الصديق”، ويعني به ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، خارج البيت الأبيض. وكتب نادر للسيد برويدي في الأول من أكتوبر الماضي: “أخبر ترامب أن (الصديق) يريد أن يأتي لمقابلتك في أسرع وقت ممكن خارج مكتبك الرسمي، في نيوجرسي أو كامب ديفيد أو المنزل الرئاسي في ميرلاند”.

وبعد ستة أيام من رسالة نادر، أرسل برويدي تقريرا عن لقائه مع ترامب، وذكر فيه أنه ضغط مرارا على الرئيس لعقد لقاء مع ولي عهد أبو ظبي في مكان هادئ خارج البيت الأبيض في نيويورك أو نيوجرسي، ولكن مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي ماكماستر رفض هذا الطلب.

وتقول الصحيفة إنه على الرغم من العلاقة الخاصة بين ترامب وبين السعودية والإمارات، إلا أن أنها تمر ببعض المنغصات أحيانا. ففي كانون الثاني/ يناير الماضي، أرسل نادر رسالتين إلكترونيتين للسيد برويدي، أخبره فيهما أن محمد بن زايد يطلب أن يتصل ترامب بولي عهد السعودية محمد بن سلمان؛ لإزالة أي احتقان محتمل قد يكون تسبب به نشر كتاب “ترامب: النار والغضب” للكاتب مايكل وولف، حيث إن الكتاب أظهر أن ترامب ينظر بشكل غير مريح لابن سلمان، كما كتب نادر في رسالتيه.

تمويل شركة الضغط للهجوم على قطر والإخوان

 وقال التقرير إن برويدي أرسل بريدا إلكترونيا لجورج نادر، يحتوي على ورقة مفصلة بتكاليف حملة علاقات عامة في واشنطن ضد قطر والإخوان المسلمين، تصل قيمتها إلى 12.7 مليون دولار. ولكن نادر، بحسب الصحيفة “دفع مبلغا بقيمة 2.7 مليون دولار للسيد برويدي مقابل (استشارات وتسويق وخدمات ونصائح)، للمساعدة كما يبدو في دفع تكاليف مؤتمرات عقدتها مؤسستا “منظمة الدفاع عن الديمقراطية ومعهد هدسون”، خصصت لتوجيه نقد من العيار الثقيل لقطر والإخوان المسلمين.

صفقات كبيرة ولكن!

وقالت الصحيفة إن نادر كتب لصديقه برويدي يخبره بأنه يعد للعودة للولايات المتحدة، وأن الأخير كان يرتب لدعوة نادر لحضور حفل في فلوريدا بمناسبة مرور عام على تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وأضافت “أن الرجلين كانا يخططان للذهاب بعد ذلك لزيارة الرياض، في محاولة لبيع ولي عهد المملكة القوي والشاب عقدا بقيمة 650 مليون دولار لصالح شركة برويدي الأمنية، ولكن هذه الخطط الكبرى تعثرت، حيث كان في استقبال السيد نادر في مطار واشنطن الدولي محققون من مكتب التحقيقات الفيدرالية يعملون لصالح المحقق الخاص روبرت مولر”.

قصة صورة جورج نادر مع ترامب

وقال التقرير إن نادر اشتكى في إحدى مراسلاته مع برويدي أن حرس الرئيس ترامب منعوه من أخذ صورة التقطت له مع الرئيس في حفل لجمع التبرعات لدعم الحزب الجمهور. وعلى الرغم من أن سبب منع الحرس لنادر من الحصول على الصورة غير واضح، إلا أنه قد يكون مرتبطا برغبتهم بإبقاء مسافة بينه وبين ترامب، بسبب تاريخ نادر الحافل بقضايا الاستغلال الجنسي للأطفال، حيث كان أدين في العام 1991 بتهمة حيازة صور جنسية للأطفال بعد ضبط أشرطة فيديو بحوزته في مطار واشنطن الدولي، فيما كشفت وكالة أسوشيتد برس الأسبوع الماضي أنه حكم بالسجن سنة واحدة في العام 2003 في جمهورية التشيك؛ بتهمة الاستغلال الجنسي للقاصرين.

وبعد محاولات من برويدي، استطاع أن يحصل على صورة نادر مع الرئيس ترامب، وأرسلها له في بريد إلكتروني بتاريخ 14 كانون أول/ ديسمبر الماضي.

MAS-2