رصاص النصر يضيء سماء دمشق

رصاص النصر يضيء سماء دمشق
السبت ٢٤ مارس ٢٠١٨ - ٠٣:٣٩ بتوقيت غرينتش

اطلاق نار كثيف أضاء سماء دمشق ليلاً، سيارات تجوب الشوارع يستقلها شبان يرفعون العلم السوري. احتفالات بدأت تعم العاصمة السورية مع نهاية ملف الغوطة، الكابوس الذي ظل جاثماً على صدرها لأكثر من خمسة أعوام في مشهد وصفه الدمشقيون بأنه “يوم النصر على الموت”.

العالم - سوريا

وتوصلت الفصائل المسلحة في الغوطة لاتفاق مع الجيش السوري يقضي بإنهاء الوجود المسلح، فقررت عدة فصائل بينها “فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة” الخروج إلى الشمال السوري، في حين فضّل “جيش الاسلام” البقاء في دوما بعد تسليم أسلحته، وبضمانات روسية بعدم التعرض للمسلحين، وفق ما ذكرت مصادر ميدانية .

الاتفاق على انهاء ملف الغوطة جاء بشكل متسلسل بعد أن بدأ الجيش السوري حملة عسكرية منتصف الشهر الماضي، حيث تمكن من تقسيم الغوطة ومحاصرة الفصائل المسلحة الموجودة فيها ضمن بقع جغرافية صغيرة متباعدة، في سيناريو يشبه ما جرى في مدينة حلب التي استرجعها الجيش السوري نهاية عام 2016.

الصحافي السوري ماهر المونس ذكر لموقع قناة “الجديد” أن نحو 7000 مسلح مع ذويهم من المقرر خروجهم من القطاعين الجنوبي والأوسط في الغوطة إلى الشمال السوري، ما يعني أن الجيش السوري سيسطر بشكل كامل على الغوطة باستثناء دوما، التي جرى عقد اتفاق فيها ايضاً.

ومع إعلان “جيش الاسلام” استسلامه في دوماً والتوصل إلى تسوية، أطلق المئات من عناصر الجيش السوري والفصائل الرديفة له الرصاص في السماء. ونشر ناشطون ومصورون صوراً لسماء العاصمة وللاحتفالات التي بدأت تقام بشكل تدريجي، حيث خرجت مسيرة بالسيارات من دوار العباسيين إلى منطقة باب توما، وجالت مئات السيارات شوارع ضاحية الأسد، التي كانت مهددة بالسقوط بيد الفصائل المسلحة خلال الأعوام الماضية.

إعلان “جيش الاسلام” استسلامه في دوماً يعتبر، ربما، الحدث الأبرز للدمشقيين بسبب وجود المئات من المخطوفين في “سجن التوبة” من أهالي دمشق وعسكريين وأمنيين. وبدأت الصفحات الإخبارية بنشر قوائم لأسماء المخطوفين الذين بدأ “جيش الاسلام” بإخراجهم وتسليمهم للجيش السوري تمهيداً لتسليم المنطقة.

وعانى سكان دمشق من القذائف اليومية التي كان يطلقها المسلحون من الغوطة، والتي طالت مختلف أحياء العاصمة وتسببت بمقتل مئات المواطنين، وإصابة الآلاف. وفي وقت لا توجد فيه إحصاءات دقيقة لعدد القتلى من المدنيين بقذائف فصائل الغوطة، إلا أن الرقم “يزيد عن ألف بكل تأكيد، وربما يصل إلى ثلاثة أو أربعة آلاف”، وفق ناشطين قاموا بتوثيق ضحايا القذائف، في حين يتجاوز عدد الجرحى أربعة أو خمسة أضعاف عدد القتلى.

يطوي الدمشقيون هذه الأيام واحدة من أكثر صفحات الحرب السورية دموية، وسط مشاعر مختلطة بين من أمّ تترقب معلومة عن ابنها المفقود، وآخرون يعانقون صور أحبائهم الذين فقدوا حياتهم على جبهات القتال أو بالقذائف العشوائية التي كانت تتساقط على دمشق، في حين ينتظر الآلاف في مراكز الايواء التي أعدتها الحكومة اليوم الذي سيعودون فيه إلى مناطقهم وبيوتهم التي هدّمتها الحرب.

علاء حلبي / الجديد

109-1