ماذا لو كان ترامب رئيسا زمن صدام؟!

ماذا لو كان ترامب رئيسا زمن صدام؟!
السبت ٢٤ مارس ٢٠١٨ - ٠٥:٠٩ بتوقيت غرينتش

يتساءل مراسل صحيفة "إندبندنت" رويرت فيسك، استنادا إلى ما يجري حاليا حول كوريا الشمالية، بشأن ما إذا كانت أمريكا ستغزو العراق عام 2003 لو كان دونالد ترامب رئيسا للبلاد حينذاك.

العالم - العراق

وبمناسبة الذكرى الـ15 لغزو العراق، قال فيسك في تقرير نشرته الصحيفة البريطانية إلى أن هذه العملية كانت دون أدنى شك "جريمة حرب" على حد وصفه وهي سجلت رقما قياسيا من حيث عدد الأكاذيب حولها.

واضاف الصحفي بأن شخصية مثل دونالد ترامب كان بإمكانها منع وقوع هذه الكارثة على حد قوله، مصرحا: "نظرا لقدرته الاستثنائية على التضليل والجنون المحض كان ترامب سيتماشى مع صدام. وكان بإمكان صدام وحده، مع طموحاته النووية والغازية وتركيزه على مصالحه الذاتية، جذب اهتمام ترامب".

ورجح فيسك أن "السيوف المتقاطعة في بغداد، والرسوم الجدارية الضخمة في القصور الرئاسية مع الصواريخ الموجهة إلى السماء، والعروض العسكرية، وأفراد العائلة المقتولين كانت ستسترعي فعلا اهتمام المجنون الحالي من البيت الأبيض".

وذكر فيسك أن الوضع حول العراق قبيل التدخل الأمريكي كان يشابه في كثير من نواحيه ما هو عليه اليوم حول كوريا الشمالية، قائلا إن زعيم هذه البلاد كيم جونغ أون هو بمثابة صدام بالنسبة لترامب على حد وصفه.

وأشار الصحفي البريطاني إلى التهديدات المماثلة التي وجهت من قبل الولايات المتحدة إلى صدام آنذاك وإلى كيم حاليا، وخاصة "الصدمة والرعب" و"النار والغضب"، مضيفا أن لقب "رجل الصواريخ"، كما وصف ترامب زعيم كوريا الشمالية، يمكن استخدامه أيضا بحق صدام.

ونوه فيسك بأن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، رفضا الجلوس حول طاولة الحوار مع "هيتلر دجلة" على حد وصفه وشنا حملة عسكرية مجرمة، خلافا لترامب الذي قبل دعوة كيم لإجراء لقاء شخصي.

وذكّر الصحفي بأن غزو العراق جلب تداعيات كارثية ليس إلى هذه الدولة وحدها، بل والشرق الأوسط عموما، وأسفر عن تصعيد العنف والتطرف والكراهية، وسبّب سلسلة أزمات دامية في المنطقة، فضلا عن ظهور تنظيم "داعش" حسب قوله.

وانتقد فيسك بشدة سياسات المجتمع الدولي تجاه الشرق الأوسط قائلا: "أنسوا العدالة والكرامة والتعليم.. لم نكن مهتمين بهذه التطلعات اليائسة والمشروعة لشعوب الشرق الأوسط".

وانتقد انتهاج المجتمع الدولي معايير مزدوجه تجاه قضايا العالم وقال: "نبكي على القتلى المدنيين في حلب والغوطة، ونشيح بوجوهنا في الوقت نفسه عن ضحايا الموصل والرقة، ونعرف جميعا سبب ذلك، لكننا صنّاع الملوك، وإذا تمكنا من تدمير بلاد الرافدين العريقة، فنستطيع أيضا إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ويمكن لـ(رئيسة الوزراء البريطانية) تيريزا ماي القول للعالم كله إن بريطانيا لا تزال تفتخر بإعلانها وعد بلفور".

وخلص فيسك إلى أنه لو كانت رئاسة ترامب اللاأخلاقية في عام 2003 لقدم ربما إلى بغداد لعقد لقاء مع صدام، مما كان سيخلص الشرق الأوسط من "الكارثة اللاحقة" على حد قوله.

واختتم الصحفي البريطاني تقريره بالقول: "الحكم الواقعي على رئاسة ترامب هو أن هذا الشخص وصل إلى الحكم في وقت متأخر" حسب تعبيره.

6