من هو عارف النايض.. المرشح لرئاسة ليبيا؟

من هو عارف النايض.. المرشح لرئاسة ليبيا؟
الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٨ - ٠٨:٤٥ بتوقيت غرينتش

وسط إرهاصات تشهدها ليبيا لانطلاق أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، سجل رجل الأعمال والسياسي عارف النايض، اسمه كأول مرشح محتمل لخوض السباق الانتخابي الأهم.

العالم-ليبيا

"النايض"، صاحب النفوذ المحلي والدولي، أعلن في 11 مارس/آذار الجاري، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، فور الإعلان الرسمي عن موعدها، وذلك في لقاء مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية، وأعاد الخطوة ذاتها، الخميس الماضي، عبر قناة "ليبيا روحها الوطن" التي يملكها.

ترشُح "النايض"، وطموحة السياسي لم يكن مفاجئا، بحسب مراقبين ليبيين، تحدّثت معهم الأناضول، وأشاروا أنهم توقعوا تلك الخطوة من الرجل، لا سيما أنه دلل عليها في أوقات كثيرة.

ولم يتم تحديد موعد للانتخابات الرئاسية في ليبيا بعد، إلا أن رئيس المفوضية العليا للانتخابات، قال في تصريحات صحفية سابقة، إنها ستنطلق قبل نهاية سبتمبر/أيلول 2018.

**متعدد التوجهات

"صاحب التحالفات الغريبة"، كما يصفه الكاتب الليبي علي الزليتني، الذي يقول للأناضول، إن "تحالفات النايض، يصعب تحديدها؛ حيث جرى تصنيفه مع الإسلاميين، لأنه رجل دين، نسبة إلى دراسته وفكره، ووصل الأمر إلى تلقيبه بالصوفي، بينما يوصف حاليا بأنه من كبار اللبيراليين في البلاد".

وينتسب "النايض"، أيضا لرابطة علماء ليبيا (تجمع علماء دين تأسس في 2014)، التي تُعرفه في عضويتها عبر موقعها الالكتروني بـ"الشيخ".

كما أنه من "أقرب المقربين، بل الذراع اليمنى"، لمحمود جبريل، زعيم تحالف القوى الوطنية (تكتل أحزاب لبيرالية)، المعادي للإسلاميين، بحسب الزليتني.

يشار أن محمود جبريل، أحد الداعمين السياسيين لمعسكر خليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من مجلس النواب في طبرق (شرق).

ويلفت الزليتني، إلى أن "هذه التوجهات المتعددة والتحالفات المختلفة تجعل من الرجل شخصا غامضا".

ومن الدلالات على نية "النايض"، تعزيز موقعه السياسي والشعبي -على سبيل المثال لا الحصر- تقدمه قبل 3 أعوام لرئاسة النادي الأهلي في مدينة بنغازي (شرق)، رغم أنه بعيد عن عالم الرياضة.

وتمكن رجل الأعمال الليبي، من ترأس مجلس إدارة نادي الأهلي في بنغازي، من أبرز دلالاته كسب تأييد أكبر قدر ممكن من الناس، وهو ما يتوفر في الأعداد الكبيرة لمشجعي النادي، على حد قول الكاتب الليبي.

وليس هذا فحسب؛ أطلق "النايض" من الأردن، في ديسمبر/كانون الأول 2014، قناة "ليبيا روحها الوطن"، وبعد تلك الخطوة يري الزليتني، أنه استطاع التحكم في الرأي العام الليبي، لا سيما أنها من أهم القنوات على الساحة الليبية حاليا.

وواصل مسيرته خلال الفترة الماضية للحصول على مكاسب جديدة، فأسس‏ مطلع 2016، صحيفة "المرصد الليبية" الإلكترونية، التي تعد من أهم المواقع الإخبارية في البلاد، ولها قدرة على التأثير في الرأي العام، بحسب مراقبين.

كما أن قناته (ليبيا روحها الوطن)، أعلنت قبل عامين أنه المرشح لتولي حكومة الوفاق، التي أشرفت على تشكيلها بعثة الأمم المتحدة، عبر حوار بين أطراف النزاع، لكن القناة لم تذكر وقتها أي تفاصيل حول ترشحه للحكومة.

ويرى فرج الجافل، أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الليبية، أن تلك الخطوات كانت تمهيدا لطريق الرجل الذي شغل منصب سفير لدى الإمارات، مدة 7 سنوات كاملة، في حكم البلاد عبر الانتخابات التي أعلن الترشح لها.

**علاقته بالإمارات

ولم تكن علاقة "النايض"، بأبو ظبى، حديثة العهد، حيث تتلمذ على يد الشيخ "عز الدين إبراهيم"، أحد مستشاري زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، وأول أمير لها.

وعمل مديرا عاما لمؤسسة "كلام" للبحوث والإعلام، في إمارة دبي، عام 2009، إضافة إلى عضويته باللجنة الأكاديمية الاستشارية في مؤسسة "طابة" بالعاصمة أبوظبي.

ولكن آخرين من بينهم الدبلوماسي السابق، محمد العبيدي، يرون أن دعم الإمارات المحتمل لـ"النايض"، قد يصطدم مع مصالحها في دعم حفتر، والذي يعد الحليف الأكبر لأبوظبي في ليبيا.

ويتوقع مراقبون للشأن الليبي، بينهم مقربون من حفتر، ترشح الأخير أيضا لخوض السباق الرئاسي المقبل.

وبحسب الدبلوماسي الليبي، فإن استقالة "النايض" من منصبه سفير لليبيا في الإمارات، نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015، جاءت هي الأخرى لتدلل أكثر على تحضير نفسه للعب دور سياسي أكبر.

وإلى جانب حفتر، المتوقع ترشحه للانتخابات، ينافس "النايض" مرشحين محتملين آخرين بينهما سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، والذي أعلن محاميه الخاص قبل أيام من تونس، عزمه الترشح لخوض السباق ذاته.

** بعيدا عن السياسة

وولد "النايض"، في بنغازي، عام 1962، وبعد إكمال دراسته الثانوية في طرابلس، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته.

وحصل على شهادة البكالوريوس (الليسانس) في الهندسة الصناعية ثم البيولوجية، من جامعة جويلف في كندا، ثم نال درجة الماجستير في فلسفة العلوم الطبيعية من الجامعة ذاتها.

بعد ذلك حصل "النايض"، على درجة الدكتوراة في الفلسفة أيضا، متخصصا في علم التأويل (الهرمنيوطيقا)، وأنهى الدراسات العليا الموازية في الفلسفة الإسلامية وعلم التوحيد، بجامعة "تورونتو" في كندا.

ودرس أيضا فلسفة الأديان وعلم اللاهوت المسيحي، في جامعة "جريجوريان"، بالعاصمة الإيطالية روما.

وعمل في عدة وظائف بمجال الإدارة والتدريس والعمل الأكاديمي، وتنقل خلالها بين عدة دول منها: ماليزيا، وإيطاليا، والأردن، وتركيا، وغيرها.

وفي مجال التجارة والاقتصاد، عمل مهندسا في شركات البناء المملوكة لوالده الثري، قبل أن يؤسس شركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وافتتح فروعا لها في والإمارات والهند.

ولم يكن لـ"النايض"، صلة بعالم السياسية، قبل ثورة فبراير 2011، والتي انطلق منها عبر ترؤسه مجموعة "استقرار ليبيا"، التي شكلها ليبيون لدعم الثورة آنذاك، قبل أن يُعيّن سفيرا في الإمارات.