نسبة المشاركة هي الرهان الوحيد في آخر يوم الاقتراع بمصر

نسبة المشاركة هي الرهان الوحيد في آخر يوم الاقتراع بمصر
الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٨ - ٠١:١٦ بتوقيت غرينتش

تختتم الانتخابات الرئاسية المصرية الأربعاء في ثالث يوم لها تشكل فيه نسبة التصويت الرهان الوحيد في اقتراع محسوم فيه فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية في غياب منافسين حقيقيين.

العالم - مصر

واذا كان الاقبال بدا معقولا صباح الاثنين في اليوم الاول، لا يبدو ان الناخبين تسابقوا الثلاثاء والاربعاء على المشاركة، بحسب ما لاحظ مراقبون في بعض مراكز الاقتراع في القاهرة ودلتا النبل.

ولم ينشر اي رقم رسمي حول نسبة المشاركة حتى صباح الاربعاء.

هذا ويواجه السيسي (63 عاما) الذي انتخب لولاية اولى في العام 2014 بأغلبية 96.9% من أصوات المقترعين. منافسا وحيدا هو موسى مصطفى موسى (65 عاما) وهو سياسي غير معروف جماهيريا يترأس حزب الغد الصغير منذ العام 2011 ولم يكن يخفي دعمه للرئيس المصري.

أما المرشحون الاخرون المحتملون الذين يتمتعون بثقل سياسي حقيقي، فتم حبسهم بتهمة انتهاك القانون او تراجعوا عن خوص الانتخابات بسبب مناخ التضييق على الحريات.

وفي هذه الاجواء، تخشى السلطات خصوصا نسبة امتناع مرتفعة من شأنها التقليل من مصداقية الاقتراع.

وناشد رئيس الوزراء شريف اسماعيل الثلاثاء الناخبين المشاركة في الاقتراع. وقال في تصريح لقنوات التلفزيون المحلية "هذا حق دستوري.. وواجب مستحق للوطن من جميع المواطنين".

وفي موازاة ذلك، ذكرت قنوات التلفزيون والسلطات بأن هناك قانونا، لم يتم تطبيقه من قبل، يقضي بتغريم اي شخص يمتنع عن المشاركة في الاقتراع 500 جنيه مصري (28.5 دولار). 

وقال المتحدث باسم مجلس النواب صلاح حسب الله ان "هناك آليات عديدة تستطيع الدولة من خلالها تطبيق هذا النص على المخالفين".

وتذاع عبر التلفزيون الرسمي، وعبر مكبرات الصوت في الشوارع، أغنيات وطنية لحث الناخبين على الاقتراع.

وتتناقض الدعوات الملحة الى المشاركة مع مشاهد الفرحة والاحتفال امام مكاتب الاقتراع التي تبثها القنوات الحكومية بانتظام.

وفي الانتخابات الاخيرة عام 2014، بلغت نسبة المشاركة 37% بعد يومين من الاقتراع ثم ارتفعت الى 47.5% اثر تمديد الاقتراع ليوم ثالث.

ونفى المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات محمود الشريف "اشاعات" مفادها تمديد الاقتراع ليوم رابع واستمراره الخميس. وقال خلال مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء "لم نعلن ولم نتخذ هذا القرار للان".

واشاد الشريف بالاقبال الكبير للناخبين في المدن الكبيرة من دون إعطاء أرقام محددة.

وقبل الانتخابات، دعا عدد قليل من شخصيات المعارضة الى مقاطعة الانتخابات التي وصفوها بأنها "مهزلة".

وخلال الحملة الانتخابية، لم يكن هناك حديث عن برامج المرشحين، ما أدى الى غياب اي جدل سياسي.

ولم يوجه مصطفى موسى، الذي ينفى ان يكون مرشحا شكليا لاضفاء الشرعية على الانتخابات، اي انتقاد لخصمه بل ويذكر بالانجازات التي حققها السيسي خلال ولايته الأولى.

وفي المقابلة التلفزيونية الوحيدة التي أجراها قبل الانتخابات، أكد السيسي انه غير مسؤول عن عدم وجود منافسين جادين. وقال انه كان يتمنى وجود "مرشح او اثنين او عشرة" أقوياء.

ويحظى السيسي بشعبية بسبب عودة الاستقرار الى البلاد عقب سنوات من الفوضى بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أسقطت حسني مبارك. وقد انتخب بعد عام من قيامه بعزل الرئيس محمد مرسي، عندما كان وزيرا للدفاع، بعملية شبه إنقلاب عسكري.

غير ان معارضي السيسي والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية تنتقد باستمرار انتهاكات الحريات الفردية وقمع المعارضين.