مسيرة العودة الكبرى.. 7 إنجازات قبل أن تبدأ

مسيرة العودة الكبرى.. 7 إنجازات قبل أن تبدأ
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨ - ٠١:٥٢ بتوقيت غرينتش

لم تكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن التهديد بشكل واضح، لمنظمي مسيرة العودة الكبرى، والمشاركين فيها، بل وتوعدت قيادة الفصائل بالاستهداف المباشر، وبعيدا عن هذه الحرب النفسية، كما يصفها المختص بالشأن الصهيوني صالح النعامي، فإنه يسرد سبعة إنجازت تحققت، قبل أن تبدأ المسيرات المقررة غدا الجمعة.

العالم - فلسطين

ويقول: إن المسيرة فرضت قطاع غزة على رأس جدول الأعمال السياسي والعسكري والاجتماعي والإعلامي في "إسرائيل"، كما أجبرت رئيس الأركان الصهيوني أيزنكوت على الاعتراف أن القطاع يعد مصدر التهديد الرئيس على الأمن الصهيوني في الوقت الحالي.

أما الإنجاز الثالث، بحسب النعامي، فقد فضحت انعدام ثقة حكومة نتنياهو في السياسات التي تتبعها تجاه غزة، وهو ما عكسه التباين في المواقف الرسمية إزاء المسيرة، إلى جانب تعاظم الدعوات الداخلية الصهيونية لتغيير نمط التعاطي مع القطاع.

كما وأظهرت حالة الهشاشة التي تعيشها "إسرائيل"؛ ما جعل "تل أبيب" لا تتردد في التوجه للسيسي وملك الأردن وإدارة ترمب وحتى السلطة لطلب مساعدتها في احتواء الموقف، كما قال النعامي، وهو يصل للإنجاز الخامس، فيما يرى أن استنزاف "إسرائيل"، كما عكس ذلك استنفار المجلس الوزاري المصغر، هيئة الأركان، قيادة "المنطقة الجنوبية"، التدريبات الواسعة في قاعدة "تسئليم".
 
أما الإنجاز السابع والأهم من وجهة نطر "النعامي"؛ "فقد مثلت مسيرات العودة رسالة واضحة للقوى الإقليمية المتهافتة على التعاون مع الصهاينة، أن الفلسطينيين قادرون على قلب الطاولة بشكل يعيد خلط الأوراق، كما تحمل في طياتها تمكين الفلسطينيين من استعادة زمام المبادرة وتحولهم إلى طرف يؤثر ويُؤخذ بمواقفه".

 خيارات المواجهة

وتتنوع خيارات استهداف الاحتلال "الإسرائيلي"، في مواجهة مسيرات العودة الكبرى، بدءاً من الحرب النفسية التي يشنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصلت إلى التهديد المباشر لأصحاب شركات النقل بالاتصال المباشر.

ويرى  النعامي، أن سلوك الاحتلال، منذ الإعلان عن "مسيرة العودة الكبرى"، يعيش أزمة خيارات لمواجهتها، ويقول "إن الاحتلال الإسرائيلي يواجه هذا التحرك غير المسبوق، لأول مرة، خاصة أنه بدأ من قطاع غزة، الذي ساهم في استعداد وامتلاك زمام المبادرة والتحول من التأثر إلى التأثير".

وأكد الخبير في الشان "الإسرائيلي" أن الحرب الدعائية التي شنتها "إسرائيل" ضد منظمي مسيرة العودة الكبرى، وفكرتها، تدحرجت إلى استخدام وسائل أخرى من خلال الاتصالات بمسؤولين دوليين ودول عربية، لوقف هذه المسيرة.

وكان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق، كشف عن تلقيه اتصالات من مسؤولين أوروبيين "تنصحه بوقف مسيرة العودة الكبرى المقررة يوم غد الجمعة".

وكتب أبو مرزوق على حسابه في موقع "تويتر"، الخميس: "اتصل بي أكثر من مسؤول غربي ناصحًا بوقف مسيرة العودة لعدم زيادة التوتر والتصعيد على حدود قطاع غزة".

وأشار إلى أن ذلك تزامن وفي الوقت نفسه مع اتصالات "إسرائيلية" بعدد من سائقي الباصات بقطاع غزة، تحذرهم إياهم من نقل أبناء القطاع إلى الحدود يوم المسيرة.

"المواجهة العسكرية والميدانية"

وعن خيارات الاحتلال في مواجهة المتظاهرين السلميين عسكرياً، يقول النعامي: إن "الاحتلال متخوف وقلق من استخدام هذا الأسلوب، على عكس ما يظهره عبر وسائل الإعلام"، عازيا سبب الخشية: "إلى توثيق وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والدولية، استخدام السلاح في وجه متظاهرين سلميين، الأمر الذي قد يفضح صورة الاحتلال المزيفة في العالم".

وبين "النعامي" وجود أسباب كثيرة تدعو "إسرائيل" للقلق، منها أيضا، الخوف من تدحرج الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية والداخل المحتل، خاصة عشية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ووفق ما يرى الخبير، فإن "إسرائيل" ستتجنب استفزاز المشاركين؛ "لأنها تخشى تفجر الأوضاع بشكل مطلق".

وعن الخيارات الفلسطينية لمواجهة الأساليب "الإسرائيلية"، أشاد النعامي بالدور الفلسطيني الموحد في التحشيد لمسيرة العودة الكبرى، ودعا، إلى عدم التساوق مع الدعاية "الإسرائيلية"، بتكرار نشر الفيديوهات "الإسرائيلية"، بما يساهم بشكل مجاني في نجاح تسويقها.

وكانت اللجنة التنسيقية لـ"مسيرة العودة الكبرى" أعلنت في فبراير الماضي، عزمها الانطلاق بمسيرات سلمية جماهيرية شعبية، تشمل جموع اللاجئين من شتى أماكن لجوئهم المؤقت صوب فلسطين المحتلة عام 1948 لتحقيق العودة التي نصت عليها القرارات الدولية.

وشددت على أن "حرب عام 1948 توقفت منذ 70 عامًا، ولم يعد هناك أي مبرر لبقاء اللاجئين بعيدين عن ديارهم"، وهناك قرارات دولية تقضي بعودة اللاجئين أبرزها قرار 194، وهؤلاء اللاجئون هم من سيمارسون حق العودة بطريقة سلمية "متى أرادوا".

وذكرت اللجنة في بيان سابق لها، أن الحشد سيبدأ بالاعتصام الجماهيري السلمي المفتوح في قطاع غزة نهاية شهر آذار الجاري، والذي سيتصاعد وصولًا لمسيرة العودة الكبرى.

*المركز الفلسطيني للإعلام

114