روبرت فورد: هذا ما ينتظر سوريا بعد تعيين بومبيو وبولتون..

روبرت فورد: هذا ما ينتظر سوريا بعد تعيين بومبيو وبولتون..
السبت ٣١ مارس ٢٠١٨ - ٠٢:٤١ بتوقيت غرينتش

توقع السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، إحداث إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغييراً في سياستها بالشرق الأوسط ولا سيما سوريا، بعد التغييرات التي طرأت على هذه الإدارة والتي وصفها فورد بـ”الهائلة”.

العالم - سوريا

وجاء ذلك في مقال لفورد نشرته الخميس، صحيفة “الشرق الأوسط (link is external)”، وأشار فيه إلى أن جون بولتون الذي عينه ترامب مستشاراً للأمن القومي بدلاً من الجنرال هربرت ماكماستر لديه دعوات سابقة للقيام بعمل عسكري لتغيير النظام في إيران.

كما لفت إلى تعيين ترامب لمايكل بومبيو بديلاً عن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، وقال فورد إن “بومبيو حض إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في 2015 على دراسة شن ضربة عسكرية مفاجئة ضد إيران، وحذر من ظهور محور روسي – إيراني في الشرق الأوسط”، حسب قوله.

وتوقع فورد أن تكون أولى القضايا التي من المحتمل أن تشهد تحولاً في السياسة الخارجية الأميركية هي سوريا، مشيراً إلى مقال نُشر في مارس/ آذار الجاري لخبير أميركي رفيع المستوى معني بالأمن القومي، ويتميز باتصالاته مع مصادر مطلعة داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ووزارة الدفاع.

وتحدث المقال الذي نُشر في صحيفة “واشنطن بوست” على ضرورة “تعزيز واشنطن موقفها في شرق سوريا، وتقديم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية، ووقف روسيا في خضم التنافس المستعر بين القوى الكبرى داخل سوريا، وكذلك منع إيران من السيطرة على طريق بري من إيران حتى لبنان”.

وعلّق فورد على المقال بقوله إن “طبيعته تعكس التفكير السائد داخل الفريق المحافظ من إدارة ترامب، الذي يبدي استعداده لخوض مخاطرة الدخول في حرب مع روسيا وإيران حول سوريا. وآمل أن يكون القارئ قد لاحظ أن المقال لم يتحدث كثيراً عن تنظيم داعش”.

ونوه السفير فورد إلى أنه عندما كان سفيراً لدى سوريا بين عامي 2011 و2014، لم يكن هناك أي تفكير في العمل على أن يحل النفوذ الأميركي محل النفوذ الروسي داخل سوريا، وقال إن سوريا آنذاك لم تكن ذات أهمية تُذكر بالنسبة للولايات المتحدة، لدرجة تدفع واشنطن لخوض مخاطرة التورط في حرب مع روسيا من أجل السيطرة على سوريا.

وأضاف أنه بالمثل لم تفكر أمريكا جدياً في فكرة الطريق البري بين إيران ولبنان، خصوصاً في ظل استغلال طهران مطار دمشق في رحلاتها الجوية المتعلقة بالإمداد.

تغيّر محتمل

وتوقع فورد حدوث تغيير كبير على المهمة الأمريكية داخل سوريا، “والانتقال من مجرد قتال تنظيم داعش إلى العمل على تغيير نتيجة الحرب الأهلية المستعرة هناك.

وأضاف في هذا السياق أنه “ليس مفاجئاً أنْ تقدم القوات الجوية الأميركية على قصف قوات شعبية سورية قرب حقل غاز طبيعي في محافظة دير الزور، وهي المنطقة ذاتها التي قصفت فيها قوات أميركية في 22 فبراير (شباط) الماضي قوات شعبية سورية وأخرى روسية. والواضح أن هذه الضربات الجوية ترمي إلى السيطرة على عائدات إنتاج الغاز الطبيعي، وليس قتال داعش”.

واعتبر أن هذه الحادثة تؤشر إلى أن إدارة ترامب “شرعت بالفعل في تغيير السياسة الأميركية إزاء سوريا”.

ولم يستبعد فورد أن يضغط كل من بولتون، وبومبيو، باتجاه إجراءات أكثر صرامة حيال إيران وروسيا في الشرق الأوسط، وتوقع أن يسعى الاثنان لفرض مزيد من العقوبات ضد طهران ودمشق وموسكو، كما سيطالبان بتخلي واشنطن عن الاتفاق النووي مع طهران، وسيرفضان توجيه أموال أميركية لإعادة إعمار سوريا ما ظلت تحت حكم الرئيس الأسد.

ورغم ما توقعه فورد من تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية حيال روسيا، وإيران، والرئيس الأسد، إلا أنه تساءل: “هل هذا سيكون كافياً إلى درجة التخلص من النفوذ الروسي أو الإيراني في سوريا، أو منح الأميركيين قوة جديدة في مفاوضات جنيف المتعلقة برسم مستقبل سوريا؟”.

وأشار فورد إلى أنه في الوقت الذي ترى فيه إدارة ترامب “حاجة للأكراد للقضاء على تنظيم داعش”، إلا أن تحالفها معهم يثير غضب تركيا، وبالموازاة مع ذلك تحتاج الإدارة الأمريكية إلى أنقرة “من أجل المعاونة في احتواء روسيا وإيران داخل سوريا”.

وأضاف أنه “في وقت تفكر فيه واشنطن في هذه المعضلة، سقط زعيم محلي في الرقة يدعى عمر علوش قتيلاً، وكان أحد الأصوات الداعية إلى المصالحة بين الأكراد والعرب”، واعتبر فورد ذلك دليلاً على “حجم التعقيد الذي يتسم به الصراع الذي يقف الأميركيون في قلبه اليوم، وأجندات المشاركين في الحرب السورية، ومجمل قدرات القوى الكثيرة المنخرطة في الحرب، والنقاط التي يمكن للأجندات التحول عندها فجأة”، وفق تعبيره.

ورأى السفير السابق “أن هذا الصراع سيشكل اختباراً هائلاً لمسؤولين مثل بومبيو وبولتون وترامب لإمعان النظر في ما وراء الأبيض والأسود، وأن ثمة أطيافاً كثيرة من اللون الرمادي بين اللونين، وتحديد أولويات السياسة الخارجية، وتصميم استراتيجيات لتحقيق الأهداف طويلة الأمد”.

وفي تعليقه على تعيين بومبيو قال فورد إن ذلك “يذكره بأسلوب تفكير نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني فيما يخص السياسة الخارجية، الذي قاد تكتلاً داخل إدارة جورج بوش الابن مؤيداً لغزو  العراق”.

103-10