لهذه الأسباب ترامب يريد الإنسحاب من سوريا

السبت ٣١ مارس ٢٠١٨ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

أصبح وضع داعش والنصرة يشبه تماماً وضع الامريكي في فيتنام ولكن في ظل توازن قوى مختلف، والفرق بين وضع الامريكي في سورية وقبله في فيتنام أنه في فيتنام تلقى الثوار دعم روسي بينما روسيا موجودة بنفسها في سورية، وعليه فإن فيتنام قد تكون نزهة نسبة الى سورية في حال إشتعلت الحرب.

العالم - سوريا

وعلى وقع انتصارات سورية كان الاحتلال الامريكي يسير في منحى تصاعدي لحشد قواته كما حدث في فيتنام تماماً بدأ من مستشارين عسكريين في صفوف الجماعات الارهابية وصولا الى الاعلان عن دخول 500 جندي امريكي، ومع إنحسار داعش زاد جنود الاحتلال الأمريكي الى 2000 جندي، وبالتزامن مع بدء إنهيار تنظيم جبهة النصرة الارهابي بدأت تتسرب أنباء عن قيام الاحتلال الامريكي بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في حقل العمر في دير الزور وحشد قواته في الأردن، ولكن كل ذلك لم يمنع سورية من الإستمرار بتطهير أرضها وتجريد الامريكي من أدواته والذي بدوره بدأ يجد نفسه مضطر اما للتدخل او الانسحاب.

ورغم أن عمليات المقاومة ضد الاحتلال الامريكي والتركي لازالت في باكورتها، ولكن من الواضح ان سورية نجحت بطرد الارهاب وصولاً الى الحدود وأصبحت مسألة أشهر معدودة لتقترب المعركة مع الاصيل بدل الوكيل، ومن المتوقع ان تكون غالبية القوى الرديفة للجيش السوري متفرغة للقوى الخارجية قبل نهاية العام الجاري وكذلك الجيش السوري.

هذا وبدأت تتصاعد أعمال المقاومة الشعبية لدرجة بدأ فيها الاحتلال الامريكي بملاحقة ناشطي الانترنيت في محافظة الرقة وخصوصا ان جنود الاحتلال أصبحوا يرون الأشباح التي ترفع الاعلام السورية وصور الرئيس التي تفزعهم أكثر من الرصاص فضلاً عن الاعمال العسكرية، وفي الجانب الآخر بدأ يزداد بأس الجيش العربي السوري الذي تمكن من إستعادة عامل الردع الجوي على مناطق واسعه في سورية مع الأخذ بعين الاعتبار أن القوات السورية تملك قوات صاروخية ضاربة من أهم القوات الصاروخية في المنطقة (ارض-ارض ساحل-بحر تكتيكية)، حيث أن الحرب اليوم لا تشبه الحرب أبان العدوان على فيتنام، ولن يكون أي جندي امريكي في المنطقة بعيد عن النار في حال إشتعلت الحرب الواسعه.

ومما سبق فإن الأمريكي يدرك أن ساعه المواجهة قادمة وعليه المواجهة او التراجع ولكن التصرفات الامريكية ورغم تصريحات ترامب بأنه يريد الانسحاب من سورية توكد بأن التصعيد لازال سيد الموقف، حيث أنه ومع سقوط الجزء الأكبر من الغوطة بدأت الولايات المتحدة بدفع قوات داعش بإتجاه المحطة الثانية والبوكمال لربط قواتها القادمة من الاردن الى التنف مع قواتها القادمة من تركيا الى شمال سورية على أمل أن تملك ورقة تفاوض تحت مسمى مكافحة النفوذ الإيراني عبر السيطرة على الحدود السورية العراقية، ومثل هذا التطور يعتبر خطير ولن تسمح به سورية وحلفائها، علماً بأن داعش ورغم ظهور دبابات جديدة بين يديه لم يتمكن حتى الساعه من تحقيق اي انجاز رغم ان هجماته أصبحت شبه يومية، وهو ما يؤكد أن التصعيد سيد الموقف وبشكل خاص في محيط دير الزور ولكن هل يمكن لداعش مهزوم أن يحقق ما لم يحققه داعش في ذروة قوته..؟ من المؤكد أن الأمريكي يدرك بأن بقايا داعش لا يمكن الإعتماد عليها، وفي المقابل محاولة فصل شمال سورية يعني فيتنام جديدة وربما أكثر من ذلك بكثير.

وكذلك التصرفات التركية والتي لا تتم بدون موافقة السفارة الأمريكية في انقرة عنوانها التصعيد حيث أن الحديث التركي عن مكافحة حزب العمال الكردستاني ليست سوى أبواق إعلامية لإخفاء الهدف الحقيقي وهو دفع الجيش التركي الى القتال أمام الأمريكيين، وحديث ترامب عن ترك أطراف أخرى تتولى الامور في سورية فمن المؤكد أنه لن يسلمها للدولة السورية بل يتحدث عن تركيا ولربما السعودية أو قوات المرتزقة التي يشكلها الاحتلال الامريكي والتركي شمال سورية في محاولة لدفعهم للقايام بما عجز عنه الامريكي ليقود المعارك من خلف الحدود.

ولكن بغض النظر عن النوايا الأمريكي فإن ترامب يدرك أن تحييد القوات الجوية الأمريكية أمر ممكن وإغلاق الأجواء السورية قد يحدث في أي لحظة، والامريكي عاجز وفاشل في الوصول الى اي نتيجة في الحروب السابقة التي يمكن القول عسكرياً انه دخلها دون قتال في العراق وأفغانستان وبالتزامن مع نجاح الدفاعات السورية وفشل الدفاعات الامريكية لن يراهن الامريكي على التصعيد وعليه فإنه يريد وكيل ليتحمل الهزيمة المتوقعه في العام القادم ومن المؤكد أنه جاد في كلامه وحين يتم القضاء على ما تبقى من جبهة النصرة، وعليه فإن الامريكي يمهد للانسحاب في العام القادم ويجهز لاطلاق استراتيجية جديدة.

وللتذكير كانت جهينة نيوز أكدت سابقاً أن زيارة الرئيس السوري لخطوط النار في الغوطة بداية مرحلة جديدة وعليه فإن الإستراتيجية الامريكية الجديدة في سورية، سورية هي التي فرضتها ولن يتمكن الامريكي بأي شكل من الاشكال من وقف تقدم القوات السورية حتى آخر شبر من تراب سورية.

جهينة نيوز

103-10