هل سلم ترامب وبن سلمان بالواقع السوري؟

هل سلم ترامب وبن سلمان بالواقع السوري؟
الثلاثاء ٠٣ أبريل ٢٠١٨ - ٠٨:٠١ بتوقيت غرينتش

حديث الرئيس الأميركي عن سحب قواته العسكرية من سوريا وانه سيترك هذا الملف ليهتم به الآخرون، وإن جمّله بالحديث عن هزيمة تنظيم داعش وأنهم أنهوا دولة الخلافة، ينسف عملياً ماقيل مؤخراً على لسان تيلرسون والبنتاغون بأنهم باقون في سوريا.

العالم - مقالات وتحليلات 

حديث الرئيس الأميركي عن سحب قواته العسكرية من سوريا وانه سيترك هذا الملف ليهتم به الآخرون، وإن جمّله بالحديث عن هزيمة تنظيم داعش وأنهم أنهوا دولة الخلافة، ينسف عملياً ماقيل مؤخراً على لسان تيلرسون والبنتاغون بأنهم باقون في سوريا. 

وكذلك ينسف هذا الكلام كل التحليلات التي قيلت عن تداعيات تعيين طاقم صقوري أميركي بعد التعديلات الأخيرة التي اجراها ترامب بتعيين بومبيو وجون بولتون، لجهة أن المنطقة تسير نحو مزيد من التأزيم والتصعيد.

وفي ذات السياق يأتي تصريح ولي العهد السعودي لمجلة التايم الأميركية بأن الأسد باقٍ في السلطة ولن يترك منصبه قريباً، لينسف هو الآخر أية تأويلات تقول بأن السعودية ستكون في صدارة الآخرين الذين سيديرون الملف السوري مستقبلاً.

مايجب الوقوف عنده ملياً، وفي حال صدقت النيات الأميركية، هي جزئية التحول في الخطاب الأميركي من تصعيدي كبير، إلى انسحاب مفاجئ بين ليلة وضحاها.

نعم متانة التحالف الاستراتيجي لمحور دمشق، وصمود المؤسسة العسكرية السورية طيلة سبع سنوات، وإدراك الولايات المتحدة جدية دمشق وحلفائها بالمضي حتى النهاية في يوميات الميدان السوري، وفرض إيقاع العمليات العسكرية، وكذلك رسائل السيطرة وتأمين العاصمة دمشق وحسم ملف الغوطة الشرقية، وحديث الأسد عن تغيير الخارطة السياسية للعالم كنتيجة لقوة حلفه، ومفرزات التناغم التركي الروسي الإيراني في الشمال، كلها عوامل رئيسة في تغيير شكل ومضمون الخطاب الأميركي في سوريا، لكن سرعة هذا التحول من دون أية ممهدات يشي بالكثير، وينم إما عن اتفاق جرى التوصل له مع الجانب الروسي في سوريا يراعي القلق الإسرائيلي من تواجد إيران في الجنوب السوري، وربما تقديم ضمانات لمنع أي تدهور أو إنزلاق لتصعيد عسكري ضد الكيان الصهيوني خلال المرحلة القادمة، أو أن الأميركي يعد لسيناريو جديد وأبلسة أخرى عنوانها وعينها على إيران.

نميل للاحتمال الأول أكثر، فديناميكية العقل التجاري لترامب وحديثه عن تريليونات الدولارات التي كلفت بلاده في الشرق الأوسط ومن دون حصاد، يدفع الاميركي للسير باتجاه احتواء إيران، والضغط على الروسي لتصدر هذه المهمة وبناء صيغة تهدئة طويلة الأمد.

لانعرف تماماً ماالذي يدور في ذهن واشنطن وحلفائها وإلى أين وصلت الأمور والسيناريوهات، في جزئية نقل المعركة للداخل الإيراني التي تحدث عنها ولي العهد السعودي وهل تم غض النظر عنها أم أنها قد بدأت، لكن ماهو مؤكد أن الدولة التي تتحدث عن منظومات صاروخية بتكنولوجيا لاتمتلكها لا أميركا ولا روسيا، وأنه لاوجود لشيء اسمه "إسرائيل" بعد خمسة وعشرين عاماً، وأنها انتصرت على الولايات المتحدة الأميركية في سوريا، لن تغادرها العيون الأميركية وسيناريوهاتها وإن آجلاً.

* محمد بكر ـ رأي اليوم