تهديدات البشير "بندق في بحر"

تهديدات البشير
الثلاثاء ٠٣ أبريل ٢٠١٨ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

هدد الرئيس السوداني عمر البشير فى خطابه أمس الاثنين أمام البرلمان، أحزاب قوى نداء السودان بالداخل، بأنه لن يسمح بتعاون الأحزاب مع حركات مسلحة.

العالم - مقالات وتحليلات 

يبدو أن ذاكرة البشير تعاني من ضعف مزمن، فقد أعلن ذات التهديد ضد حزب الأمة في أغسطس 2014 ، بعد توقيع إتفاق إعلان باريس، كما أن حكومته في ديسمبر من ذات العام، إعتقلت كل من د.أمين مكى مدني والأستاذ فاروق أبوعيسي بنفس التهديد، بعد توقيع إتفاق نداء السودان بأديس أباباي، وقررت تقديمهم للمحاكمة، ثم عدلت من رأيها وأطلقت سراحهما، وذات الحكومة الثنية، قامت بتوقيع إتفاق رسمي ومشهود دولياً، مع ذات التحالف، فيما يعرف بخريطة الطريق.

نقول للرئيس (شن جدّ على المخدة)، فالرئيس البشير إشتهر بالكلام العشوائي، فمن الواضح أن خطاباته لا تخضع للمراجعة السياسية والقانونية، قد يكون الرئيس لايعلم، أن أحزاب المعارضة في الأنظمة الديمقراطية تعتبر الحكومة البديلة، بالتالي يخول لها الدستور والقانون،القيام بكل التصرفات التي تقوم بها حكومة الحزب الحاكم، من حيث التواصل والتحالفات والإتفاقات، ودونكم إجتماع أحد أحزاب الحكومة مع ذات الحركات المسلحة، قبل أشهر قليلة في بون بألمانيا، وصدور بيان صحفي رسمي بذلك، وعند عودة رئيس الحزب المعنى، تم إستقباله رسمياً في صالة كبار الزوار، وقام ذات الرئيس بزيارته في منزله (لماذا الخيار والفقوس)، ولا نقول الرئيس بحب الكوسة، مثل هذه التصرفات تقلل من قيمة منصب رئيس الجمهورية وتفقده هيبته ووقاره، الذي أساسه العدل والنزاهة في التصرف.

أما إذا كان حديث الرئيس ضربة هواء وعنترية فارغة، نقول له أرجع لتاريخ السودان، عندما أعدت قوى الطغيان جيش جرار لتحدي الشعب السودانى، وأوكلت قيادتة للبلجيكى الجنسية هكس باشا، تجاوزت قوته الخمسة عشر ألف جندى، فقد إستعرضهم الهكس فى كامل صلفه العسكرى وغروره، فخاطب الثوار السودانيين نحن نتقدم نحوكم بقوة لا قِبل لكم بها، إذا السماء مال نسندة بسونكي البنادق، وإذا الأرض مادت، تثبتها أحذية العسكر الثقيلة، هل تعلم، أن هذا الجيش المتحدي لم ينجوا منه أحد، فقد إبتلعتهم غابة شيكان جنوب الأبيض، في آخر زيارة لي لهذا الموقع، عند بركة المصارين، ما زالت بواقي أظافرهم تحت الأرض، لذلك أحذرك من تهديد الشعب السودانى، فهو شعب مجبول على التحدي، شعب بالعناد والتحدي يقطع السلسل الجباد، وبالتراضي والوفاق بخيط العنكبوت ينقاد .

المثال الثاني، هل سمعت بحريق نمر لود الباشا القايلة، عندما تجاوز حدوده، وجاء للإستفزاز والحقارة، كان مصيره النار، دون إكتراث لمضاعفات الفعل وميزان القوة، و أزيدك فى النصيحة سطر، هل سمعت بمعركة دروتى على حدود السودان الغربية، عندما قفز السلطان بحر الدين من صهوة جوادة، على مهاجمة القائد الفرنسي ميلوت، فسقطا داخل البئر فنحره السلطان بحر الدين نحر الشاة تحت الماء، لذلك أعيد التحذير لك من تحدى الشعب السوداني، هذا الشعب إذا قبل التحدي لايهمه حجم الخسائر، حتى يصون شرفه وكرامته المهانة.

 

* صلاح جلال

صحيفة الراكوبة