وزير الدفاع الايراني..

هزيمة "داعش" هزيمة لسياسات اميركا الاقليمية

هزيمة
الأربعاء ٠٤ أبريل ٢٠١٨ - ١٠:٣٤ بتوقيت غرينتش

اعتبر وزير الدفاع الايراني العميد امير حاتمي، هزيمة "داعش" هزيمة لسياسات اميركا الاقليمية، متوقعا ان تشكل هذه الهزيمة بداية لمرحلة من مظاهر العداء والتوترات الاقليمية لملء الفراغات الراهنة.

العالم - ايران

جاء ذلك في كلمة القاها العميد حاتمي اليوم الاربعاء في مؤتمر موسكو الامني الدولي السابع المنعقد بحضور وزراء الدفاع ورؤساء الاركان وكبار القادة العسكريين والامنيين من 80 دولة اضافة الى مسؤولي منظمات دولية مختلفة.

وقائل العميد حاتمي إن: "متابعة انتهاج سياسة فرض القوة والهيمنة وسلوك منهج حفظ المصالح يشكلان أرضية خصبة من أجل نمو الإرهاب حيث اننا نشهد تنظيم واشنطن لأسوء حملة تهدف لارتكاب القتل والمجازر بحق الشعوب".

وأشار العميد حاتمي إلى أن التجارب المكتسبة خلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة يُمكن تكون واحدة من المشاكل خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة، وقال: "الدور البارز للمجموعات الإرهابية كالقاعدة، داعش خلال تطورات العقدين الأخيرين من خلال شن الحروب الداخلية المعقدة خصوصا في سوريا والعراق تُثبت الحقيقة المرّة في إمكانية تكرار هذا الأمر في المستقبل".

كما اعتبر وزير الدّفاع الإيراني أن: هناك العديد من الأسباب التي قد توتّر الأوضاع في المنطقة مستقبل، قائلا: "فشل التحالف الأميركي في مواجهة داعش واعتماد هذا التحالف لأسلوب التلاعب مع الإرهاب على مبدأ سياسة الهرج والمرج قد أدى في نهاية المطاف إلى إدارة عمل تنظيم داعش بدل مواجهته؛ كما أن الأوضاع في المنطقة قد تتجه إلى مزيد من التوتر في ضوء استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية واستمرار الكيان الصهيوني بارتكاب المجازر وممارسة السياسات العنصرية في الأراضي المحتلة الأمر الذي قد يدفع الشباب المسلم في المنطقة إلى مواجهة السياسات العنصرية كقرار ترامب القاضي بنقل السفارة الأميركي إلى القدس المحتلة.

وأضاف أن: ما قد يزيد من توتّر الأوضاع في المنطقة هو القمع الذي يُمارس ضد الشّعوب ومن ضمنهم الشّعب البحريني وصمت المجتمع الدّولي إزاء هذه التصرفات. وبعض الدّول تحاول حرف الأنظار عن المشاكل التي تعيشها عبر التركيز على مبدأ التخويف من إيران. ولا بدّ من التنبيه هنا أن المنطقة تتجه نحو مزيد من التّصعيد بسبب الاعتداءات العسكرية التي تُمارس ضد بعض الشّعوب كالاعتداء السّعودي على الشعب اليمني وارتكاب السّعودية للمجازر والجرائم بحق هذا الشعب. كل هذه العوامل والأسباب هي تحديّات قد تكون مبرر لأي إرهاب مستقبلي ويدفع المنطقة نحو تهديدات أكبر".

وتابع العميد حاتمي بالقول: "هزيمة وإنهاء تنظيم داعش الاربي وعلى الرغم انّه تحقق عبر التضحيات التي قدّمتها القوات المسلحة العراقية والسّورية والدعم الإيراني والروسي الكامل على كافة المستويات، إلّا أن هذه الهزيمة هي هزيمة عسكرية وقد أخرجت المنطقة من الأزمات الديناميكية التي كانت تُعاني منها إلّا أن إنهاء هذا الفكر التكفيري لم ينتهي حيث يتطلّب هذا الأمر إنهاء الأبعاد الفكرية والعملية لهذه المجموعات".

كما اعتبر وزير الدّفاع الإيراني أن هزيمة تنظيم داعش تشكّل هزيمة للسياسات الإقليمية الأميركية، ودعا إلى الانتباه من بدء مرحلة جديدة من العداوات والتشنجات في المنطقة من أجل ملئ الفراغ الحاصل في المنطقة من خلال المنافسة على تثبيت التواجد للقوى الإقليمية والدولية فيها.

ونوّه العميد حاتمي إلى ان أكبر مشكلة تواجه تثبيت الاستقرار الأمني على المدى الطويل في المنطقة يعود إلى سبب أن دول المنطقة لا تعرف أوجاعها المشتركة، فبعض الدول الإقليمية وبدال ان تلجأ إلى بعضها البعض وتعتمد عل قدارتها الداخلية لحفظ وحدتها وأمنها تلجأ إلى شراء أمنها عبر قوى أجنبية لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها.

وأشار وزير الدفاع أن الجمهورية الإسلامية ترى أن مواجهة أزمات التطرف والإرهاب في المنطقة الذي يحصد أرواح ملايين البشر ومواجهة هذا التهديد المشترك لكافة دول المنطقة يستلزم اتخاذ سياسات دفاعية مشتركة ومتابعة نظم أمنية تكون مبنية على أساس التعاون الاقتصادي، السياسي الثقافي داخل المنطقة.

وجدد العميد حاتمي معارضته للسلوك الأميركي والصّهيوني الجشع والمخرب والذي يعتمد على نشر الفكر المتطرف والعنف، كما رحّب وثمّن بالدور الروسي في المنطقة الذي ساعد بالحفاظ على وحدة أراضي دول المنطقة.

كما أكّد وزير الدّفاع فيما خص الشأن السّوري على استمرار الجهود المشتركة من أجل حل الأزمة السورية، وقال: "نحن نعارض أي اعتداء عسكري من أي دولة على الأراضي السورية ويجب الحفاظ على سيادة ووحدة أراضي هذا البلد. كما نحن مستعدون للتعاون الإقليمي من اجل إنها آلام ومعاناة شعوب المنطقة المظلومة كالشعب اليمني".

واعتبر العميد حاتمي أن الاتفاق النووي هو نموذج للتعاون الدولي الذي أثمر نتيجة جهود وتعاون بين مختلف الأطراف في إطار احترام الحقوق المتقابلة للشعوب وساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي. وأشار وزير الدّفاع إلى أن النقض الأميركي للاتفاق النووي والتماهي الغربي مع التصرفات الأميركية قد يوجّه ضربة للثقة على الصّعيد العالمي، وأضاف: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذ تؤكّد التزامها بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي تحذر من الأيادي التي تحاول ضرب هذا الاتفاق وما يستتبع هذا الأمر من ضرب للأمن والاستقرار الدوليين".

ولفت إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر أنّه من حقها الطبيعي تعزيز قدراتها الدّفاعية والرّدعية خصوصا في المجال الصّاروخي، وقال: "نعتبر تعزيز قدراتنا الصاروخية أمر ضروري من أجل مواجهة مختلفة التهديدات والتحديات الجديدة وسنواصل هذا الأمر بكل قوة وثبات".

109-2