لماذا يتأخر تنفيذ اتفاق دوما؟

لماذا يتأخر تنفيذ اتفاق دوما؟
الجمعة ٠٦ أبريل ٢٠١٨ - ٠٤:٥٢ بتوقيت غرينتش

ما هو مصير “جيش الإسلام” اليوم بعد وضعه الصعب في دوما؟ وهل تتحمل السعودية كلفة إنقاذ هذا الفصيل بإرضاء ترامب؟

العالم - مقالات وتحليلات

الاتفاق بين فصيل “جيش الإسلام” والطرف الروسي لاستعادة دوما إلى الدولة السورية، لا يسير بالطريقة المعهودة التي أنهت احتلال الفصائل الأخرى الغوطة الشرقية، بل يتخلّله عثرات في اتجاه أو آخر.

لعلّ هذه العثرات تكشف عن الخيارات الصعبة لـ “جيش الإسلام”، حيث باتت الظروف السياسية والعسكرية لا تتيح له أن يختار واحداً منها بسهولة.

المخرج الذي اعتُمد في وقت سابق مع الجماعات المسلّحة الأخرى كفيلق الرحمن وأحرار الشام، لا يبدو مريحاً لجيش الإسلام. فتوجهه إلى إدلب كما توجهت تلك الفصائل، حيث تسيطر “جبهة النصرة” يضيّق الخناق عليه، لأن تاريخ النصرة و”جيش الإسلام” حافل بالمعارك والدم، وليس من الخيارات السهلة أن يقوم “جيش الإسلام” بتسليم نفسه إلى الذين يقيمون عليه الحد.

أحد المخارج الممكنة هو توجّه المسلّحين في دوما إلى مدينة جرابلس شمال سوريا، كما نصّ الاقتراح مع موسكو، الذي يتعثّر. ففي هذه المنطقة يتواجد الجيش التركي وقوات “درع الفرات” الحليفة لأنقرة، وقد لا يكون انتقال “جيش الإسلام” إلى هذه المنطقة مرحّباً به من تركيا وجماعاتها.

وقد تُلقي عليه إذا وصل إلى جرابلس شروطاً صعبة، منها اندماجه في قوات “درع الفرات”، وانتقاله من الرعاية السعودية إلى الرعاية التركية.

بعض التوقعات تذهب إلى أن هذا الفصيل الذي سيطر على مناطق واسعة قرب العاصمة دمشق على مدى سنوات معرّض للاندثار، إذا أُرغم على تغيير موقعه من الرعاية السعودية إلى الرعاية التركية.

وسط حديث عن خلافات داخلية بين قياداته، يحاول “جيش الإسلام” أن يروّج أنه يدٌ واحدة في مواجهة الدولة السورية، مظهراً تمسّكه في مواجهة الحصار العسكري، كما ينشر صوراً لقادته على “جبهات” دوما رغم أن الاتفاق لا يزال ساريا ورغم أن جميع الجبهات لا تشهد أي قتال منذ فترة.

هذا الإصرار ربما تفسّره المكالمة الأخيرة بين الملك سلمان وترامب الذي كان قد اشترط على السعودية أن تدفع تكاليف مهام الجيش الأميركي في سوريا إذا أرادت السعودية أن تحظى برعاية أميركية.

يبدو أن “جيش الإسلام” ينتظر التفاهم الأميركي – السعودي على التكاليف التي ستدفعها السعودية من أجل أن يلتزم بالاتفاق مع روسيا والانتقال إلى جرابلس بالقرب من منبج، تحت حماية بعض النقاط الأميركية في المنطقة.

فمن المستبعد إصرار “جيش الإسلام” على الانتحار في دوما، وقد لا يكون أمامهم غير المراهنة على تفاهم سعودي – أميركي.

الميادين

2-10