دوما: تفاصيل الساعات الأخيرة لانهيار "جيش الإسلام" الإرهابي

دوما: تفاصيل الساعات الأخيرة لانهيار
الإثنين ٠٩ أبريل ٢٠١٨ - ١١:٣٩ بتوقيت غرينتش

بعد قرابة شهرين ونصف على بدء العملية العسكرية الكبيرة التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه في الغوطة الشرقية لدمشق، دشّن انتصار دوما ونهاية تواجد تنظيم “جيش الإسلام” فيها حقبة جديدة في الحرب السورية، خرجت منها الدولة السورية والنظام في دمشق أكثر قوة وتماسكا.

العالم - مقالات

إنهاء البؤرة العسكرية الأخيرة على تخوم العاصمة السورية دمشق يجعل الدولة السورية في وضع مريح جداً بمواجهة الضغوط الدولية والخليجية عليها بسبب تأمين العاصمة دمشق. وقد فقدت أميركا والسعودية حليفاً قوياً بخروج تنظيم “جيش الإسلام” الارهابي من دوما إلى جبل الزاوية ومحافظة إدلب. وكان التنظيم الموالي للسعودية يتمركز في دوما على بعد عدة كيلومترات من العاصمة السورية دمشق.

في التفاصيل، وبعد يومين من استئناف العملية الجوية والبرية الروسية – السورية على “جيش الإسلام” في مدينة دوما تم التوصل إلى اتفاق نهائي بين التنظيم الارهابي وروسيا يوم الأحد 8 نيسان الحالي. يقضي الاتفاق بخروج مقاتلي “جيش الإسلام” إلى الشمال السوري مع عائلاتهم ومن يرغب من المدنيين. ونص الاتفاق على أن من يرغب بالبقاء في دوما ستتم تسوية أوضاعه مع ضمان عدم الملاحقة وعدم طلب أحد للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية لمدة ستة أشهر. كما تضمن الاتفاق دخول الشرطة العسكرية الروسية، وعودة طلاب الجامعات إلى جامعاتهم بعد تسوية أوضاعهم. وفتح المعبر أمام الحركة التجارية بمجرد دخول الشرطة العسكرية الروسية، ودخول لجنة من محافظة ريف دمشق لتسوية جميع القضايا المدنية بالتنسيق مع اللجنة المدنية المشكلة في دوما. ونص الاتفاق كذلك على إطلاق تنظيم “جيش الإسلام” سراح عشرات الأسرى من العسكريين ومئات المدنيين وعوائلهم الموجودين لديه مقابل خروج مقاتليه إلى محافظة إدلب وجبل الزاوية، وخروج مدنيين من مدينة دوما إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، على أن يتم خروج المقاتلين من دوما فقط بسلاحهم الفردي، حيث بدأت عمليات الإجلاء الأحد 8 نيسان، تزامناً مع إطلاق سراح الأسرى.

* روسيا رفضت مقترحات تنصّ على توجُّ المسلحين إلى محافظة درعا أو التنف أو القلمون الشرقي أو ريف حلب الشمالي

مصادر فيما يسمى “المعارضة السورية” قالت إن “الجانب الروسي رفض خلال المفاوضات مقترحات من جيش الإسلام تنصّ على توجُّه مقاتليه إلى محافظة درعا أو التنف أو القلمون الشرقي أو ريف حلب الشمالي، كما رفضت تركيا دخول تنظيم “جيش الإسلام” إلى شمالي حلب بعد مشاورات معها، الأمر الذي حوَّل وجهة خروج المقاتلين إلى جبل الزاوية في محافظة إدلب. وقالت المصادر إن سبب رفض تركيا استقبال “جيش الإسلام” في جرابلس جاء بسبب اعتراض تركي على عقد “جيش الاسلام” اتفاقات خفض التصعيد مع روسيا برعاية مصرية في آذار 2017. وقالت المصادر إن “”جيش الإسلام” يخشى من الذهاب إلى إدلب بسبب النفوذ القوي لهيئة “تحرير الشام” والتي شنَّ عليها سابقًا عملية وصفها بالاستئصالية في الغوطة الشرقية بتهمة أنها السبب في قصف النظام للغوطة الشرقية وأنها ذريعة روسيا لإخراج الفصائل العسكرية من المنطقة”.

* الاجتماع الأول بين لجنة التفاوض عن تنظيم “جيش الإسلام” والجانب الروسي حصل يوم 26 آذار الماضي

وكان الاجتماع الأول بين لجنة التفاوض عن تنظيم “جيش الإسلام” والجانب الروسي قد حصل يوم 26 آذار الماضي، حيث تقدم وفد من “جيش الإسلام” الارهابي باقتراحات رفضها الجانب الروسي الذي طلب إعادة النظر في المبادرة وطرح بعض الأسئلة والاستفسارات. لكن سياسة التنظيم الإرهابي كانت كسب الوقت عبر التسويف، فضلاً عن تصاعد لخطابه التصعيدي. يشار الى أنه جرت خلال الفترة الماضية أربع جولات تفاوضية كان آخرها جولة الأحد 8 نيسان، التي طلبها التنظيم، وكانت النهائية والحاسمة في موضوع خروج مسلحيه من دوما.

* سمير كعكة غادر في باص رقمه “ن ب 18” وجلس في المقعد السادس خلف السائق

وفور الإعلان عن الاتفاق، بدأت الحافلات تدخل دوما لنقل المسلحين وعائلاتهم، وكان ضمن الدفعة الأولى من يُسمّى “الشرعي الأول” في “جيش الإسلام” سمير كعكة، الملقب ابو عبد الرحمن كعكة، الذي غادر في باص رقمه “ن ب 18” وجلس في المقعد السادس خلف السائق. ويعتبر كعكة من المتشددين في “جيش الإسلام” الارهابي.
العهد

 0 858