موسى بن جعفر يا نبراسَ تضحيةٍ

موسى بن جعفر يا نبراسَ تضحيةٍ
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨ - ٠٣:٠٣ بتوقيت غرينتش

 قصيدة في ذكرى استشهاد راهب آل البيت مولانا الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) التي تسرد بعض نضالات هذا الامام العظيم وتضحياته الكبرى لحماية النهج الاسلامي الاصيل.

سعى إلى جُودِكَ المُنسابِ مَحزونُ

يا مَنْ لديهِ حصيلُ السَّعيِ مَضمونُ

موسى بنَ جعفرَ يا نبراسَ تضحيةٍ

دوَّتْ مدى الدَّهرِ تتلُوها الدَّواوينُ

هذا مقامُكَ في بغدادَ ملحمةٌ

يستحضرُ الصّبرَ لمَّا جارَ "هارونُ"

ذا كاظمُ الغيظِ بسمِ اللهِ حازَ عُلاً

على خُطى بَذْلِهِ تمضي القرابينُ

تَجلْبَبَ السِّجنَ منهاجاً لنهضتِهِ

مصابراً تختشي منهُ السلاطينُ

فأعبَدَ الحَبْسَ والأصفادُ في يدِهِ

يَسجُدْنَ للهِ فالسجّادُ مَسجُونُ

واستعذْبَتْ ذِكْرَهُ للهِ في وَلَهٍ

وأدمُعَاً اُذهِلَتْ منها الزنازينُ

مُوسى سليلُ التقى والطُّهرِ منزلةً

نزيلُ سِجنِ طُغاةٍ  بالعَمَى غِينُوا

قد ناوأُوا الكاظمَ الصبّارَ وهو هُدىً

يفيضُ بالحُبِّ .. سِيماهُ الرَّياحِينُ

واُسقِي السُمَّ والأغلالُ تُثقِلُهُ

واحَرَّ قلبي أيُسقَى الحِقدَ مأمُونُ؟

آهٍ على نعشِهِ مُلقىً بقارعةٍ

مِنْ جسرِ بغدادَ فالأمْوَاهُ تأبينُ

والصُّبحُ في حسرةٍ والشمسُ تندُبُهُ

والنهرُ مستوحِشٌ والدِّينُ مَوهُونُ

والناسُ في حيرةٍ مِن أمرِهِمْ رَهَباً

فالكاظمُ المُرتجى للموتِ مَرهُونُ

مُمَدَّدٌ في طريق الجسرِ مُضطهَدٌ

ينالُ من قَدْرهِ قاسٍ وملعونُ

خابَ الطواغيتُ ذا موسى الفِدا شَمَمٌ

فوق الخُلُودِ وتهواهُ الملايينُ

زالَ المُعادُونَ تذكاراً وتكرمةً

لكنَّ موسى بماءِ العينِ مَكنونُ

فالكاظمُ الغيظَ للآمالِ مُنقلَبٌ

مُطهَّرٌ  تستقي منهُ الأساطينُ

مِنْ عِلْمِ حيدرةَ الكرّارِ منبعُهُ

وصيُّ طه إليهِ الحقُّ مَذعُونُ

يا أيها الكاظمُ المبذالُ دُمْ ظَفَرَاً

على طواغيتَ أغواهُم شياطينُ

فداءُ نَعشِكَ مَنْ عاداكَ مُجترِئاً

على الإله ومَنْ بالمُلْكِ مَفتونُ

__________

بقلم الکاتب والإعلامي 
حميد حلمي زادة