هذا ما فعلته المخابرات الروسية و السورية بترامب..

هذا ما فعلته المخابرات الروسية و السورية بترامب..
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨ - ١٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

أسقطت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مشروع قرار روسي في مجلس الأمن لإنشاء آلية تحقيق مستقلة في مزاعم الهجوم الكيماوي.

العالم ـ مقالات وتحلیلات

وكان الأمر متوقعاً بعد سقوط مشروع القرار الأميركي ولكن لوحظ توجيه السهام إلى عمل بعثة تقصي الحقائق التابعه لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دوما وهو الأمر الغريب. والأكثر غرابة أن ذات المشروع كانت طرحته السويد وثم عادت لتصوت ضده، وإستعمل فيتو ثلاثي مستهجن ضد قرار يدعم عمل لجنة تقصي الحقائق التابعه لمنظمة حضر السلاح الكيماوي، وأصبح السؤال لماذا رفضت لجنة تقصي الحقائق رغم أن مجرد التثبت من استعمال السلاح الكيماوي يقوي الموقف الأميركي ويحرج روسيا؟

مصادر خاصة لجهينة نيوز أكدت أن ترامب كان متأكداً من استخدام الكيماوي في دوما وأصبح فجأة غير متأكد دون أن توضح المزيد من التفاصيل، وبالعودة لتصريحات الخبراء الروس لم يتم تسجيل أي هجوم كيماوي في دوما وهو ما يطرح التسائل الكبير: ماذا حدث؟

وفي حال تبين أن المسلحين لم يفجروا سلاح كيماوي في دوما والأمر كان تمثيلية فقط وصدقت الأنباء فهذا يشير إلى ضربة مخابراتية كبرى وقع فيها البيت الأبيض الذي أعطى الضوء الأخضر لاستعمال الكيماوي في سوريا وتم تنفيذ المهمة ولكن المسلحين خدعوا مشغليهم، وما يؤكد هذه الفرضية أن كل تهديدات ترامب لم تتمكن من إحباط اتفاق إرهابيوا جيش الإسلام مع الحكومة السورية، وما يزيد التأكد هو رفض ثلاث دول عظمى دعم لجنة تقصي الحقائق التابعه لمنظمة حضر الأسلحة الكيماوية، واستعمال فيتو ضد قرار دعم هذه اللجنة.

ويبقى السؤال هل أصبحت تهديدات ترامب لأجل منع كشف حقيقة ما حدث في دوما؟ وفي الجانب الآخر لماذا صمتت بريطانيا على قضية الجاسوس المزدوج سكريبال؟ هل وقعت في فخ آخر، علماً بأن ملف الجاسوس المزدوج سكريبال وملف كيماوي دوما المكشوف يشيران إلى إحتمال كبير بأن رؤوس كبيرة عملت في الغوطة وتم القبض عليها، وربما ستسعمل للكشف عن مصير المفقودين السوريين حيث تشير كل هذه الضغوط إلى أن دمشق ترفض تقديم أي تنازلات، وخصوصا أن فبركة كيماوي دوما جاءت متأخرة ولم تأت لحماية مسلحي دوما بل لأجل شيء آخر لازال مجهولاً، وكان المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أكد خلال جلسة مجلس الأمن أن مسرحية الكيماوي جاءت متأخرة وهو ما يؤكد أنها لم تكن لإنقاذ إرهابيوا دوما. وأيضا تصريح الخارجية الروسية بأن صواريخ ترامب قد تدمر جميع الأدلة المتعلقة باستخدام الكيميائي على الأرض في إشارة إلى سعي أميركا إلى منع كشف خبايا ما حدث في دوما.

يذكر أن حرب إستخباراتية جرت في دوما خلال فترة إخراج الإرهابيين وتم تصفية العديد من القادة من بينهم قادة رفضوا الخروج وقادة كانوا يتفاوضون للخروج، وكذلك تبين أن مصير الكثير من المخطوفين السوريين لايزال مجهولاً وتصر دمشق على البت في مصير المخطوفين وبشكل خاص في إجتماع آستانا المقبل بعد أن تعطل الملف عدة مرات، مما يشير إلى أن التهديدات بقصف سوريا تتعلق بملفات معقدة وجزء منها ما زال خفيا والأيام القادمة ستكشف سبب التوتر الكبير الذي أصاب واشنطن.

* المصدر: جهينة نيوز

104-1