كمائن مميتة بانتظار الأميركي ومن معه.. المتوسط سيتحول إلى مقبرة!

كمائن مميتة بانتظار الأميركي ومن معه.. المتوسط سيتحول إلى مقبرة!
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨ - ٠٢:٣٢ بتوقيت غرينتش

ترك البدوي ناقته في الصحراء، وامتطى طائرته نحو بلاد الكرواسان، لوح البريطاني بوشاحه الارستقراطي للعم سام فرد الأخير بقبعته التكساسية قائلاً لقد حان وقت الجموح والاستعراض، تحولت دوما إلى ولاية أميركية كُتبت بها قصة هوليودية، هناك حيث اخُترع الهوا الأصفر فكان ذريعة لاستجلاب كل الغرباء.

العالم ـ مقالات وتحلیلات

حشود بحرية وجوية تقوم بها كل من أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية، والأخيرة ذاهبة بالمعية وكأنها خيط مربوط بذيل الثور الأميركي الهائج.

لقد بدأت مياه المتوسط بالغليان، فيما يترقب السوريون والروس والإيرانيون اقتراب الصيد من كمائنه، كيف سيكون سيناريو الضربة، هل تتحول بسرعة كبيرة إلى حرب إقليمية؟ هل ستكون الأراضي المحتلة بعيدة عن حفل الشواء الذي سيجري في المنطقة؟

أسئلة كثيرة بات الجميع يطرحها، قطع بحرية أميركية بلغت حوالي الثمانية قطع حاملة طائرات ومدمرتان بالإضافة إلى سفن، بعض المخضرمين في السياسة والصحافة رأوا أن الضربة العسكرية أكيدة لأن ترامب لن يستطيع الظهور بمظهر الضعيف إن تراجع عن تهديده، فهل سيتحقق ذلك فعلاً؟ ومتى؟

لا شك بأن ترامب يعمل حالياً على حشد ما أمكن من القوى الغربية والأعرابية للمشاركة في عدوان على سوريا، هناك بريطانيا وفرنسا والسعودية وغالب الظن بأن قطر ستنضم أيضاً، فضلاً عن مشاركة الأردن اللوجستية وهنا يجب الإشارة إلى قاعدة التنف التي قد يستخدمها الأميركي أيضاً في المشاركة بعمل عسكري ما بالتزامن مع الضربات الجوية والبحرية الغربية والأميركية على سوريا، قد تكون هناك دول غربية ستنضم إلى العدوان، والهدف الأميركي واضح، وهو جمع جيش متعدد الجنسيات يعمد لعمل عسكري خارج نطاق مجلس الأمن الذي يتواجد فيه الفيتو الروسي، بمعنى آخر يريد الأميركي أن يجعل الروسي يواجه كل تلك القوى الغربية عسكرياً خارج نطاق الدبلوماسية والأروقة الأممية.

وآخر توقعات المراقبين والمحللين والخبراء، هي أن العدوان لن يكون على شكل ضربة واحدة، بل على شكل ضربات متكررة طوال شهر نيسان، لكن العمل العسكري لن يبدأ إلا بعد وصول جميع القطع البحرية الأميركية ومعها القطع الفرنسية والبريطانية وقد يأخذ ذلك عدة أيام، هذا خيار، أو قد يستبق الأميركي وصول باقي القطع ويبدأ تمهيدياً باستهداف مواقع للجيش السوري والحليف الإيراني ريثما يصل باقي المشاركين.

على المقلب الآخر يجلس الروسي مستمتعاً بدفء مياه المتوسط في طرطوس، وبأعصاب سيبيرية يعلنها للجميع نحن مرتاحون وقادرون على الرد المناسب والسريع، لم يزد الروسي أكثر من ذلك، لعل تصريحه يحمل تمنيات روسية بأن يقدم الأميركي فعلاً على تلك المغامرة لكسره في المياه الدافئة وتثبيت نظرية القطب الروسي الجديد.

أما بالنسبة للإيراني فقد أعلن الاستنفار التام، هناك مضادات جوية وصواريخ تكتيكية واستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى باتت جاهزة وموجهة على أهدافها، لا سيما في الكيان الصهيوني.

فيما يترقب السوري بحماسة بدأ ساعة الصفر، منصات الدفاعات الجوية تعمل بكاملها خلال كتابة هذه السطور، أما الصواريخ المتعددة الأحجام والمسافات فقد تم تحضيرها هي الأخرى لرد سريع، ستكون الأراضي المحتلة في هضبة الجولان أهم تلك الأهداف، إضافةً للجليل ووسط الكيان الإسرائيلي، كذلك فإن جرابلس وأهم المناطق التي تتجمع بها الميليشيات الإرهابية سيتم استهدافها بشكل يشل حركتها وجعلها غير قادرة على رفع رأسها مجدداً، قد تكون تتعرض بعض مواقع الإرهابيين في إدلب لضربات قاسية أيضاً، خصوصاً بعد عودة التوتر الروسي التركي بسبب عفرين.

الطرادات والغواصات الروسية فضلاً عن منظومة الياخونت البحرية، بالإضافة لصواريخ الكاليبر، مع منظومات باتسير وألكسندر في حالة التأهب القصوى، سيكون المتوسط مقبرة سفن بسبب ازدحام الطوربيدات وصواريخ الأرض بحر والجو بحر.

أما الكمائن البرية فسيتولى مهمتها كل من الجيش العربي السوري والحليف الإيراني والمقاومة اللبنانية، إضافةً لقوات المقاومة الإسلامية العشائرية في الشرق السوري والتي أعلنت مؤخراً في بيان لها بدء العمليات الاستشهادية ضد القوات الأميركية المتواجدة هناك، ولن نستبعد أيضاً قيام المقاومة الحوثية في اليمن المشاركة بعمل عسكرية مكثف صاروخياً وبرياً بالتزامن مع العدوان على سوريا، حيث ستكون السعودية ضمن المشاركين في هذا العدوان بحسب ولي العهد بن سلمان.

* علي مخلوف - شبكة عاجل

104-1