اميركا تجمع قوة من هذه الدول العربية لتحل محل قواتها في سوريا

اميركا تجمع قوة من هذه الدول العربية لتحل محل قواتها في سوريا
الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٨ - ٠١:٠٥ بتوقيت غرينتش

اشار تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول تجميع قوة عربية لتحل محل قواتها في سوريا، في حال قررت سحب ألفي جندي من شمال شرق سوريا.

العالم - سوريا 

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا للكاتب مايكل غوردون، يقول فيه إن الولايات المتحدة طلبت تمويلا من دول عربية لبقاء قواتها في سوريا بعد هزيمة داعش

ويكشف الكاتب عن أن مدير الأمن القومي الجديد جون بولتون، اتصل قبل فترة بالقائم بأعمال مدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل، للبحث إن كانت القاهرة مستعدة للمساهمة في العملية، بحسب بعض المسؤولين

وتذكر الصحيفة أن المبادرة جاءت في وقت طلبت فيه واشنطن من الإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية المساهمة بمليارات الدولارات؛ للمساعدة في إعادة بناء شمال سوريا، وتريد من الدول العربية إرسال قوات إلى هناك أيضا.

ويجد غوردون أن الرئيس ترامب يبدو متعجلا للخروج؛ بسبب الكلفة المالية، ومدة الإقامة، حيث أشار إلى إمكانية الخروج يوم الجمعة، عندما أعلن عن بدء الغارات على مواقع محددة للنظام، وقال: "لقد طلبنا من شركائنا تحمل مسؤولية أكبر من أجل تأمين منطقتهم، بما في ذلك المساهمة المالية"، مشيرا إلى أن ترامب تحدث في بداية نيسان/ أبريل عن الحاجة للخروج.

وينقل التقرير عن مسؤول، قوله إنه "تم الاتصال مع السعودية وقطر والإمارات للمساهمة المالية ومساهمات أخرى"، فيما قال مسؤولون إن هزيمة داعش بشكل كامل تظل تحديا، مشيرين إلى أن تشكيل وحدة من القوات العربية ستواجه عقبات.

ويورد الكاتب نقلا عن الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، قوله إن تجميع قوة سيكون تحديا للسعودية والإمارات المتورطتين في حرب في اليمن، فيما ستعرب مصر عن تردد لحماية مناطق لا تسيطر عليها قوات الأسد، مشيرا إلى أن الدول العربية لن تقبل بالحفاظ على قوات لها طالما لم تحتفظ الولايات المتحدة بنوع من الحضور العسكري، وأضاف: "لا يوجد أي أساس سابق أو قاعدة موجودة لهذا التشكيل في استراتيجية ناجحة". 

وينوه التقرير إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين كانوا يأملون في بداية كانون الثاني/ يناير بتخفيض مستوى القوات الأمريكية في غضون أشهر، والحفاظ على قوات لدعم جهود الخارجية الأمريكية؛ لإعادة الأمن في الرقة والمناطق الأخرى الي سيطر عليها تنظيم الدولة، مستدركا بأن الخطة تفككت؛ بسبب ترك الأكراد مواقعهم في الشرق، والذهاب لمساعدة أكراد عفرين ضد الهجوم التركي.

ويفيد غوردون بأن عدد المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة يقدر بما بين 5 آلاف إلى 12 ألف مقاتل، حيث يعمل هؤلاء في منطقتين، جنوب مدينة الحسكة، وعلى طول 25 ميلا قرب مدينة البوكمال، قرب الحدود العراقية، ويحاولون إعادة تنظيم أنفسهم، وبيع النفط، منوها إلى أن القوة العربية ستعمل مع المقاتلين الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية لمنع عودة داعش أو استفادة إيران من الفراغ الأمريكي حسب تعبيرهم.

وتقول الصحيفة إن الفكرة لفتت انتباه مدير "بلاكوووتر" إريك برينس،  الذي ساعد الإماراتيين والصومال على بناء قوات أمنية خاصة، حيث قال برينس يوم الاثنين إنه تلقى اتصالات غير رسمية من مسؤولين عرب، حول إمكانية بناء قوة أمنية في سوريا، لكنه ينتظر ماذا سيفعل ترامب.

وبحسب التقرير، فإنه من غير المعلوم مدى استعداد مصر لدعم هذه القوة، خاصة أنها منشغلة في قتال الجهاديين في سيناء، ولم تنشر مصر قواتها في الخارج منذ مشاركتها بـ30 ألف جندي في حرب الخليج الأولى عام 1990، وعبرت في الوقت ذاته عن دعم للسلطات في سوريا، مع أنها لم تظهر دعمها لطرف دون آخر

وينقل الكاتب عن مسؤولين، قولهم إنه في حال عدم مشاركة القوات المصرية فإنه يمكن للقاهرة أن تساعد بطرق أخرى، من مثل تدريب المقاتلين السوريين، وتوفير الدعم اللوجيستي

وتعلق الصحيفة قائلة إن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها إدارة أمريكية طلب الدعم الإقليمي في المسالة السورية، ففي عهد أوباما دعا وزير الدفاع أشتون كارتر، السعودية والإمارات، لمشاركة فاعلة في الحرب ضد تنظيم الدولة، دون جدوى

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يأملون برد إيجابي من الدول العربية، خاصة أن ترامب طلب من السعودية المساهمة بـ4 مليارات دولار؛ لإعادة الاستقرار لمناطق سيطر عليها تنظيم الدولة سابقا.