هل فعلا سيكون يوم النكبة يوما ممتعا للاحتلال؟

هل فعلا سيكون يوم النكبة يوما ممتعا للاحتلال؟
الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٨ - ٠٧:٥٥ بتوقيت غرينتش

يدّعي الاحتلال أن عشرة دول بالإضافة الى الولايات المتحدة أعلنت عن استعدادها نقل سفاراتها من تل أبيب الى القدس المحتلة فيما صرح البيت البيض أن الرئيس الأميركي سوف لا يحضر حفل الافتتاح للسفارة الجديدة.

العالم - مقالات وتحلیلات

ومع ذهاب ليبرمان الى واشنطن للتشاور مع ماتيس وبولتون، انتشرت اخبار تشير بأن "اسرائيل" ستكون الوجهة الأولى التي سيقصدها وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو في الأيام القليلة المقبلة.

وسط هذا الصمت المريب للدول العربية والاسلامية ازاء التطورات الجارية ودهشة الرئيس الفلسطيني أبومازن –المشكك بالجميع- يبقى فقط الشعب الفلسطيني والمقاومون الذين يصرون على محاربة "اسرائيل" حيث دعت فصائل المقاومة الى المشاركة في مظاهرات "مسيرة العودة" الخامسة.

وبحسب زعم وسائل اعلام اسرائيلية ان عشر دول ستنقل سفاراتها الى القدس من بينها غواتيمالا والهندوراس والبارغواي ورومانيا والتشيك والفلبين، يبدو أن الخلاف بين القوى السياسية في بعض من تلك البدان حول مسألة نقل السفارة لم يحسم، ولم يتضح ما هي الدول الأربع الأخرى بعد، في وقت يشكك المراقبون أصلا، من تحقق نقل السفارة الأميركية بالفعل في يوم النكبة الرابع عشر من مايو وتؤكد مصادر أن حضور صهر الرئيس الأميركي في مراسم الافتتاح للسفارة مشروط بانجاز نقلها بالفعل على الأرض ونجاح المهمة.

تتوالى الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية والاشتباكات مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية، بوتيرتها المتصاعدة رفضا للمخطط الجاري لما يسمى بـ"صفقة القرن"، لتغيير الواقع في فلسطين وتشير تقارير الى اندلاع مواجهات بمعدل 25 الى 35 اشتباكا اسبوعيا بين الشارع الفلسطيني الغاضب والكيان المحتل، خلال تجمعات "جمعات الغضب" و"مسيرات العودة" تلبية لدعوات فصائل المقاومة وذلك رغم تواطؤ بعض الدول الاسلامية بالتطبيع مع "اسرائيل" وصمت بعضها الآخر في حين تسعى "اسرائيل" لإخفاء الواقع وإظهار الأمور وكأنها طبيعية وهادئة في الشارع الفلسطيني الذي يبدو بأنه متوجه نحو تصعيد الاحتجاجات بزخم أكبر بالتزامن مع يوم النكبة وما يحاك له أن يحدث في هذا اليوم.

وتمهيدا لتحقيق حلمها المزيف، بالاعتراف بالقدس عاصمة لها، تسعى "اسرائيل" جاهدة بتهدئة الوضع في الداخل والخارج لمنع أي حدث قد يعكر اجراءات نقل السفارة، وتحاول احتواء الاحتجاجات والمسيرات الفلسطينية وتخفيف التوتر على الجبهة الجنوبية.

وطبعا تبقى "اسرائيل" مضطرة للحذر من الجبهة الشمالية بعد التهديد الايراني بالرد الانتقامي على الهجمات الصاروخية الاسرائيلية على مطار تيفور السوري الذي أسفر عن استشهاد عدد من المستشارين العسكريين الايرانيين هناك.

"اسرائيل" قلقة من اندلاع مواجهات متزامنة على الجبهتين الشمالية والجنوبية قبيل يوم النكبة ما قد يفسد تحقق الوهم الذي احتفظت به منذ سبعين عاما حتى اليوم.

على الجبهة الشمالية لا تملك "اسرائيل" غير الحذر والترقب أما على صعيد الجبهة الجنوبية فتحاول كبح الغضب الفلسطيني بزيادة التهديد والقمع بحقهم وذلك بقتل المتظاهرين في المسيرات والاغتيالات، كان آخرها اغتيال العالم الفلسطيني المنتمي لحركة حماس فادي محمد البطش، في ماليزيا واستمرت بتهديد القادة الفلسطينين بالتصفية ما لم يتوقفوا عن الدعوات لحضور الشارع في مسيرات العودة.

المشاركة الحاشدة للفلسطينيين في المسيرات هذه الأيام بالرغم من التهديدات الاسرائيلية بالقمع، تشير الى مدى تأزم الوضع في الجبهة الجنوبية لـ"إسرائيل"، وان "استمرار تلك المسيرات الى موعد يوم النكبة يزيد من مخاوف الاحتلال بتطور المواجهة لمستوى لا يمكن التنبؤ بعواقبه".

ويبقى السؤال عن الوضع في الجبهة الشمالية وما إذا سيبقى هادئا أم سيشتعل؟ سننتظر مجريات الاحداث في الأيام المقبلة ولكن ما يمكن قوله الآن عن يوم النكبة، إنه سوف لن يكون ممتعاً لـ"اسرائيل" كما تتمناه.

ابورضا صالح

MASH-2