الدولية للهجرة: 29 ألف طفل غير مصحوب بذويه في ليبيا

الدولية للهجرة: 29 ألف طفل غير مصحوب بذويه في ليبيا
السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٨ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

تعكف المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة اليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين على تعزيز تدابير حماية الأطفال المهاجرين واللاجئين. وخلال شهر مارس من سنة 2018، أحصت مصفوفة تتبّع النّزوح الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة وجود 29.370 طفل مهاجر غير مصحوب بذويه في ليبيا. إلاّ أنّ الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.

العالم - مقالات

وعن ذلك قال عثمان البلبيسي رئيس المنظمة الدولية للهجرة بعثة ليبيا مفسّرا:" الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عنهم معرّضون لخطر الاتّجار بالبشر والاحتجاز التعسفي والعمل القسري والاستغلال الجنسي أكثر من غيرهم. وإنّ للارتقاء بمستوى المساعدات والحماية الموجّهة للأطفال سالكين درب الترحال أهمّية قصوى بالنسبة إلينا بصفتنا فاعلين في المجال الإنساني. ونحن نرحّب بمزيد من التعاون بين جميع الفاعلين المعنيين ونشجّع عليه لكفالة قدرتنا على حماية مزيد من الأطفال في ليبيا على نحو أفضل من ذي قبل."

وقد وضعت المنظمة الدولية للهجرة واليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ضمانات إجرائية لتنفيذ مجموعة شاملة من التدابير لحماية الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عنهم واللاجئين الذكور والإناث الأصغر من 18 سنة والموجودين في ليبيا. وقد انعقدت حلقة نقاش حول تحديد المصالح الفضلى للحالات المعقّدة تخلّلت مناقشة الخبراء لمسألة حماية الطفل وتحديدهم لحلول الحماية الخاصّة بالحالات الفردية. وفي أول حلقة نقاش انتظمت في العاصمة الليبية طرابلس في يوم 29 مارس، تناول خبراء المنظمة الدولية للهجرة واليونيسف ومفوضية اللاجئين حالة صوفيا* (غيّرنا الإسم لحماية الهويّة)، وهي طفلة ذات سبع سنوات ينحدر أصلها من غرب أفريقيا. وقد كانت آخر توصية متمثّلة في إعادة جمع شملها بأبيها في موطنها الأصلي.

وقد قال عبد الرحمن غندور الممثّل الخاصّ لليونيسف في ليبيا:" بغضّ النّظر عن الوضعية القانونية والظروف والأسباب الكامنة وراء ترحال الأطفال، يظلّ الطّفل طفلا وقد يؤدّي الحرمان والأذى الذي يعيشه خلال رحلته المحفوفة بالمخاطر إلى زعزعة الأسس التي يرتكز عليها نموّه الجسدي والعاطفي. وإنّ التعاون القائم بين المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية اللاجئين ضروري لإيجاد حلّ دائم لكلّ طفل."

كما أفاد روبرتو مينيوني، رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بعثة ليبيا قائلا:" إحدى الأولويات الأساسية لعمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتلخّص في حماية، في حدود قدرتها، جميع الأطفال المشمولين بولايتها وخاصّة اللاجئين وطالبي اللّجوء منهم. ولتحقيق ذلك، تلتزم المفوضية بدعم إنشاء نظام شامل لحماية الطفل في ليبيا يتضمّن آليات لتحديد مصالحه الفضلى. فالتعاون المشترك بين الوكالات هو سرّ ضمان إيجاد الأطفال الذين يحتاجون إلى حماية دولية ويعجزون عن العودة إلى موطنهم وتحويلهم إلى المفوضية من أجل حمايتهم وإيجاد حلول لهم."

وفي سنة 2017، غادرت صوفيا موطنها في غرب أفريقيا برفقة والدتها متطلّعة إلى حياة أفضل وأقدمتا على عبور مسار البحر الأبيض المتوسّط المحفوف بالمخاطر في محاولة منهما إلى الوصول إلى أوروبا. إلاّ أنّهما لم تتمكّنا من ذلك. وبالعكس من ذلك، فقدت صوفيا والدتها في البحر في حين أعادها خفر السواحل إلى شاطئ ليبيا. وقد تمّ تحويل الطفلة الصغيرة إلى مركز إيواء حيث تعرّف موظفو المنظمة الدولية للهجرة عليها بكونها طفلة غير مصحوبة بذويها. وقد زارها الموظّفون بانتظام لغاية إجراء تقييم لحماية الطفل وباشروا في بذل جهودهم من أجل اقتفاء أثر أسرتها في موطنها. وعقب أسابيع قليلة، تمكّنت المنظّمة من إيجاد والد صوفيا وشرع موظّفوها في التأكّد من معلوماتهم حول أسرتها. وقد عبّر والد صوفيا عن ارتياحه الكبير وفرحته العارمة بسماع أخبار حول طفلته.

وقالت "باربرا بليغريني"، خبيرة المنظمة الدولية للهجرة المسؤولة عن حماية الطفل المكلّفة ببناء القدرات بمعيّة نظرائها:" عندما يكون الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عنهم محورعملنا ينبغي علينا أن نضع مصالحهم الفضلى كمبادئ توجيهية لكلّ الإجراءات التي نتخذها من إجل إيجاد الحلول المؤقتة والدائمة على حدّ السواء. ولنيل هذا المبتغى، تمّ التخطيط لتنظيم تدريب يستغرق يومين وموجّه للنظراء الليبيين والسلطات القنصلية الممثلة لجنسيات المهاجرين الأطفال غير المصحوبين بذويهم  لزيادة كفالة كون المصالح العليا للطفل هي المبادئ التوجيهية بالنسبة إلى جميع الفاعلين. وفي مطلع أبريل، جُمع شمل صوفيا بوالدها في أبيدجان حيث رحّب عدد من أصدقائها بعودتها إلى موطنها في المطار.

المصدر: بوابة إفريقيا الإخبارية

208-114