جنوب دمشق والانتصار

جنوب دمشق والانتصار
الأربعاء ٠٢ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

بعد تحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب واستعادتها إلى كنف الدولة السورية، قال أحد الإستراتيجيين المتابعين للحرب على سورية، «إن التحرير سيتسارع وستكون هناك فرص أكبر لـ«التحرير من غير قتال»، وهذا هو بالضبط ما يحصل اليوم في جنوب دمشق حيث نشهد انهيارا للمسلحين واستجابة منهم لدعوة الحكومة السورية لإلقاء السلاح مقابل تأمين سلامتهم عبر اتفاقات تتم مواكبة للعمليات العسكرية التي تتم في الحجر الأسود.

العالم - مقالات وتحليلات

ففي الوقت الذي يخوض فيه الجيش العربي السوري أشد المعارك وأشرسها في الحجر الأسود لاقتلاع الإرهابيين من المنطقة ويحقق في معاركه إنجازات مهمة جداً، في نفس الوقت نجد أن الباب الذي تستمر الحكومة السورية في فتحه على مصراعيه وتدعو المسلحين للدخول عبره للعودة إلى رحاب الوطن، نجد أن هذا الباب أي باب المصالحة و«التطهير من غير قتال» هو باب يوحي بالطمأنينة للمسلحين ويؤكد لهم حرص الدولة السورية على أبنائها الذين انحرفوا ثم أرادوا العودة إلى حضن الوطن، ويشجعهم على رمي السلاح كما تم في كل من يلدا وببيلا وبيت سحم حيث كانت المصالحة طريقا لاستعادة البلدات الثلاث، كما كان الاتفاق حول مخيم اليرموك مهماً جداً في تحضير البيئة المناسبة لتطهير المخيم ممن تبقى فيه من مجموعات إرهابية خاصة مجموعات تنتظم "داعش" الإرهابي.

إن هذا السلوك الميداني بوجهيه القتالي أو التصالحي يؤكد مرة أخرى أن قرار التحرير واستعادة الأمن لمحيط دمشق ومنها إلى كامل الأرض السورية هو قرار لم يعد هناك مجال لمناقشته أو تأخير تنفيذه، وان سورية ماضية قدما في عملية التطهير بصرف النظر عن الوسيلة، وهي وان كانت ترحب وتفضل طريق المصالحة لما فيه من إنقاذ للأرواح والممتلكات وتسريع لتنفيذ المهمة، فإنها لا تتردد لحظة واحدة في العودة إلى الميدان لإرغام المسلحين على الاستسلام أو ملاقاة المصير الأسود لهم.

فالمصالحة طريق تريده الدولة لأنها تريد السلام والأمن للمواطن وللوطن، ولكن اليوم باتت الأمور في ضيق من الوقت لا يسمح بالمماطلة والتساهل وعلى الإرهابيين أن يستخلصوا الدروس مما حصل في الأشهر الأخيرة الثلاثة ويعتبروا منها، وعليهم أن يعلموا أن اللعبة انتهت وهزيمة مشروع العدوان قد حلت ومعسكر الدفاع عن سورية ماض قدماً وحتى النهاية في درب التحرير حتى يقتلع آخر إرهابي ومسلح من الأرض السورية، وليس أمامهم سوى الاستسلام والمصالحة أو لا يكون له وجود يتخذ فيه قرار.

ميسون يوسف / الوطن

109-2