الإخوان ونظام مصر بين صعوبة المصالحة وحدة الخصام

الإخوان ونظام مصر بين صعوبة المصالحة وحدة الخصام
الأربعاء ٠٢ مايو ٢٠١٨ - ٠٣:٣٦ بتوقيت غرينتش

جددت تصريحات إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان بشأن استعداد الجماعة للمصالحة "المشروطة" مع النظام الجدل بشأن هذا الملف، خصوصا أنها تأتي بعد عرض القيادي السابق في الجماعة كمال الهلباوي ما سماها مبادرة للمصالحة.

العالم- مصر

وقد سبق ذلك تصريحات الإعلامي المقرب من النظام عماد أديب عن ضرورة "احتواء المتعاطفين مع الإخوان"، لكن أديب تعرض لهجوم عنيف من أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي.

هذا الهجوم فسره بعض المراقبين بتعارض الجهة التي دفعته لهذا الحديث مع جهة أخرى في النظام حرضت "الأذرع الإعلامية" و"اللجان الإلكترونية" التابعة للنظام على مهاجمة أديب، وقد سبق أن حدث الأمر نفسه مع رئيس مركز ابن خلدون سعد الدين إبراهيم بسبب مبادرة مثيلة.
 
وقال سعد الدين إبراهيم المعروف بقربه من واشنطن، إن الإخوان لم يبدوا تجاوبا معه، مضيفا أنه تلقى إشارات من النظام بأنه "وسيط غير مقبول".

كما نوه إبراهيم بطرح الهلباوي قائلا إنه يتضمن "إشارات إيجابية جديدة". ورجح أن تكون قد خرجت بتنسيق مع النظام، متوقعا سعي السيسي لفتح قنوات تواصل مع الإخوان أثناء أسابيع. 
 
ويرى رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر) مصطفى خضري أن هناك مؤشرات لدى الإخوان لقبول المصالحة، لأن "كلا الجانبين في أزمة كبرى، وتقتضي مصلحة كليهما المصالحة".

وقال إن "النظام الذي ظل خمس سنوات عقب الانقلاب يعتقل ويقتل الإخوان لم يستطع القضاء عليهم، وبات يعاني مأزقا شعبيا نتاج أزمات داخلية وخارجية متفاقمة، مما يدفعه للتصالح مع الجماعة".
 
في المقابل ـوالحديث لخضري- يتمثل "مأزق الإخوان في أن قياداتها وكوادرها بين قتيل وشريد وسجين مع ضعف قواعدها ومصادرة أموالها، مما يدفعها للقبول بالمصالحة بفعل الإرهاق".

ويتابع أن "هناك تخبطا عند بعض قيادات الإخوان، فبعد بالونة مبادرة الهلباوي توقع أن تصمت الجماعة لترى آخر الأمر، لكن منير خرج ليضع شروطا لقبولها".

ورأى خضري في تصريحات منير "تعاملا غير محترف مع المبادرة، إذ لغم النظام أرضية المبادرة بعرضها عبر كادر منشق عن الجماعة، فظهر الأمر وكأن الجماعة تتكلم وترد على نفسها، كما كشف منير كل أوراقه التفاوضية للنظام، مما يضعف موقفه التفاوضي".
 
واعتبر أن الجديد في مؤشرات قبول الطرفين للمصالحة هو "كثرة بالونات الاختبار خلال الأشهر السابقة في الإعلام المصري، وهو ما قابلته قناة مكملين القريبة للجماعة بإفراد مساحات بث لمبادرة الهلباوي بعد أن أعلنها على نفس القناة بشكل حصري".

حائل الدم
من جانبها، رفضت عضوة المكتب السياسي لـ"ائتلاف دعم مصر" مارغريت عازر أي اتجاه للمصالحة مع "جماعة الإخوان الإرهابية التي تلوثت أياديهم بدماء الجيش والشرطة طوال الخمس سنوات".

وتعتقد عازر ـ وهي نائبة في البرلمان- أن مبادرة الهلباوي "مطروحة من جانب إخوان الخارج"، مستدلة بطرحها في قنوات الاخوان أثناء وجوده بالخارج، وأنه "مجرد وسيط لهذه المبادرة".
 
وترى أن "طرح الجماعة لمبادرة التصالح عبر نائب مرشدها يؤكد انتهاءها كجماعة، مع نجاح الجيش في سيناء ضد الإرهابيين المدعومين من الإخوان".

ونفت النائبة وقوف الدولة وراء أي من هذه المبادرات، وبالتالي "فلا مؤشرات على انفراج لأزمة الإخوان".

ونددت عازر بشروط الإخوان للمصالحة "لاستحالة إطلاق سراح المعتقلين لوجود أحكام قضائية"، مؤكدة أن "المصريين وليس النظام فقط يرفضون التصالح مع جماعة الإخوان".

يذكر أن تصريحات منير بشأن المصالحة تتضمن شروطا ثلاثة، هي أن يتم الحوار مع شخص من النظام، وأن يشمل جميع الرافضين لحكم السيسي، وأن يسبق ذلك إطلاق سراح السجناء السياسيين وبينهم الرئيس المعزول محمد مرسي"، مؤكدا "رفض الاعتراف بشرعية السيسي". 

المصدر : الجزيرة