ايران أمل العرب… والعروبة

ايران أمل العرب… والعروبة
الجمعة ٠٤ مايو ٢٠١٨ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

بعد التخلي شبه الكلي من قِبل الأنظمة العربية عن المبادئ التي كان يتبناها رموز العرب والعروبة وقياداتهم السياسية والنضالية وعلى رأسها قضية تحرير فلسطين ومحاربة الصهاينة عدو الأمة، لم يَبقَ للشعوب العربية إلا الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتبنى قضاياهم ومبادئهم لتساندهم وتحارب معهم عدوهم الصهيوني وتدفع الأموال والسلاح وحتى الدماء في هذا السبيل..

العالم - مقالات وتحليلات

وتدفع ايران مع ذلك أثماناً باهظة من خلال حصارٍ إقتصادي صهيوأمريكي وغربي خانق يُمارس عليها لما يناهز أربعة عقود من الزمن وذلك بسبب اختيارها أن تكون مستقلة عن التبعية في إتخاذ قراراتها.. واستقلاليتها هذه هي التي أفرزت تبنيها القوي والثابت للقضايا المبدئية والتي في مقدمتها قضية فلسطين ومعاداتها للصهاينة..

ولكن نجد من المفارقات بل والمهازل التي سيسجلها التاريخ بأحرف من ظلام بأن إيران وهي تتبنى القضايا العربية وتدعمها وتبذل في سبيلها الكثير نجد بأن من يتصدى ويتحالف مع الصهاينة ضدها هي أنظمة عربية.. تفعل ذلك بعد أن إعترفت بكيانهم الغاصب ككيان شرعي على أرض فلسطين، فهذه الأنظمة لم تكتفِ بالتخلي عن أهم مبادئ الأمة وقضيتها فحسب؛ بل إصطفت مع عدو الأمة مغتصب مقدساتها أيضا..

الشعوب العربية أصبحت، وهي تتمسك بمبادئها وقضيتها الأساسية ضد الصهاينة، مكشوفة مسلوبة القوة والإمكانات، وأصبحت مليئة بالحسرة وهي ترى أموالها وثرواتها تُسخَّر لمصلحة الصهيوأمريكان، بل أنها اكتشفت أنه تم تضليل الكثير من أبنائها ليحملوا فكراً تكفيريا أدى ولا يزال يؤدي بهم للدخول في حروب طاحنة وإرتكاب أفظع الجرائم بحق بني أمتهم، وليموتوا قتلا في سوح هذه الحروب وليكتشف ذووهم ومناصروهم بعدها، من خلال تكشف الواقع والوقائع، وبسبب إعترافات جهات في المنطقة كان لها اليد الطولى في شحنهم وتجنيدهم، إكتشفوا أنهم تم تضليلهم وتضليل أبنائهم ليكونوا أدوات لتحترق في سبيل الأجندة والمصالح الصهيوأمريكية الغربية وحروبها ضد أعدائها، وإكتشفوا كذلك بأنه يجري الآن التخلي عنهم ممن دفعوهم وحرضوهم وجمعوهم وموّلوهم من جهات اقليمية وغربية، بل واكتشفوا بأن هؤلاء أصبحوا يعتبرونهم ضالين ومجرمين يجب التخلص منهم ومن فِكرهم..

إيران هي الجهة التي يتحالف معها “كل” المقاومين.. نعم كل المقاومين للكيان الصهيوني والمتصدين للأجندة الصهيوأمريكية.. وإيران – رغم الحصار الخانق عليها – هي الجهة التي تدعم وتُموِّل كل حركات المقاومة وتنظيماتهم.. كلُّها بلا إستثناء.. وهؤلاء المقاومون هم وشعوبهم وبيئاتهم هم الباذلون لدمائهم وفلذات أكبادهم هم الأقدر على تمييز الصديق الحقيقي والحليف الصادق من غيره.. وهـؤلاء هم الذين اختاروا إيران صديقا وحليفاً.

 د. ياسر الصالح

101-2