دعوة للكشف عن مصير ابنة حاكم دبي

دعوة للكشف عن مصير ابنة حاكم دبي
السبت ٠٥ مايو ٢٠١٨ - ٠١:٠٧ بتوقيت غرينتش

طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الانسان، اليوم السبت، السلطات الإماراتية بالكشف فورا عن مكان الشيخة لطيفة بن محمد آل مكتوم، ابنة حاكم إمارة دبي، مشيرة الى ان السلطات كانت تحتجز الشيخة في اخر مرة تمت مشاهدتها قبل اختفائها.

العالم - العالم الاسلامي

وقالت المنظمة في تقرير، ان السلطات الاماراتية مطالبة بالكشف عن مصير الشيخة لطيفة بن محمد آل مكتوم (32 عاما)، وأن توضح وضعها القانوني.

ونبه الى ان "عدم الكشف عن مكانها ومصيرها يعد إخفاء قسريا، بالنظر إلى الأدلة التي تشير إلى أن آخر مرة شوهدت فيها كانت السلطات الإماراتية تحتجزها".

ونقلت المنظمة عن شاهد عيان، قوله إن "السلطات الإماراتية أوقفت الشيخة لطيفة في 4 آذار 2018 لدى محاولتها الفرار بحرا إلى بلد ثالث وأعادتها إلى الإمارات".

وقال اثنان من أصدقاء الشيخة لطيفة إنها أعربت لهما عن رغبتها بالتخلص من القيود التي تفرضها عليها أسرتها، وإنها مختفية منذ شهرين ولا يُعرَف شيء عنها ما يثير القلق حول أمنها وسلامتها.

واشارت المنظمة الى ان وكالة "فرانس برس" في 18 نيسان الماضي، نقلت أن "مصدرا مقربا من حكومة دبي أكد أن الشيخة لطيفة أُعيدت إلى الإمارات".

من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط للمنظمة سارة ليا ويتسن، "على السلطات الإماراتية الكشف فورا عن مكان الشيخة لطيفة ومصيرها، وأن تسمح لها بالاتصال بالعالم الخارجي. إذا كانت محتجَزة فيجب إعطاؤها حقوقها كمحتجزة، بما في ذلك المثول أمام قاضٍ مستقل".

وقالت امراة فنلندية تدعى تينا جوهياينن تقيم في الإمارات منذ 17 عاما، لـ"هيومن رايتس ووتش"، إنها قابلت الشيخة لطيفة في 2010 ونشأت بينهما صداقة طويلة.

أكدت جوهياينن أن الشخص الظاهر في فيديو نُشر مؤخرا على "يوتيوب" هي الشيخة اللطيفة.

تقول الشيخة لطيفة في فيديو مدته 40 دقيقة، إن أختها "شمسة" هربت أيضا من البلد عندما كانت في المملكة المتحدة في 2000، لكن السلطات الإماراتية خطفتها لاحقا وأعادتها قسرا إلى الإمارات. وتؤكد التقارير الصحفية في ذلك الوقت هذه الرواية، بحسب المنظمة.

وتقول الشيخة لطيفة في الفيديو إنها حاولت الفرار إلى عمان في 2002، لكن السلطات الإماراتية أوقفتها على الحدود وأعادتها إلى دبي واحتجزتها في مركز احتجاز 3 سنوات وعذبتها.

وقالت حوهياينن إن الشيخة لطيفة أبلغت أصدقاءها بخطتها الجديدة للفرار في صيف 2017.

وبينت إنها والشيخة لطيفة غادرتا الإمارات أخيرا في 25 شباط الماضي، وانضمتا لاحقا في نفس اليوم الى هيرفي جوبير، مواطن أمريكي-فرنسي، على قاربه الخاص، وأبحروا نحو جنوب شرق آسيا. قالت جوهياينن إنه كان على القارب عمال فيليبينيون.

وتابعت جوهياينن إن القارب توقف في 4 آذار الماضي على بعد 50 ميلا من شاطئ غوا في الهند.

وقالت إنها والشيخة لطيفة كانتا تحت سطح السفينة حوالي الساعة 10 مساء عندما سمعتا صراخا وإطلاق عيارات نارية، فاختبأتا في الحمام.

واوضحت "امتلأت الغرفة بالغاز ما أجبرنا على الصعود إلى سطح السفينة"، مضيفة "رأيت عدة قوارب تحاصر قاربنا. ثم صعد رجال على القارب موجهين مسدساتهم إلى رأسي وأجبروني على الانبطاح أرضا وقيّدوا يدي خلف ظهري. وكانوا يصرخون بالإنكليزية، مَن لطيفة؟".

وأضافت أنها سمعت الشيخة لطيفة دون أن تتمكن من رؤيتها تحاول الإفلات وتصرخ بأنها تطلب اللجوء. ثم قالت إن الرجال أخذوا الشيخة لطيفة. قالت إنه يبدو أن جوبير وطاقمه تعرّضوا لسوء المعاملة ووصفت وجه جوبير "بأنه دامي ولا يمكن التعرف عليه".

واكدت جوهياينن أن خفر السواحل الهندي شارك في الغارة بالتنسيق مع السلطات الإماراتية.

وفي 27 نيسان المنصرم، نقلت صحيفة "بزنس ستاندرد" الهندية، مستندة إلى "مصادر حكومية رفيعة"، أن الغارة كانت بإذن من مكتب رئيس الوزراء. لكن، ردا على سؤال عن الحادثة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية لبزنس ستاندرد: "لم يتم إعلامنا بأي حادثة من هذا النوع".

واشارت جوهياينن الى إبحار عناصر إماراتيون بالمركب عائدين إلى الإمارات بينما كانت هي وجوبير والطاقم محتجزين تحت سطح القارب. بعد 4 أيام، نُقلوا إلى سفينة إماراتية ووصلوا بعد 3 أيام إلى الإمارات.

قالت إن مسؤولين أمنيين حكوميين أخذوها إلى مركز احتجاز قالوا لها إنه مركز أمني سري للأشخاص الذين يشكلون "خطرا على الأمن الوطني".

وتابعت بإنها بعد العديد من جلسات التحقيق، قام خلالها المحققون بتهديدها بالإعدام أو السجن الانفرادي، اعترفت بأفعال لم ترتكبها مثل إرسال فيديو الشيخة لطيفة.

قالت إن بعد 4 أيام أخرى من الاحتجاز الانفرادي قال لها المحققون إنهم سيطلقون سراحها إذا ما صوّرت اعترافا ووقعت على بضع وثائق بالعربية لم تتمكن من قراءتها، ففعلت. وقالت إنها لاحقا وقعت على ما تعتقد أنه تعهد بعدم الإفصاح مكتوب بالإنكليزية يمنعها من التكلم عن موضوع التحقيقات ولطيفة.

وثّقت هيومن رايتس ووتش العديد من حالات الإخفاء القسري على يد السلطات الإماراتية في السنوات الأخيرة.

مجموعة "ديتيند إن دبي"، التي تقدم المساعد القانونية والدعم لحالات مرتبطة بالإمارات، أكدت لـ"هيومن رايتس ووتش"، إنها كانت تساعد الشيخة لطيفة في محاولة الفرار، وإنها أرسلت لهم رسالة استغاثة عند سماعها الصراخ وإطلاق النيران.

106-10