هكذا تعلق "صاندي تايمز" على وقوع الامارت والبحرين في أحضان الاحتلال!

هكذا تعلق
الإثنين ٠٧ مايو ٢٠١٨ - ٠١:٤٤ بتوقيت غرينتش

سلطت صحيفة “صاندي تايمز” الضوء على الحدث الذي أثار جدلا واسعا، بمشاركة فريقي الإمارات والبحرين في “جيرو إيطاليا” الذي تستضيفه إسرائيل بمناسبة الذكرى الـ 70 لاحتلالها فلسطين.

العالم - بحرين

وفي تقرير أعده مراسل الصحيفة في القدس "أنشل فيفر"، حلل فيه طبيعة التحالفات العربية الجديدة مع إسرائيل وقال إن دولاً عربية دعمت مناسبة رياضية هامة انطلقت من باب يافا في القدس، مشيراً هنا لسباق الدراجات "غيروا دا لاإتاليا" والذي بدأ يوم الجمعة وشارك فيه المتنافس البريطاني كريس جيروم ومتنافسون آخرون انطلقوا في المرحلة الأولى من السباق من بوابة يافا وعبر شوارع القدس التي يقول إنها عاصمة "إسرائيل" المتنازع عليها، فيما شاهد ملايين المشجعين للسباق حول العالم.

ويقول إن هذه أكبر مناسبة رياضية تعقد في إسرائيل التي عادة ما تثير عناوين الأخبار ولكن بطريقة مختلفة.

فقبل سنوات لم يكن أحد يتخيل عقد مباريات دولية كهذه، نظراً لوجود العديد من العقبات الدبلوماسية. ولم تعقد المناسبة التي تمتد على ثلاثة أيام من القدس إلى ساحل البحر المتوسط ومن ثم إلى صحراء النقب بل شاركت فيها فرق عدة دعمتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين. مشيراً إلى أنها تعبير عن مرحلة انفراج بين إسرائيل وعدد من الحكومات العربية المهمة في المنطقة. مع أنها لا تعبر عن تقدم نحو حل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن القدس نفسها.

فبعد تسعة أيام، في 15 مايو سيحيي الفلسطينيون ذكرى سبعين عاماً على النكبة التي أدت في عام 1948 لإنشاء (ما یسمى بـ) إسرائيل وتشريد ثلاثة أرباع من الفلسطينيين من ديارهم. وفي الوقت الذي كان فيه المتسابقون يذرعون شوارع القدس بدرجاتهم، كان الفلسطينيون في غزة، وعلى مسافة نصف ساعة بالسيارة يواجهون الجنود الإسرائيليين ويُقتلون أثناء مواصلة “مسيرات العودة الكبرى” التي تعقد كل جمعة منذ 30 مارس والتي قتل(استشهد) فيها حتى الآن 45 فلسطينياً بالرصاص الإسرائيلي.

ويضيف “فيفر” أن الفلسطينيين ومنذ انتفاضتهم الأولى عام 1987 يعانون من العزلة على الجبهات كافة. فقد كان الدبلوماسيون من أنحاء المعمورة يتسابقون في تقديم حل للنزاع فيما وقف كل العالم العربي متضامنا مع إخوانهم الفلسطينيين.

ويبدو اليوم العالم منشغلاً بنزاعات في مناطق أخرى ولم يعد مهتماً بمأساتهم.

ويقول إن العزلة التي يعاني منها الفلسطينيون تعود في جزء منها لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغوط لتقديم تنازلات، منذ عودته إلى السلطة قبل 9 أعوام. وخفت كل الضغوط منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

كما أن عزلة الفلسطينيين تعود بالضرورة إلى قيادتهم الضعيفة والمنقسمة وتحول في طريقة اصطفاف حلفائهم العرب. ففي يوم 14 أيار (مايو) سيصل وفد أمريكي عالٍ قد يقوده ترامب نفسه لافتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس.

وكان قرار ترامب في ديسمبر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب والاعتراف بالقدس كعاصمة لـ"اسرائيل" خرقاً للدبلوماسية الأمريكية التي طالما رأت أن موضوع القدس يقرر عبر المفاوضات. وتوقع نقاد ترامب أن يؤدي قراره لحالة من الغضب العارم في العالم العربي لكن شيئاً من هذا لم يحدث".

ويشير الكاتب لتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أثناء جولته الطويلة في الولايات المتحدة والتي أسر في أحاديث خاصة مع وفود يهودية أن القضية الفلسطينية لم تعد شعبية لدى “الشارع العربي”. فهو مع عدد من دول عربية أخرى بات مهتماً بـ"التهديد الإيراني" والجماعات الوكيلة لها في وسوريا واليمن ولبنان، بحسب تعبيره.

ووجدت دول الخليج (الفارسي) في هذه المواجهة إسرائيل حليفاً مهماً. فمع أن العلاقات والتعاون بين إسرائيل والسعودية تم بالسر وبدون وشائج دبلوماسية رسمية إلا أن هناك إشارات. ففي آذار (مارس) سمحت السعودية للخطوط الجوية الهندية باستخدام الأجواء السعودية في رحلاتها من الهند إلى "إسرائيل".

وتساءل الكاتب: إلى أين يقود هذا الفلسطينيين؟ فمنذ إعلان ترامب عن نقله السفارة الامريكية، رفض الفلسطينيون الإتصالات مع الإدارة الأمريكية ولم يجتمع وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو مع محمود عباس، وذلك عندما قام بأول جولة شملت السعودية والأردن و"إسرائيل". ويتوقع نشر الأمريكيين خلال الأسابيع المقبلة الخطة التي تحدثوا عنها كثيراً وهناك احتمالات كبيرة لرفض الفلسطينيين لها. ولو حدث هذا يحذر السعوديون من تهميش أكبر للقضية الفلسطينية.

102-1