ما أهداف تسليم السلطة أربعة أحياء مقدسية؟

ما أهداف تسليم السلطة أربعة أحياء مقدسية؟
الإثنين ٠٧ مايو ٢٠١٨ - ٠١:٢٣ بتوقيت غرينتش

يرى محللان سياسيان أن مطالبة الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" تسليم أربعة أحياء شرقي القدس للسلطة الفلسطينية، تأتي في سياق ما يعرف بـ"صفقة القرن"، التي تعهد الفلسطينيون بإفشالها لدورها في تصفية القضية الفلسطينية.

العالم - مقالات وتحليلات

ووفق ما نشر مؤخرا في وسائل الإعلام، فقد عرض مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية على وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، خطة بموجبها "يطلب من تل أبيب في المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء في شرقي القدس الشرقية، هي مخيم شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس، لتنقل إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس".

وقال المحلل السياسي أمجد شهاب، المختص في شؤون القدس، معقبا على هذه الخطة: "إن هدف الاحتلال هو التخلص من التجمعات السكانية المزدحمة لصالح التفوق الديموغرافي اليهودي في القدس"، وأضاف أن نسبة المقدسيين حاملي الهويات الزرقاء ستصبح ضئيلة جدا، وبالتالي تثبيت يهودية القدس وسيطرة الاحتلال على المدينة.

وأشار شهاب إلى أن الاحتلال يعدّ هذه الأحياء المكتظة، عبئا على بلدية الاحتلال؛ لأن الفلسطينيين يسيطرون على معظم أراضيها.

وأوضح أن الاحتلال سيدعي من خلال ذلك، أنه تنازل عن بعض المناطق للفلسطينيين، بدلا من القدس القديمة، التي تضم بجنباتها أقدس مقدسات المسلمين، وهي المسجد الأقصى والمناطق الأثرية.

ويرى أن وجود السلطة الفلسطينية في هذه الأحياء من شأنه أن يضبط الأوضاع فيها، كونها أصبحت قنبلة موقوتة في السنوات الأخيرة تؤرق الاحتلال.

ويحذر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، من مخاطر نقل الأحياء، ويرى أنها تأتي في سياق ما يعرف بـ"صفقة القرن" (الخطة الأمريكية لتسوية الصراع في المنطقة ويرى فيها مراقبون تصفية للقضية الفلسطينية)، وتحمل بطياتها ثلاثة أهداف، أولها، أن الترويج لخطة نقل الأحياء الفلسطينية هو الترويج لضم وتهويد القدس.

وأضاف أن الهدف الآخر، محاولة تنفيذ عملية تطهير عرقي عنصري للقدس من خلال سحب الهويات المقدسية من حوالي 130 ألفا من المقدسيين، (مجموع سكان الأحياء الأربعة، بهدف تعديل التركيبة السكانية لمدينة القدس لصالح اليهود الصهاينة).

وأشار إلى أن الهدف الثالث، محاولة التحضير والترويج للفكرة الخبيثة والمرفوضة فلسطينيا، باستبدال مدينة القدس عاصمة لفلسطين، بأحياء أو بلدات في محيطها مثل أبو ديس، والعمل في الوقت نفسه على إخماد المقاومة الشعبية في هذه الأحياء، والتي تميزت بالتصاعد والبسالة منذ سنوات.

يشار إلى أن جبل المكبر يبلغ عدد سكانه حوالي 30 ألف نسمة، ويعاني من الإهمال والتهميش كغيره من الأحياء الفلسطينية، ولم تخصص له بلدية الاحتلال أية ميزانية، ليبقى بدون خدمات أساسية، لكنه عرف بمقاومته للاحتلال الصهيوني، إذ نفذ عدد من أبنائه عمليات دهس ضد الاحتلال وجنوده.

أما مخيم شعفاط شرقي القدس فقد تأسس أوائل عام 1964، ونقل إليه سكانه من حارة الشرف بالبلدة القديمة من المدينة، وجميعهم ممن هجروا من بلداتهم وقراهم في الأراضي المحتلة عام 1948، ويبلغ عدد سكانه حوالي 80 ألفا، وقد أحاط الاحتلال المخيم بجدار عازل وجعل حاجزا عسكريا بينه وبين القدس، ثم أحاطت به العمارات السكنية العالية نظرا لحرص السكان على الإقامة داخل حدود بلدية الاحتلال حفاظا على بعض حقوقهم التي يحاول الاحتلال انتزاعها.

وقد خرج العديد من أبناء المخيم لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال منهم: الشهيد إبراهيم العكاري، والشهيد وسام فرج، والشهيد أحمد صلاح، والشهيد مصطفى نمر، والشهيد محمد علي، وآخرون.

أما قرية العيساوية تقع إلى الشمال الشرقي من البلدة القديمة للقدس، يبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألفا، وحرّمت سلطات الاحتلال القرية من أراضيها وصادرتها لصالح المستوطنات والجدار وما يسمى "الحديقة القومية".

وتتعرض القرية لاعتداءات عديدة وإغلاقات واقتحامات منذ سنوات طويلة، واعتقل العشرات من أطفالها وهدم العشرات من منازلها ومنشآتها التجارية، بحجة عدم الترخيص.

أما بلدة ابو ديس فتقع شرقي القدس، وأقام الاحتلال عام 2005 على الحدود الفاصلة بينها والقدس، جدارًا عازلاً يمنع أهاليها من زيارة المسجد الأقصى وممارسة حياتهم اليومية بسهولة وتنقلاتهم بشكل اعتيادي.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

5