"قسد" تبدأ بتصفية حليفها أحمد الجربا في دير الزور

الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

أثار صدام بين ميليشيا “قسد” وحليفتها “قوات النخبة” التابعة لـ (أحمد الجربا) في ريف دير الزور الشرقي شكوكاً حول نية الميليشيا المدعومة من التحالف الدولي ضد “داعش” في تصفية حلفائها الذين شاركوها المعارك ضد التنظيم في محافظات الجزيرة السورية وأريافها (الرقة ودير الزور والحسكة) لا سيما مع بدء الحديث عن إمكانية استبدال القوات الأمريكية بأخرى عربية بعد القضاء على “داعش” في المنطقة.

العالم - مقالات

وتمثلت المواجهة بين الحليفين وفقاً لمصادر محلية، بمداهمة نحو 50 عنصراً من “قسد” منذ ثلاثة أيام بلدة (أبو حمام) شرق دير الزور، وطالبوا قياديا في “قوات النخبة” بتسليم السلاح، ما أدى لمشادة كلامية بين القوة المداهمة والقيادي المدعو “أبو عماد” لتتدخل زوجة الأخير وتشتم عناصر الميليشيا ويتطور الخلاف إلى تبادل إطلاق النار، أسفر عن إصابة عنصرين من “قسد” وزوجة القيادي في “النخبة”.

قوة منافسة

وأكدت مصادر محلية، أن أبناء العشائر العربية في المنطقة تدخلوا لمؤازرة (أبو عماد) ما اضطر عناصر “قسد” للانسحاب، تاركين سيارة وراءهم، وفي اليوم التالي سلّم أحد وجهاء المنطقة السيارة لـ “قسد” لكن قيادي في الأخيرة، هدد بإعطاء إحداثيات مواقع “النخبة” للتحالف بحجة أنها منطقة تتبع لتنظيم “داعش”.

وبحسب المصادر، فإن “قسد” أصرت على تسليم مقاتلي “النخبة” أسلحتهم، مشيرةً إلى أن المجموعة التي داهمت مقر “النخبة” واشتبكت معها، يقودها عنصران سابقان في تنظيم “داعش” التحقا بـ “قسد” مؤخراً.

وكان مقاتلو “قوات النخبة” التي تعد الذراع العسكري لـ “تيار الغد” بزعامة (أحمد الجربا) قد شاركوا في معارك السيطرة على الرقة صيف العام الماضي إلى جانب “قسد” لكن الأخيرة همشتهم وأجبرتهم على الانسحاب من المدينة، عقب السيطرة عليها، حيث تشير المصادر إلى أن انسحاب “قوات النخبة” من معارك الرقة يأتي إثر محاولة “قسد” دخول الرقة بمفردها والتفرد بالقرار في المدينة.

ويقول الصحفي السوري (كنان سلطان) وأحد أبناء الجزيرة السورية، إنه لم يعد يخفى على أحد أن “قسد” باتت تهيمن عليها وتشكل عمادها الرئيسي “الوحدات الكردية” التي تسعى لإنهاء أي قوة عربية تعتبر منافسة لها، على وجه الخصوص في المناطق العربية، وخير مثال على ذلك ما فعلته مع “لواء ثوار الرقة” واليوم مع “قوات النخبة” منذ بداية معركة السيطرة على الرقة العام الفائت.

ويشير (السلطان) في حديثه أن “قوات النخبة” تختلف عن “قوات الصناديد” حليفة “قسد” بزعامة (حميدي دهام الجربا) والذي يشغل منصب “الرئيس المشترك لمقاطعة الجزيرة” بقيادة ما يسمى “الإدارة الذاتية”، إذ أن “النخبة” تتشكل من أبناء ريف دير الزور الشرقي الذين قاتلوا سابقاً في صفوف الجيش الحر في حلب وغيرها منذ عام 2016.

مخاوف قسد

ويذهب في هذا الاتجاه (مضر حماد الأسعد) المتحدث باسم “مجلس القبائل والعشائر السورية” بأن “قسد” تسعى لاستهداف الوجود العسكري العربي في المنطقة لعدة أسباب، أهمها أن “الوحدات الكردية تسعى للقضاء على كل منافس عربي لها لا سيما في منطقة دير الزور التي تعتبر منطقة عربية خالصة ولا وجود للمكون الكردي فيها” كذلك تسعى الميليشيا لإضعاف كل المكونات العربية نتيجة لما تعرضت له في منطقة عفرين على يد كتائب الجيش الحر.

ويشير (الأسعد) إلى أن أبرز مخاوف “قسد” يأتي من الحديث عن اتفاق “مبدأي” بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا على دخول الجيش التركي والجيش الحر لمسافة 30 كم داخل الأراضي السورية شرق الفرات، ابتداءً من مدينة تل أبيض وحتى الحدود العراقية، ومن هذا المنطلق تسعى “قسد” للقضاء على كل مكون عربي لها قد يشكل عليها خطراً، إذا ما كان عليها مواجهة مثل هذا السيناريو.

احتمالية الانشقاق

ويتطرق (الأسعد) إلى أن مساعي “قسد” تتمثل اليوم في السيطرة على آبار النفط في دير الزور، دون منافسة من أهالي المنطقة والتي تشكل “قوات النخبة” المكون العسكري العربي الوحيد المنافس لها هناك، حيث يمثل أبناء المنطقة المنخرطين في هذا التشكيل قرابة 60 بالمئة من مجموع هذه القوات، والذين إذا ما استعادوا السيطرة على مناطقهم وآبار النفط فإنهم لن يتركوها لـ “قسد”.

عدا عن ذلك – بحسب الأسعد – فإن أكثر من 50 بالمئة من مجموع العرب المنضوين تحت راية “قسد” هم من أبناء دير الزور، ومع تحرير المنطقة من “داعش” فإنهم سينضمون لـ “قوات النخبة” أو أنهم سيشكلون كتائب لحماية مدنهم مثل (الموحسن والبوليل والميادين والبوكمال والمريعية وذيبان والبصيرة وبقرص والشحيل وغيرها) إضافة إلى أنهم سيتواصلون مع “جيش المغاوير” المنتشرين في منطقة (التنف) بمنطقة “الشامية” (الضفة الجنوبية الغربية لنهر الفرات) وبالتالي سيسيطرون على كامل مناطق ريف دير الزور.

قراءة خاطئة

بالمقابل، يتساءل (حاتم الراوي) بأنه “لماذا علينا أن نتوقع بأن قسد هي من تريد التخلي عن قوات الجربا؟” قائلاً: “الكل أصبح يعلم أن الجربا معروف بألاعيبه، وقسد تعمل وفقاً للأجندات الأمريكية وليست صاحبة قرار خالص بالتخلي عن الجربا أو القضاء عليه في المنطقة إلا بقرار من الأمريكيين”.

ويرى (الراوي) أنه “لدى الجربا قراءة خاطئة للرسالة، وذلك فيما يتعلق بالحديث عن قدوم قوات عربية إلى المنطقة” وبحسب (الراوي) فإن “الجربا يحاول استباق الأمور بفتح جبهة مع قسد، لتبدأ القوات القادمة بالتصادم معها، وبالتالي يحصد نتائج عمله من خلال انتاج هذا الخلاف، وهنا تكمن القراءة الخاطئة من الجرابا للرسالة، من منطلق أن القوات العربية وإن جاءت فستأتي بقرار أمريكي، فكيف لها أن تصطدم مع حلفاء أمريكا في المنطقة والذي يتمثلون في ميلشيا قسد؟”.
المصدر : أورينت

109-2