شمخاني: العالم لن يعود الى الوضع ما قبل الاتفاق النووي

شمخاني: العالم لن يعود الى الوضع ما قبل الاتفاق النووي
الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد امين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن العالم لن يعود الى الوضع ما قبل الاتفاق النووي، مضيفا: لا يمكن لأميركا العودة الى الظروف المشابهة لما قبل الاتفاق.

العالم - ايران

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "همشهري" الناطقة باسم أمانة العاصمة، وردا على تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي، قال علي شمخاني: يبدو ان ترامب والادارة الاميركية كانوا يتابعون 3 استراتيجيات متوازية بشأن الاتفاق النووي، الاولى الحد من استنفاع ايران من مزايا الاتفاق النووي. والثانية؛ الحصول على مزيد من الامتيازات من ايران عبر مسار الاتفاق النووي، والثالثة؛ تخريب الاتفاق.

وأوضح ان صمود ايران امام الاستراتيجية الاولى التي بدأت مع بدء ولاية ترامب او قبلها نوعا ما، سحب البساط من اميركا، الا ان الامر السيئ هنا هو التزام الصمت من قبل الاوروبيين، ما سجل نقطة سلبية في أداء اوروبا في الاتفاق النووي، وبالتالي انعدام الثقة بها من قبل الاطراف الاخرى في 5+1.

وأضاف: الا ان الخطأ الاكبر للاوروبيين، هو تماشيهم النسبي مع الاستراتيجية الثانية لترامب، وكان هذا الاحتمال واردا دوما، ان يقنع ترامب بهذا التماشي الاوروبي، وان يبتعد ان الاستراتيجية الثالثة، لكنهم أدركوا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية صمدت بحزم تام امام هذه الاستراتيجية، ورفضت اي نوع من الاطماع والمطالبة بامتيازات جديدة.. فكان الاحتمال الثالث هو ان يقوم ترامب بتنفيذ الاستراتيجية الثالثة غير مكترث برأي الاوروبيين. رغم ان الاستراتيجية الثانية كانت ستؤول بالتالي الى هذه النقطة في النهاية.

وبشأن رد ايران على اي من هذه الاستراتيجيات، قال شمخاني: لقد أعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل ذلك، أنه اذا تم القضاء على الاتفاق النووي بسبب التهجمات الاميركية، فإن الظروف من المؤكد لن تعود الى معادلات ما قبل الاتفاق النووي، وستبرز اوضاع جديدة، لن تكون بالتالي في مصلحة أميركا؛ كما ان اميركا لن يكون بإمكانها العودة الى الظروف المشابهة لما قبل الاتفاق النووي. وفي أي حال، فإن القضاء على الاتفاق النووي سيكون بمعنى تدشين مجابهة جديدة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، ونحن أيضا في هكذا ظروف لن يكون موقفنا انهزاميا، بل ستكون لنا اليد الأعلى في هذه المواجهة.

* السعودية عجزت عن مواجهة انصار الله فكيف بإيران

وفي تحليله بحديث السعودية عن الحرب مع ايران خلال السنوات العشر القادمة، قال شمخاني: برأيي ان على السعوديين ان يتحدثوا عن الحرب الراهنة في اليمن، بدلا من الحرب مع ايران خلال السنوات العشر القادمة.. فالسعودية وبتحالفها مع بعض الدول وبإسناد تسليحي من اميركا وبعض الدول الاوروبية تطلق منذ 3 سنوات مئات الصواريخ والقنابل يوميا على الشعب اليمني المضطهد. فماذا حققت السعودية خلال هذه السنوات الـ3 في مواجهة حركة "انصار الله"؟ تقريبا لا شيء! ورغم انهم يمنّون انفسهم بالنصر ليرفعوا من معنوياتهم، لكن الواقع الميداني العسكري شيء آخر.

وأضاف: ان السعوديين يواجهون تحديات وأزمات عديدة ومتنوعة في الداخل وفي المنطقة وعلى الصعيد الدولي.. فالسعودية تواجه تحديات كبيرة داخل مجلس التعاون.. كما انها في وضع محبط في توفير الامن في حدودها الجنوبية حيث ورطت نفسها في مستنقع الحرب باليمن.. وعلى الصعيد الدولي تواجه انتقادات متزايدة بشأن وضع حقوق اللانسان، والمجازر في اليمن، فضلا عن انها المتهم الرئيسي في دعم التطرف والارهاب. فجميع العالم يتحدثون ان الوهابية هي العامل الرئيس في نشر الافكار الارهابية المتطرفة الخطيرة، ورغم ان حكام السعودية يسعون الى التقليل من هذه الانتقادات من خلال عرض ثروات الشعب السعودي على المزاد وإبرام صفقات التسليح الضخمة، الا ان هذه الاجراءات ما هي مسكّنات مؤقتة لا تعالج تفاقم الاوضاع في السعودية.. فالعالم لن يتقبل بعد هذا الوضع والظروف من السعودية.

* السعودية ترى حل مشكلات الداخلية والاقليمية والدولية في العداء لإيران

وفي إجابته على سؤال بشأن العلاقات الايرانية السعودية وهل من تهدئة او تطبيع لها؟، قال شمخاني: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تبدأ أبدا التوتر والصراع، الا ان المشكلة هي ان السعوديين يرون حل مشكلاتهم وتحدياتهم الداخلية والاقليمية والدولية في العداء لإيران، ويشعرون أنهم بحاجة الى العداء لإيران من اجل الهروب من هذا الوضع، مؤكدا ان الحل يتمثل في العودة الى الوضع العادي بالمنطقة، وإطلاق محادثات إقليمية بحضور دول المنطقة ودون تدخل الآخرين، ونحن نرى المشكلات في جميع دول المنطقة بما فيها اليمن والبحرين يمكن حلها من خلال المحادثات بين مختلف التيارات.. فالحل العسكري يمثل مسارا فاشلا.

وبشأن العلاقات مع السعودية، فلقد أكدنا دوما على إزالة التوتر وحل المشكلات عبر المحادثات.. وما لا يمكن فهمه هو أن تتحالف السعودية مع الكيان الصهيوني من أجل التغلب على دولة اسلامية اخرى.. فتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وهو العدو الاول للعرب والمسلمين، يعد خيانة للقضية الفلسطينية. لذلك فإن الخطوة الاولى في إزالة التوتر تتمثل في إصلاح التوجهات الخاطئة بما فيها التقارب مع الكيان المحتل للقدس. وفي الخطوة اللاحقة، لابد ان تكون لدينا نظرة صحيحة ومنطقية تجاه ظروف المنطقة. ففي الحقيقة ايران أدت دورا بناءا في إعادة الامن والاستقرار الى العراق وسوريا، في حين ان السعوديين ومن خلال دعمهم لبعض التيارات، ساهمت في زعزعة الامن والاستقرار في هذين البلدين. ولم يكن في وسعنا ان نضع يدا على يد، وأن نسمح للإرهابيين بالانتشار اكثر فأكثر في العراق وسوريا، لذلك لا ينبغي اعتبار دخولنا في هذين البلدين انه جاء لمواجهة المصالح السعودية، بل ان الحكومتين العراقية والسورية قدمتا طلبا رسميا الى ايران للوقوف الى جانبهما في محاربة داعش والارهاب، وقد فعلنا ذلك. وبالمناسبة فإن هذا الاجراء ايضا سيكون في مصلحة السعودية على المدى البعيد، لأن الارهابيين وعلى المدى البعيد سيستهدفون المصالح السعودية وأمنها.. وقد كان استغلال أداة الارهابيين خطأ جسيما.. لكن مازالت الامكانية موجودة لرفع سوء الفهم عبر المحادثات.

216