واشنطن بوست: الحصار فشل بإخضاع قطر ورفع شعبية الأمير

واشنطن بوست: الحصار فشل بإخضاع قطر ورفع شعبية الأمير
الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٢٣ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن حصار قطر, مشيرة إلى أن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر فشل في إخضاع الشعب القطري وزاد من شعبية أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بعد نحو عام كامل من فرض الحصار، الذي بدأ يوم 5 يونيو عام 2017.

العالم-قطر

تقول الصحيفة، يستشهد القطريون بتاريخ طويل من الجهود التي بذلتها كل من السعودية والإمارات والبحرين لإخضاع قطر؛ فبدءاً من معركة عام 1867، وصولاً إلى محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1996، يمتدّ تاريخ من الخلاف بين قطر وجيرانها، وتاريخ طويل من المحاولات التي لم تنتهِ لإخضاع الدوحة.

يقول خالد العطية، وزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر، في تصريح لواشنطن بوست، إن ما وقع في العام الماضي من فرض للحصار على قطر كان انقلاباً غير دموي، والمطالب التي حدّدتها دول الحصار ليست سوى واجهة، لقد كانوا يخطّطون لذلك منذ فترة طويلة.

وأضاف العطية: إنهم “لا يحبّون استقلالنا أو حرّيتنا، أو المنبر الذي أنشأناه لتعزيز الحوار والوسطية في المنطقة، إنهم لا يريدوننا مستقلّين”.

الحصار، وبعد نحو عام على فرضه، فشل في إخضاع قطر، كما تقول الواشنطن بوست، كما أنه بدلاً من دفع القطريين لتحدّي حكم الشيخ تميم بن حمد، زاد من شعبيته بسبب التحدّيات الكبيرة التي يواجهها.

يقول كريستيان أولريتتسن، الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس، إن ما تريده دول الحصار هو تغيير النظام في قطر أو إجباره على تقديم تنازلات كبيرة، وما يمكن قوله إن الولايات المتحدة لن تتخلّى عن قطر، رغم أنه ليس هناك خطة بديلة حتى الآن في واشنطن للتعامل مع الأزمة، ما وضع الأزمة في منطقة المراوحة بسبب تعنّت جميع الأطراف وعدم تقديم أي تنازلات.

وتعود الواشنطن بوست إلى التاريخ الذي يسجّل جانباً من التآمر على قطر، ففي العام 1867 كانت الدوحة بلدةً صغيرة في شبه جزيرة صحراوية ومغرية للقبائل المتنافسة هناك، في ذلك العام تعاون كل من حكام أبوظبي والبحرين لغزو قطر، واليوم وبعد أن أصبحت الدوحة عاصمة حديثة متألّقة وتضمّ في باطنها ثروات كبيرة تعود قصة التاريخ من جديد.

ورغم مرور نحو عام على اندلاع الأزمة بين قطر وجيرانها فإنه لا بوادر لحل تلك الأزمة، حيث تجد إدارة الرئيس دونالد ترامب نفسها عالقة وسط واحدة من أقدم النزاعات ذات الصبغة العائلية في المنطقة، بحسب الصحيفة.

لقد غيّر ترامب موقفه حيال أزمة الخليج (الفارسي)، فبعد أن فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار على قطر، أعلن ترامب تأييده لهذا الحصار، واصفاً قطر بأنها دولة راعية للإرهاب، ولكن عاد ترامب مرة أخرى ليمتدح أمير قطر، مؤكداً أنه صديق عظيم، وذلك خلال زيارة الشيخ تميم إلى واشنطن، الشهر الماضي، وفق ما ذكر الصحيفة.

وفي زيارة إلى السعودية قبل أسبوعين، وجه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، رسالة قوية إلى الرياض تؤكّد أهمية حل الخلاف مع قطر، وتأكيد أن وحدة الخليج (الفارسي) أمر حتميّ إذا أرادت دول الخليج (الفارسي) مواجهة إيران، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتقول "واشنطن بوست"، لكن السعودية والإمارات اللتين قادتا حملة الحصار لا تظهران أي استعداد لتقديم تنازلات، فبحسب ما قاله أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، في تغريدة له، فإن تدخّل واشنطن في الأزمة الخليجية غير مرحّب به.

وتنفي قطر مزاعم الإرهاب التي ساقتها دول الحصار، معتبرة أنها ليست سوى حيلة من أجل إخضاعها، مؤكّدة أنها لن تتنازل عن مبادئها.

يقول الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في الدوحة، إنهم ببساطة يريدون أن نكون دولة تابعة لهم في قراراتنا الخارجية، ولكننا لن نكون أبداً دولة تابعة، نحن دولة مستقلّة ونقوم باتخاذ القرارات الخاصة بنا، بحسب ما جاء بالصحيفة.

وتتهم دول الحصار قطر بأنها تدعم جماعة الإخوان المسلمين خلال ثورات الربيع العربي، حيث أقامت الدوحة علاقات مع الثوريين الإسلاميين، في حين قاد كل من السعودية والإمارات ثورات مضادّة؛ فالرياض وأبوظبي تعتبران أن أكبر تهديد لملكهم هو جماعات الإسلام السياسي، بحسب “واشنطن بوست”.

وعلى الرغم من هذا الخلاف الواضح بين موقف قطر وموقف كل من السعودية والإمارات، فإن بعض المحلّلين يُرجعون سبب الخلاف إلى جانبه التاريخي، فهو ناجم عن سنوات طويلة من الغيرة وعدم الثقة، ما يجعل الخلاف مستعصياً، وفقاً للصحيفة الأمريكية.

113-2