تفاصيل مثيرة.. كيف أصبح صدام الجمل أبرز قادة "داعش" السوريين؟

تفاصيل مثيرة.. كيف أصبح صدام الجمل أبرز قادة
الخميس ١٧ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

ما تزال دوائر الإعلام تنتج تقارير إخبارية عن (صدام الجمل) “أمني ولاية الفرات” في تنظيم "داعش" الذي أعلنت الاستخبارات العراقية قبل أسبوع إلقاء القبض عليه مع 4 من أبرز قادة التنظيم في سوريا، عقب استدراجهم إلى العراق، حيث شكّل (الجمل) أبرز شخصيات “داعش” جدلاً كبيراً لأسباب كثيرة، لعل أهمها بحسب محللين لتقلّباته الفكرية خلال الأزمة السورية، ومبايعته للتنظيم سراً، والانتقام من ميليشيا الحر الذي كان أبرز قادته في المنطقة الشرقية عام 2012، وكذلك من أبناء مدينته البوكمال لدرجة بلوغ جرائمة بحقهم لمرتبة مجرم حرب، وفق ناشطين من المنطقة.

العالم - سوريا

والاسم الحقيقي للجمل هو (صدام عمر الرخيته) ويلقب بـ (أبو رقية الأنصاري) في ظل “داعش” وبـ (أبو عدي الجمل) قبل انضمامه للتنظيم، وقد ولد في مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، ويبلغ من العمر 40 عاماً.

بدايات الجمل

ويؤكد أحد قادة ميليشيا الجيش الحر في المنطقة الشرقية (رفض الكشف عن اسمه) في تصريح لـ أورينت نت أن “(الجمل) لم يكن من قيادات الصف الأول في "داعش"، بل ارتقى ليكون أميراً عسكرياً للبوكمال، موضحاً أن قيادات الصف الأول للتنظيم هم من المقاتلين في أفغانستان والعراق عام 2006 وقتها كان الجمل يعمل في التهريب بين سوريا والعراق”.

وأضاف أن (الجمل) “عمل قبل بداية الأحداث السورية كمهرب أسلحة وتبغ بين العراق وسوريا، ومع بدء الأزمة السورية عام 2011 انخرط ضمن صفوف الجيش الحر، وكان من مؤسسي “لواء الله أكبر” في مدينة البوكمال، ومن قادة ألوية “أحفاد الرسول”، ولعب دوراً بارزاً في السيطرة على مدينة البوكمال في عام 2012، حيث كان يأتي إلى تركيا للقاء الداعمين بصفته قيادياً في الجيش الحر عن المنطقة الشرقية بديرالزور”.

وأشار إلى أنه “عندما أعلنت داعش الحرب على تجمع “أحفاد الرسول” (مهمته محاربة داعش عندما انتبهت تركيا وأمريكا لخطرهم) بداية عام 2014 وهنا كانت الفصائل المعارضة تعتبر "داعش" فصيلا معارضا في تلك الفترة، بايع (الجمل) "داعش" عندما قتلت اثنين من إخوته في بيتهم بعد إرسال عناصر يرتدون أحزمة ناسفة الأمر الذي دفع بـ(الجمل) لتسليم كل السلاح الثقيل للتنظيم وأعلن التوبة له، حتى أنه عندما هاجم "داعش" مدينة البوكمال بقيادة الجمل قتل الأخير مقاتلين من الجيش الحر من أقربائه، حيث علت مكانة الجمل في عين "داعش" وظهر وقتها في إصدار للتنظيم”.

علاقات الجمل

يضيف القيادي في ميليشيا الجيش الحر أن “(الجمل) قائد “لواء الله وأكبر” كان مقرباً من (علي المطر) قائد لواء القعقاع في مدينة القورية (اغتيل في نيسان 2013)، أقوى الألوية العسكرية في المنطقة الشرقية، كان (المطر) يرسل الجمل إلى تركيا في بداية عام 2012، حيث أصبح بعدها الجمل قائد تجمع أحفاد الرسول الذي يضم (لواء القعقاع ولواء الله أكبر وكتائب من مدينة موحسن)”.

وتعرض (الجمل) لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين على طريق البوكمال-القائم، كما نجا من أخرى أثناء قصف سوري في تشرين الأول 2016، لأحد المقرات قرب الحديقة العامة في مدينة البوكمال قتل خلالها العشرات من عناصر "داعش".

كيف بايع "داعش" الجمل

بدوره أوضح (صهيب الجابر) صحفي من شبكة (فرات بوست) المعارضة أنه “نشبت خلافات بين الجمل وبين جبهة النصرة، ذهب الجمل على إثرها في بداية 2013 إلى ريف الحسكة، حيث بايع سراً "داعش" وأجبر العديد من القادة التابعين له لمبايعة التنظيم أيضاً، ثم عاد إلى مدينة البوكمال، ليهرب قبيل سيطرة التنظيم على المدينة إلى حقل الكم T2 ويعلن مع عدد من عناصره المبايعة العلنية”.

روايات الاعتقال

يرى ناشطون من ديرالزور، أن “صدام الجمل وأبو سيف الشعيطي سلموا أنفسهم في نيسان 2018 لقسد بعد تنسيق سري بين الطرفين، فيما يرى آخرون أن أحد قادة داعش المتعاملين مع الحكومة العراقية وهو (أبو زيد العراقي معاون البغدادي- معتقل لدى العراق)، هو من استدرج كلاً من صدام الجمل وأبوسيف الشيعطي وأبو عبد الحق العراقي، وأبو حفص الكربولي، وأوشى على مكانهم وخاصة أن الجمل عمل سابقاً مهرباً على الحدود العراقية وهو يعرف جيداً مناطق بعيدة عن أعين السلطات”.

اقتحام الجمل للبوكمال

“في 10 نيسان 2014 نفذ الجمل أول معركة حقيقية لتبييض صورته أمام التنظيم، حينما اقتحمت "داعش" بقيادة الجمل مدينة البوكمال التي كانت خاضعة لسيطرة جبهة النصرة والجيش الحر، لكنه فشل في السيطرة عليها قتل خلاله 40 عنصراً من الجيش الحر والنصرة وقد جرى التمثيل ببعض الجثث، قبل أن يتوجه التنظيم إلى البادية، كما أصيب الجمل وقتها واستطاع الهرب”.

السيطرة بشكل كامل على البوكمال

“في مطلع تموز 2014 أحكم تنظيم “داعش” سيطرته، على مدينة البوكمال بعد أن استقدم تعزيزات كبيرة من العراق، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام مع الجيش الحر، وعناصر من جبهة النصرة، إثر مبايعة فصيل تابع لـ”جبهة النصرة” في المدينة لها، عقب شهر من سيطرة داعش على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه، بينها معابر حدودية مع سوريا، الواقعة على الطرف الآخر من الحدود”.

وبيّن ( الجابر) أنه “عندما فرض "داعش" سيطرته بشكل نهائي على مدينة البوكمال، عُين الجمل أميراً لاستخبارات ولاية الفرات ثم استقر في المدينة ليبدأ عمليات انتقام واعتقال بحق كل من يعاديه أو عاداه سابقاً. موضحاً “أن صدام الجمل مقرب من كبار قادة داعش مثل والي الفرات (أبو أنس العراقي) والقياديين (محمود مطر) و (كاسر الحداوي) (اعتقل في تركيا نيسان 2018 – البالغ من العمر 33 عاماً والملقب بأبو قعقاع القرعاني) ووالي ولاية الخير(عامر الرفدان) (قتل في غارة للتحالف)”.

معاقبة الجمل

أقدم تنظيم "داعش" في 3 نيسان 2017، على جلد كل من صدام الجمل وأبو سيف الشعيطي 100 جلدة على إثر ظهورهم في مقطع فيديو وهم يشربان الأرجيلة “الشيشة”.

آخر المعلومات عن الجمل قبل اعتقاله

وأضاف (الجابر) أن “الجمل لم يشارك في معارك داعش الأخيرة، نظراً لمنصبه الأمني الاستخباراتي في ديرالزور، وكون التنظيم يحرص على عدم تعريض قادته الأمنيين للخطر أثناء المعارك".

خلال المعارك الأخيرة مع الجيش السوري في مدينة البوكمال، هرب الجمل إلى منطقة السوسة، حيث تابع قتاله هناك ضد قسد في الضفة الشرقية لنهر الفرات بالقرب من بلدة الشعفة، وأعدم هناك عدداً من عناصر قسد ثم مثّل بجثثهم”.

المصدر : اورينت

109-1

تصنيف :