بين البايلا والبيستاتيو.. هكذا استقبل مليونا مسلم رمضان في إسبانيا

بين البايلا والبيستاتيو.. هكذا استقبل مليونا مسلم رمضان في إسبانيا
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٨ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

وجهت المفوضية الإسلامية في إسبانيا، إلى مكونات المجتمع على تفهم واحترام لعادات المسلمين وعقيدتهم في صيام شهر رمضان، فضلًا عما يوفره المجتمع من مساعدات وتسهيلات لمساعدة المسلمين داخل المجتمع على العبادات في الشهر الفضيل.

العالم - منوعات 

ويمارس أكثر من 1.9 مليون مسلم يشكلون نسيج 9 مدن إسبانية شعائر شهر رمضان، فيما كان النصيب الأكبر من الاحتفالات داخل إقليم كتالونيا حيث يقطن أكبر عدد من الجاليات الإسلامية والعربية داخل إسبانيا والذى بلغ عددهم حوالى 500 الف شخص.

رياض تاتري -رئيس المفوضية الإسلامية- أعرب عن سعادته بحفاوة الشعب الإسباني بالشهر الفضيل، مطالبا أصحاب العمل خاصة في الوظائف التي تتطلب المزيد من الجهد وساعات تحت الشمس بالتخفيف من معاناة الصائمين في تلك الأجواء، قائلًا: “لقد تلقيت عدة طلبات، خاصة من أولئك الذين يعملون في البيوت البلاستيكية أو قطف الفراولة، ولكننا نطالب بتغيير توقيتات العمل حيث يبدأ العامل ممارسة مهامه في وقت باكر من الصباح انتهاء بحلول الظهيرة”.

وبحسب لاتفاقية تعاون الدولة مع اللجنة الإسلامية الإسبانية، فإن أعضاء الجاليات الإسلامية التابعة للمركز الدولي للاتصالات ممن يرغبون في ذلك، سيتمكنون من طلب “إتمام يوم العمل قبل ساعة واحدة من غروب الشمس، خلال شهر رمضان”.

وجاء في النص أيضا أن “ضرورة توفير تغذية مناسبة للعاملين والملحقين بالمراكز أو المؤسسات العامة والوحدات العسكرية والطلاب المسلمين بالمدارس الحكومية، والسعي لمطابقة التعاليم الدينية الإسلامية وجدول الوجبات خلال شهر رمضان”.

وأوضح تاتر: “نناشد كرم أرباب الدراية ومديري القطاعين العام والخاص، إلى تسهيل الروتين اليومي للعمال من الصائمين خلال هذا الشهر، مع إدراك أن الاتفاق على مواعيد العمل الرسمية تتم باتفاق مسبق بين الطرفين”، مطالبا ممثلي الطوائف الدينية الإسلامية المختلفة داخل المجتمع الإسباني بضرورة احترام الآخرين من جيرانهم وعدم إحداث فوضي خاصة خلال احتفالات البعض وقت الإفطار.

600 ألف مسلم إسباني

ويعيش في إسبانيا حوالي مليون و900 ألف مسلم منهم حوالي 700 ألف مسلم إسباني، و1.2 مليون مسلم من أصول أجنبية، ويتوزع أغلب المسلمين في مدن «مدريد، وكتالونيا، والأندلس، وفالنسيا، ومورثيا، وكانارياس، وكاسيتا لامانثا، وكالنتابيرا، وأوستورياس، وسبتة، ومليلية».

ويشكل المسلمون في هذه المدن تجمعات تتوزع على حوالي 1800 دار مناسبات موجودة في هذه المدن، ويجتمع المسلمون يوميا خلال شهر رمضان فيها لتناول طعام الإفطار بشكل جماعي في مظهر فريد.

حيث تضم طاولة الطعام الواحدة مسلمين من عدة جنسيات وكل منهم أحضر معه أصنافا من الطعام التي تمثل الموروث الثقافي والتاريخي لبلاده مثل «المغرب، والجزائر، وباكستان، والسنغال».

حيث يحضر الإسباني معه طبق «البايلا» المصنوعة من الأرز والأسماك بأنواعها والخضراوات، بالإضافة إلى طبق «البيستاتيو فريتي» وهو عبارة عن أرز وخضر مصنوعة بطريقة «الطاجين» وطبق «الغاسترونوميا مانجيغا» وهو عبارة عن أسماك مقلية بالبطاطا، بالإضافة إلى الأطباق السنغالية مثل «شبيودان» وهو مكون من أرز بالخضراوات والسمك– يشبه الطاجين-، وطبق «البيلوتنغ» ويتكون من شرائح اللحم والخضراوات– يشبه الاسكلوب- وطبق «الدودو» ويتكون من الموز المقلي واللحم.

تضم نفس طاولة الطعام الأطباق الباكستانية والتي تشتهر بالإيدامات بأنواعها ودجاج التندوري مع الأرز والبرياني وكيك الشعرية، والأطباق المغربية والجزائرية مثل «الحريرة» التي تتكون من العدس واللحم والخضراوات و»الكسكس، والرفيسة، وفطيرة البسطيلة».

وعلى طاولة الطعام تتسابق أيادي المسلمين المجتمعين على الإفطار ليتناول كل منهم من أطباق جيرانه ويتذوق موروثهم في بلدانهم الأصلية التي ينحدرون منها في جو ملؤه المودة والتآخي، وبعد تناول الطعام تبدأ جلسات قراءة القرآن والدروس الدينية حتى صلاة العشاء والتراويح وبعدها ينصرف المصلون إلى منازلهم.

ويمثل شهر رمضان فرصة للتزاور ولقاء الأهل والأصدقاء وتقدم كل أسرة أطيب ما لديها من أطعمة ومشروبات للزوار وتكون عادة الأطباق مميزة وتمثل ثقافة بلاده في الطبخ.

لذلك تجد أغلب المسلمين في إسبانيا على معرفة كبيرة بطعام الجاليات الأخرى، وتتبادل النساء وصفات الطعام، فتكون بين أوساط الجالية المسلمة في إسبانيا خليط مميز من الأطباق حول العالم، بالإضافة إلى الطقوس «الرمضانية» لكل جنسية تناقلت فيما بيننا لتشكل داخل كل أسرة مزيج مميز أصبح مع الوقت من عاداتها وتقاليدها الحديثة.

120